عالم الموضة يغوص في أعماق البحر ليقلد اللؤلؤ والقواقع

رغوة الموج الهائج تجسد صفاء الماء لأزياء الصيف

TT

تنقلنا حركة البحر القوية في رحلات إلى كل أنحاء العالم، من خلال الأزياء والإكسسوارات والمجوهرات على حد سواء.. في عرض «شانيل»، الذي أقيم في «لوغران باليه»، مثلا، غُطيت الأرضية بأعشاب ورمال ومرجان وقواقع بحرية كلها بالأبيض، وبينها زرعت كتل عملاقة تمثل المحار واللؤلؤ أيضا بالأبيض، بينما نصب الباب الذي تخرج منه العارضات على شكل محارة ضخمة. برودة الأبيض كانت الخلفية المناسبة لتشكيلة تراقصت فيها ألوان الأزرق والمرجاني والأخضر مع الشيفون والتويد والحرير، كما كانت منعشة في إكسسوارات غلب عليها اللؤلؤ، وزينت العارضات من الرأس إلى أخمص القدمين، بالمعنى الحرفي، فقد ظهرت كمشابك ودبابيس للشعر، وكأحزمة وقلادات، كما رصعت الحقائب والصنادل والأحذية، إلى جانب ألوان المرجان والأزرق بدرجاته، كان الأبيض قويا أيضا في الأزياء، في رغبة من المصمم أن يجسد من خلاله صفاء الماء، أو ما يشبه رغوة الموج الهائج كما هو الحال في تنورة مستقيمة فوق الركبة وفي فساتين وتايورات من التويد الخفيف. التصاميم التي تميزت ببليسيهات أو طيات صغيرة كانت أيضا محاولة منه لخلق شكل تكسر الأمواج، أو أشكال طحالب، خصوصا في تلك التي جاءت بثنيات ملتوية ومعقدة. كارل لاغرفيلد، كعادته، لم يترك أي جانب لم يستغله أو يفكر فيه، وتأثير البحر وخيراته، وعلى رأسها اللؤلؤ، لم يكن الوحيد الذي زين بعض القطع؛ حيث رصع بعضها أيضا بقطع زجاج خفيفة وشفافة بدت وكأنها قشور أسماك. لعبة المبالغة والاهتمام بأدق التفاصيل، راقت على ما يبدو لمصمم «شانيل» المخضرم، ففي شهر يناير (كانون الثاني) الماضي وخلال أسبوع الأزياء الراقية، استعمل 150 درجة من اللون الأزرق في تشكيلته، بحيث كان اللون الوحيد فيها ولم يضاهِه مبالغة سوى التطريزات وبريقها.

كان كارل لاغرفيلد قد استلهم تشكيلته للربيع والصيف الحاليين من جلسة تصوير تحت الماء لمجلة «فوغ» النسخة اليابانية.