واشنطن تنفي تسريبها معلومات عن استخدام إسرائيل قواعد في أذربيجان لضرب إيران

اعتبرتها تقديرات مشوهة مدفوعة بأهداف انتخابية بقصد المساس بمكانة أوباما

TT

اتصل مسؤول أميركي بنظرائه الإسرائيليين، أمس، ونفى ما قاله السفير الأميركي الأسبق لدى الأمم المتحدة، جون بولتون، بأن إدارة الرئيس باراك أوباما قامت بتسريب المعلومات الأخيرة بشأن استخدام إسرائيل قواعد عسكرية في أذربيجان لتوجيه ضربة عسكرية لإيران، عن سابق قصد من أجل إحباط ومنع قيام إسرائيل بتوجيه ضربة كهذه.

وقال هذا المسؤول إن تلك المعلومات لا صلة لها بالواقع. وإنها صادرة عن تقديرات مشوهة مدفوعة بأهداف انتخابية يقصد بها المساس بمكانة الرئيس أوباما «الذي يتخذ موقفا صارما لا غبار عليه لمنع إيران من التسلح النووي».

وكانت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية قد نشرت تصريحات السفير بولتون، التي قال فيها إن أذربيجان سمحت للمقاتلات الحربية الإسرائيلية بأن تستخدم قواعد عسكرية في أذربيجان لضرب إيران، في حال اضطرارها إلى توجيه ضربة كهذه. وفي الوقت نفسه، نشرت مجلة «فورن بوليسي» الأميركية، أن ذلك التطور (أي استخدام القواعد الأذربيجانية)، سيحل أحد أصعب التحديات والعقبات الرئيسية التي تعترض أو من شأنها أن تعيق ضرب منشآت الذرة الإيرانية - الحاجة لتزويد المقاتلات الإسرائيلية بالوقود في الجو - وبالتالي فإن انطلاق الهجوم من أذربيجان المجاورة لإيران سيحل هذه المشكلة.

وذكرت الصحيفة أن بولتون، الذي أثار القضية اعترف بأنه لا يملك دليلا قاطعا على اتهامه هذا لإدارة أوباما، إلا أنه وجه هذا الاتهام خلال مقابلة مع شبكة «فوكس نيوز» التلفزيونية الأميركية ، بالاعتماد على «تقديرات وتحركات ملائمة». ولفت بولتون في هذا السياق إلى أن وزير الدفاع الأميركي، ليون بانيتا، كان قد أشار في شهر فبراير (شباط) الماضي إلى اعتقاده بأن إسرائيل قد توجه ضربة عسكرية لإيران في شهر أبريل (نيسان) الحالي، معتبرا أن هذه معلومات حساسة لها تأثير كبير على مجرى العمليات، وبالتالي فإن نشرها قد يضر بالهجوم على إيران.

يشار إلى أن مصادر إسرائيلية مختلفة كانت اتهمت أوباما، الشهر الماضي، بأنه سرب معلومات مختلفة حول معارضة أذرع الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية المختلفة لموقف نتنياهو في توجيه ضربة إسرائيلية لإيران، ووجود إجماع بين هذه الأذرع وبين أجهزة الاستخبارات الأميركية حول رفض الخيار العسكري ضد إيران في الوقت الحاضر، ردا على تدخل نتنياهو في السياسة الداخلية للولايات المتحدة واستغلاله الانتخابات العامة للرئاسة الأميركية في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي للضغط على إدارة أوباما بالقبول بالموقف الإسرائيلي. وكانت أذربيجان قد نفت في وقت سابق إجازتها إسرائيل استخدام قواعدها الجوية في حال توجيه ضربات جوية ضد منشآت نووية إيرانية. وصرح متحدث باسم وزارة الدفاع الأذربيجانية، تيمور عبد اللييف، أن «هذه المعلومات لا أساس لها». واعتبر مسؤول كبير في الإدارة الرئاسية الأذربيجانية أن هدف هذه الادعاءات «هو الضرر بالعلاقات بين أذربيجان وإيران».

وصرح المسؤول الكبير علي حسانوف للصحافيين «سبق أن قلنا مرارا ونكرر إنه ليس هناك تحركات ضد إيران (..) انطلاقا من الأراضي الأذربيجانية». وكانت العلاقات بين باكو وطهران قد توترت في الأشهر الماضية بعد أن أثارت علاقات باكو مع إسرائيل استياء إيران. وبحسب الصحافة الإيرانية، قد تكون أذربيجان اشترت من إسرائيل أسلحة بمئات ملايين الدولارات. كما اتهمت طهران باكو بمساعدة منفذي عمليات اغتيال مسؤولين عن البرنامج النووي الإيراني نسبتها طهران لإسرائيل.

وبدورها أكدت أذربيجان أنها أحبطت اعتداءات خططت لها طهران ضد سفارتي إسرائيل والولايات المتحدة في باكو، وهو ما نفته إيران.