انقطاع التيار الكهربائي يؤدي إلى إتلاف أجهزة الغزيين الكهربائية

العائلات تعتمد على المعلبات والبقوليات

TT

إلى جانب المعاناة الكبيرة التي يتحملونها جراء انقطاع التيار الكهربائي الذي يمتد لنحو 18 ساعة في اليوم، فإن الغزيين باتوا يتكبدون خسائر كبيرة جراء تلف الكثير من الأجهزة المنزلية وبسبب هذه المشكلة. لم يكد يمضي شهر على قيام عبد الرحمن عودة (49 عاما) بشراء ثلاجة لعائلته، حتى تعطلت، حيث إنه عندما تم استئناف شبك التيار الكهربائي بالمنطقة التي يقطن فيها عبد الرحمن، فإن قوة التيار الكهربائي كانت كبيرة جدا، مما أدى إلى عطل مولد الثلاجة. وحتى اقتناء المولدات الكهربائي التي يتم تشغيلها عن انقطاع التيار الكهربائي لم تحل المشكلة، حيث إن التيار الكهربائي الناتج عن تشغيل المولدات يكون مترددا، مما يؤدي إلى تلف الأجهزة أيضا. ولقد أحبط ماجد حسين (45 عاما) عندما اضطر لأخذ الحاسوب المحمول، الذي اشتراه قبل ثلاثة أسابيع إلى إحدى الورش الفنية لإصلاحه بعد تعطيله جراء عدم انتظام قوة التيار الكهربائي الذي ينتجه المولد الكهربائي في منزله.

وقال ماجد، المحاضر الجامعي، لـ«الشرق الأوسط»، إنه قرر عدم تشغيل أي جهاز كهربائي في منزله أثناء تشغيل المولد الكهربائي حتى لا تتلف ويتكبد المزيد من الخسائر. وقد أدى استخدام المولدات إلى تلف الأجهزة الكهربائية الحساسة لدى الكثير من العائلات الفلسطينية. ومما يعكس الخسائر التي يتكبدها الغزيون جراء انقطاع التيار الكهربائي حقيقة زيادة وتيرة عمل الورش الفنية المتخصصة بتصليح الأجهزة الكهربائية. وقد أثر انقطاع التيار الكهربائي على أنماط الاستهلاك لدى العائلات الفلسطينية في قطاع غزة، حيث إن هذه العائلات لم تعد تحتفظ بالمواد الغذائية، لا سيما اللحوم والأسماك المجمدة في الثلاجات، لأنها ستتلف بفعل انقطاع التيار الكهربائي.

عامر بروك، الذي يقطن في المنطقة الوسطى في قطاع غزة قال لـ«الشرق الأوسط»، إنه يتوجه للسوق يوميا لشراء ما يلزم لأنه يعي أنه لن يكون بوسعه وضع أي من المواد الغذائية في الثلاجة. ويشير عامر إلى أنه كان في الماضي يقوم بالتسوق مرة واحدة في الأسبوع، حيث كان يشتري اللحوم والأسماك، بحيث يتناولها أفراد العائلة على مدار الأسبوع، أما الآن، فإن الأمر لم يعد ممكنا. الكثير من العائلات باتت تعتمد على المعلبات والبقوليات والحبوب الجافة التي لا يتطلب تناولها أن يتم وضعها مسبقا في الثلاجة.

وقد أدت أزمة الكهرباء إلى ترك تأثيرها بشكل واضح على ما تعرضه البقالات والمحال التجارية. فكثير من المحال التجارية والبقالات لم تعد تعرض اللحوم والأسماك المثلجة، التي يتطلب عرضها وجود مولدات كبيرة قادرة على إنتاج تيار كهربائي يكفي لتشغيل المجمدات التي يتم حفظ هذه اللحوم فيها. بعض المحال التجارية تملك مثل هذه المولدات، لكن البعض الآخر لا يملكها. ومع حلول الربيع، لم يعد من الممكن للكثير من الغزيين تذوق البوظة، حيث إن الكثير من المحال التجارية باتت لا تقتني مثل هذه المواد بفعل الحاجة إلى مولدات كهربائية كبيرة، وهذا ما جعل أصحاب هذه المحال يعزفون عن اقتنائها.