اليوفي يكتسح نابولي بثلاثية ويقلص فارق الصدارة إلى نقطتين

نجح في الحفاظ على نتائجه الإيجابية المتتالية منذ انطلاقة الموسم الحالي

TT

اكتسح فريق اليوفي نظيره نابولي بثلاثية في المباراة التي جمعتهما أول من أمس في ختام الجولة 30 من الدوري الإيطالي. وجاءت الأهداف في الشوط الثاني عن طريق المدافع بونوتشي ولاعب الوسط أرتورو فيدال والمهاجم كوالياريلا في الدقائق 8 و30 و38 على التوالي. وارتفع رصيد اليوفي إلى النقطة 62 محافظا على الوصافة ومقلصا الفارق مع الميلان المتصدر إلى نقطتين فحسب بعدما تعادل الأخير أمام كاتانيا. فيما تجمد رصيد نابولي عند النقطة 48 في المركز الرابع، وشهد اللقاء حالة طرد تعرض لها زوينغا، لاعب نابولي، نتيجة إعاقته للمدافع كيلليني. والآن إذا كان الميلان يخشى من اليوفي الذي بات على بعد نقطتين من الصدارة، فهذا أمر نتفهمه، ولكن قفزة اليوفي هذه ليست كبيرة بدرجة تثير الخوف في نفس حامل اللقب ولكن الشيء الأكثر خطورة هو تلك الطريقة التي وصل بها يوفنتوس إلى ثلاثية نظيفة في شباك نابولي: فقد عهد اليوفي إلى طهي ضيفه خلال الشوط الأول من المباراة ليقوم بسحبه بعد ذلك في الشوط الثاني بأداء قوي دون أن يسمح لنابولي حتى بتسديد كرة واحدة تجاه مرمى بوفون. إذا كان بونوتشي بدا في وضع تسلل (بنحو مليمتر) أثناء تسجيله الهدف الأول لأصحاب الأرض، فإن استاد السيدة العجوز بأكمله وقف على قدميه في الدقيقة 75 من اللقاء لتحية التشيلي فيدال على روعة الهدف الثاني الذي سجله اللاعب وأنهى به حسابات فريق نابولي. أجل، كان فيدال هو رمز نجاح اليوفي الذي كان ببساطة مدمرا خلال الشوط الثاني. أما نابولي فقد أصابه الذهول دقيقة تلو الأخرى ومع نهاية المباراة تم اجتياح أرضه عن طريق هجمات فريق السيدة العجوز الذي يلعب بطريقة يحفظها عن ظهر غيب ويركض داخل الملعب دون توقف ويضرب حينما تحين الفرصة غير أنه بالأحرى يقدم عرضا كرويا لا ينافسه فيه أحد في إيطاليا.

وبعد انتهاء المباراة عقب فيدال على الهدف الرائع الذي سجله بعد مراوغة كامبانيارو داخل منطقة الجزاء وتسديد الكرة في الزاوية البعيدة لمرمى دي سانكتيس، قائلا: «إنه هدف مجنون، تقريبا لم أكن أصدق أنه سكن الشباك». أنه الهدف الرابع لفيدال خلال البطولة الحالية، وتابع لاعب وسط اليوفي: «الآن علينا الاعتقاد في إمكانية حصد الدرع. لقد بعثنا برسالة واضحة إلى الميلان وإلى جماهيرنا أيضا. ولكن ينبغي علينا أن نعي جيدا أن الأمر ليس سهلا، وأنه يتعين علينا الاستمرار في تواضعنا. اليوفي هذا هو وليد العمل اليومي الكبير الذي نقوم به وما نفعله خلال التدريبات».

المشكلة هي أن عمر مباريات كرة القدم 90 دقيقة فحسب وعند لحظة بعينها كان يتعين على الحكم أورساتو إطلاق صافرة نهاية اللقاء، هذا وإلا لكان اليوفي الآن ما زال هناك على ملعب الاستاد الجديد للسيدة العجوز يركض ويلعب ولا سيما يستمتع. لقد كان الشوط الثاني غير عادي بالنسبة لأبناء كونتي من حيث الكثافة والإيقاع والمهارة، ولكن ما استحق الإعجاب عن جد هو تلك اللامبالاة التي واصل بها اليوفي هجماته نحو مرمى نابولي حتى بعد الهدف الثالث الذي سجله كوالياريلا. بعد 9 أشهر من العمل والتدريبات ليس هناك أحد في الفريق يود أن يتوقف: وهذا ما ظهر بوضوح أمام الميلان في إياب نصف نهائي كأس إيطاليا وخلال الشوط الثاني من مباراة يوفنتوس أمام الإنتر في الجولة الماضية من الدوري المحلي. وقال كونتي عقب انتهاء المباراة قائلا: «خلال آخر جولتين من الدوري واجهنا الإنتر ونابولي وكان من المهم أن نحقق أمامهما الفوز بشكل واضح. نابولي خاصة يمثل حاليا حقيقة كبيرة في كرة القدم الإيطالية. أود أن أشكر مرة أخرى لاعبي فريقي على هذا الأداء الكبير». وتابع مدرب يوفنتوس: «نحن ننضج كرويا والدليل على ذلك أننا لا نتأثر بأداء الميلان الذي مؤخرا ما يلعب دائما مبارياته قبلنا. الآن نحن نثبت أقدامنا في المركز الثاني ونضع عينا على الصدارة أيضا، لأن الميلان لو تراجع خطوة أخرى لا نود أن نندم. ولكني ما زلت على قناعة بأن الميلان فحسب هو القادر على حصد الدرع هذا الموسم: على مستوى الفريق لا يستطيع أحد في إيطاليا الاقتراب من الميلان، بينما بقية الأندية لديها فرق تأتي خلف حامل اللقب.

الميلان فريق بطل، من المحتمل أن يعود للفوز مجددا في الدوري ثم هو يلعب بندية في الشامبيونز ليغ أمام برشلونة الذي يعد أقوى فريق في العالم. ولكن اليوفي الآن بات أمرا واقعا: نحن في وصافة الدوري بفارق نقطتين عن المتصدر على بعد 8 جولات من نهاية الدوري، وهذا يمنحنا مزيدا من القناعة والحماس». بإمكان اليوفي أن يعود للاعتقاد من جديد في إمكانية حصد الدرع لا سيما أن كافة لاعبي الفريق في حالة بدنية عالية ويضعون كونتي في صعوبة أثناء اختيار تشكيلة اليوفي: «المدرب ينبغي أن يكون مكتملا أي جاهزا من الناحية الفنية والخططية والإدارية. هذا الفريق يرغب في الفوز وكتابة التاريخ»، وفضل كونتي أول من أمس الدفع بماركو بوريللو في خط الهجوم بدلا من ماتري وكوالياريلا: «ماركو يتمتع مهارات كبيرة وينبغي دائما الإشادة به لأنه يبذل 110% من جهده ولا يستحق أي صافرات استهجان. لو أن بوريللو وصل إلى صفوف الفريق في يونيو (حزيران) الفائت وتدرب معنا لأشهر كثيرة، لكان الوضع مختلفا الآن. ولكنه بحالة جيدة أيضا ويساهم بشكل جيد معنا».