كلينتون: الدور الإيراني مقلق.. والأسد «خاطئ» إذا تصور أن بإمكانه هزيمة المعارضة

رحبت بتقليص تركيا وارداتها النفطية من إيران.. وقالت إن واشنطن ستتابع انتخابات الرئاسة المصرية

اردوغان وهيلاري كلينتون في المؤتمر أمس (أب)
TT

دعت وزيرة خارجية الولايات المتحدة هيلاري كلينتون نظام الرئيس السوري بشار الأسد لـ«وقف القتل في سوريا»، وحثت مبعوث الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى سوريا كوفي أنان على أن «يضع جدولا زمنيا للخطوات» المطلوبة في خطته.

وقالت كلينتون: «العالم لن يتسامح مع مرتكبي الجرائم في سوريا، والأسد يجب أن يتنحى، واليوم أطلعت المؤتمر على ما تقوم به الولايات المتحدة من دعم للمعارضة، ونحن سوف ندعم المعارضة لانطلاق عملية ديمقراطية تحافظ على وحدة سوريا، وهذا يعني مزيدا من العقوبات على النظام وتدريب السوريين على توثيق الانتهاكات لمحاسبة مرتكبيها».

واعتبرت كلينتون أن الرئيس السوري بشار الأسد «خاطئ» إذا اعتقد أنه قادر على هزيمة المعارضة السورية.

وقالت «إذا واصل الأسد ما يفعله بعدم وقف العنف.. فلا يرجح على الإطلاق أن يوافق» على تطبيق خطة المبعوث الخاص المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا كوفي أنان التي سبق أن أعلن الموافقة عليها.

وأوضحت أن «هناك مؤشرا واضحا إلى أنه يريد الانتظار ليرى إن كان سيتمكن من قمع المعارضة بالكامل». وتابعت «أعتقد أنه يخطئ في اعتقاد ذلك». وقالت كلينتون «إن قراءتي للوضع هي أن المعارضة تزداد قوة وليس العكس».

وأضافت: «سمعنا من المجلس الوطني السوري عن جهودهم لتوحيد المعارضة حول رؤية واحدة، أي سوريا تعددية ديمقراطية توفر الحقوق لجميع السوريين، وتعكس قيم المجتمع السوري، وتكون خارطة طريق لحماية المؤسسات والدولة»، معتبرة أن «المعارضة سوف تتمكن من إنهاء الدعم المتبقي للأسد وإنهاء النظام»، ولفتت إلى أن «المجتمع الدولي اليوم أكد دعمه للسوريين».

وأشارت كلينتون إلى أن «أنان وضع خطة، والأسد حتى الآن رفض القيام بتعهداته، وهذه لحظة الحقيقة»، مؤكدة أن واشنطن «ملتزمة بهذا الجهد»، وأشارت إلى أن البيان عن مؤتمر إسطنبول هو «وثيقة بالغة الأهمية وهي تمثل التقدم الملحوظ للمجتمع الدولي»، وتابعت: «كلنا ثقة بأن الشعب السوري سوف يتمكن من تقرير مصيره»، وأضافت كلينتون: «ناقشت الأوضاع في المنطقة مع وزير خارجية تركيا أحمد داود أوغلو والوضع في إيران، وأطلعني على أن تركيا ستخفض استهلاكها للنفط من إيران»، وشددت على أن «الديكتاتور في سوريا الذي يقمع شعبه من المهم أن يتذكر أن الشعوب التي تتعرض للقمع ممكن أن تتحول نحو الإصلاح». وقالت كلينتون: «لم يمض أسبوع على تقديم الأسد وعده إلى أنان، وسوف نستمع إليه في مجلس الأمن غدا، ولا نريد أن نحكم مسبقا على مهمته، وهو ذهب إلى موسكو وبكين وطهران وسمع عددا من الآراء المختلفة»، معتبرة أنه «لا بد من نهاية زمنية لمهمة أنان، وعلى الأسد أن يدرك أنه فقد شرعيته، ورهانه على قمع المعارضة خاطئ، فهي تزداد زخما وهي مستمرة في المطالبة بالحرية، والضغط على الأسد والمحيطين به يزداد وسوف يزداد أكثر».

وأردفت: «التقيت بالمعارضة السورية اليوم (أمس) والمسؤولون الذين هم معي يلتقون بهم بشكل دائم، واليوم أصبحت المعارضة تكتسب زخما كبيرا وأصبحت أكثر تمثيلا وشمولية للسوريين، والتقيت اليوم (أمس) بشابة هربت من حمص وشعرنا بالاستياء مما حصل معها ومع غيرها وهي أصبحت جزءا من المجلس الوطني السوري، وقد أصبح كل من يهرب من سوريا ينضم للمجلس الوطني، وقاعدته تتوسع، ونحن اليوم ندعم المجلس الوطني في مجالات عدة في التواصل، وغيرنا سيدعم المقاتلين، والتعامل مع المجلس يتم على أساس أنه يمثل المظلة للمعارضة السورية».

وإذ شددت على أن «الدور الإيراني في سوريا مقلق جدا»، قالت كلينتون: «هناك ثلاثة أمور تقلق الدول المجاورة لإيران منها البرنامج النووي، والتدخل الإيراني في دول الجوار، وهذا يتجسد بدورها في سوريا مباشرة أو عبر الوساطة، بالإضافة إلى أن في إيران نظاما يصدر الإرهاب، بينما الشعب الإيراني هو صاحب حضارة ولا يجب أن يعيش في ظل هذا النظام».

ورحبت كلينتون بقرار تركيا تقليص استيرادها من النفط الإيراني. وقالت كلينتون للصحافة في ختام مؤتمر «أصدقاء سوريا» في إسطنبول إن «إعلان تركيا عن تقليص وارداتها من النفط الإيراني بنسبة ملحوظة مرحب به. إننا نرحب بالطبع بهذا الإعلان».

وأعلنت الشركة النفطية التركية الرئيسية «توبراس» الجمعة عن تقليص وارداتها من النفط الإيراني بنسبة 20 في المائة.

وردا على سؤال حول قرار جماعة الإخوان المسلمين في مصر تقديم مرشح للرئاسة، قالت كلينتون إن الولايات المتحدة ستتابع الانتخابات المصرية عن كثب، لكنها حثت الأطراف السياسية هناك (في مصر) على عدم التمييز ضد المرأة والأقليات والخصوم السياسيين.

وأضافت كلينتون قائلة «نريد أن نرى مصر تمضي قدما في عملية انتقال ديمقراطي، وهو ما يعني عدم التمييز ضد الأقليات الدينية والمرأة والخصوم السياسيين».