كلينتون تبحث مع أردوغان زيارته إلى طهران.. وملفها النووي

الاتحاد الأوروبي يرفض تأكيد موعد المفاوضات النووية.. وطهران تسعى لتقوية علاقاتها مع بكين

إيرانيون في أحد متنزهات طهران أمس للاحتفال بمرور 13 يوما على أعياد نوروز (رأس السنة الفارسية). (أ.ف.ب)
TT

أجرت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، أمس، محادثات مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان حول مباحثاته النووية مع الجمهورية الإسلامية التي زارها مؤخرا، وجاء ذلك بينما تستعد واشنطن مع بقية حلفائها من دول الغرب لجولة جديدة من المفاوضات مع طهران بشأن برنامجها النووي المثير للجدل، والتي من المتوقع أن تعقد في غضون الأسبوعين المقبلين.

وجاء لقاء كلينتون مع أردوغان غداة إعلانها عن أن إسطنبول ستستضيف محادثات مجموعة «5+1» (الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا) مع إيران في 13 من الشهر الجاري للتفاوض حول برنامج تخصيب اليورانيوم.

ويدل إعلان كلينتون عن موعد المفاوضات ولقائها أردوغان على أن الولايات المتحدة تحاول اتخاذ إجراءات عاجلة وسط توقعات بتوجيه ضربة عسكرية إسرائيلية أو أميركية في وقت لاحق من هذا العام إلى إيران؛ لوقف أنشطتها النووية التي ترى إسرائيل أنها تهديد لأمنها. وكانت وزيرة الخارجية الأميركية قد أشارت خلال اجتماعاتها في الرياض أول من أمس ضمن المنتدى الاستراتيجي الأميركي - الخليجي الأول، إلى أن الوقت ينفد أمام الدبلوماسية في التعامل مع إيران. وكان أردوغان قد زار الجمهورية الإسلامية الأسبوع الماضي مقبلا من سيول؛ حيث حضر قمة الأمن النووي التي عقدت هناك بحضور الرئيس الأميركي باراك أوباما الذي حذر طهران من مغبة مواصلة برنامجها النووي. وحسب مسؤولين أميركيين فإن أردوغان سيبلغ كلينتون بتصوراته حول أين تقف إيران الآن بالنسبة لبرنامجها النووي. وكان رئيس الوزراء التركي قد التقى في طهران خلال يومين كبار المسؤولين الإيرانيين، وفي مقدمتهم المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي والرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، وأجرى معهم سلسلة من النقاشات حول الطموحات النووية الإيرانية. وحسب مصادر فإن أردوغان نقل رسالة من أوباما إلى خامنئي غير أنه لم يعرف فحواها.

وكان أردوغان قد أثار قلقا بسبب تصريحاته خلال وجوده في العاصمة الإيرانية، التي أيد فيها البرنامج النووي الإيراني «السلمي»، وأكد أن من حق طهران أن تمتلك برنامجا لأغراض سلمية، كما كرر كلام المرشد عن أن امتلاك الأسلحة النووية أمر يحرمه الدين الإسلامي.

إلى ذلك، وبخلاف تأكيد كلينتون أن موعد المحادثات النووية بين إيران والغرب في 13 من الشهر الجاري، قال الاتحاد الأوروبي في وقت متأخر من مساء أول من أمس إن موعد ومكان استئناف المباحثات حول الملف النووي الإيراني لم يتم تحديده رسميا بعد.

وأفاد متحدث باسم وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي، كاثرين آشتون، بأن «المشاورات وصلت مرحلة متقدمة، وسنعلن التاريخ والمكان عندما نتوصل إلى اتفاق كامل»، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية. وكان وزير الخارجية الإيراني، علي أكبر صالحي، أعلن الأربعاء الماضي عن أن المفاوضات في الملف النووي بين إيران ومجموعة «5+1» التي تضم الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا، ستستأنف في 13 أبريل (نيسان)، موضحا أن إيران تفضل تركيا لاستضافتها. وبينما تضيق الحلقة على الجمهورية الإسلامية بعد سلسلة العقوبات الاقتصادية المتتالية التي استهدفتها بسبب طموحاتها النووية، تسعى إيران إلى تطوير علاقاتها الثنائية مع الصين خاصة، والتقى أمس مساعد الرئيس الإيراني محمد جواد محمدي زادة مساعد رئيس الوزراء الصيني لي كه تشيان، وبحث معه أحدث التطورات في العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية والدولية. وذكرت وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا) إنه حضر اللقاء سفير إيران في الصين مهدي صفري في منطقة بواو في مقاطعة هاي نن جنوب الصين.

وفي تصريح لمراسل «إرنا» عقب اللقاء وصف محمدي زادة محادثاته مع المسؤول الصيني بأنها كانت مفيدة وممتازة. وأشار إلى وجود إرادة جادة من جانب إيران والصين لتطوير العلاقات الثنائية، مضيفا أنه نظرا للعلاقات التاريخية وعزم قادة البلدين على تطوير العلاقات في مختلف المجالات، فقد أعرب الجانبان عن أملهما بأن يتجاوز حجم التبادل التجاري بين البلدين في العام الحالي 50 مليار دولار.

وكانت قيمة التبادل التجاري بين إيران والصين قد بلغت في العام الماضي 45 مليار دولار. وأكد مساعد الرئيس الإيراني أن «إيران والصين لهما مواقف مشتركة على الصعيد الدولي»، وقال إنه تم التأكيد مجددا على «المواقف الرسمية لطهران وبكين فيما يتعلق بدعم وحدة الأراضي والسيادة الوطنية للدول، وحل وتسوية النزاعات سلميا، وتجنب استخدام القوة والمعارضة الجادة للتوجهات أحادية الجانب، ودعم إرساء عالم متعدد الأقطاب».