شباب يعزفون عن الزواج والجمعيات تطلق حملات لإقناعهم

الحربي: الأسباب اقتصادية

TT

ما زال سعد الحربي مصرا أن يكون عازبا على الرغم أن ملامح الشيب بدأت تغزو قمة رأسه متخطيا سن الأربعين، متعللا أن قطار الزواج قد فاته لعدم قدرته على تكاليف الزواج الباهظة والحياة المعيشية الغالية، مشيرا أنه يؤمن لنفسه الحياة لكن لا يستطيع أن يؤمنها لأسرة، وفي المقابل يرى عبد الرحمن الندحي من المنطقة الشرقية أنه رضي لنفسه أن يكون عازبا بعيدا عن المسؤولية وتبعاتها إضافة إلى قوله «الحياة صعبة»، وهو ما قاد الجمعية الخيرية للزواج والتوجيه الأسري بجدة لتطلق حملة «الزواج أمان» وذلك بالتزامن مع مهرجان الزواج الجماعي الرابع عشر الذي يقام منتصف مايو (أيار) المقبل في ظل زيادة نسبة العنوسة وعزوف الشباب عن الزواج في السعودية.

ويرى الحربي أن عزوفهم عن الزواج لأسباب منها اقتصادية أو عدم القدرة على تحمل أعباء إدارة الأسرة وما ينجم عن العلاقة الزوجية من مشاكل تتعلق بالمعاملة مع أقارب الزوجة والزوجة نفسها من الناحية المادية، فيما ترى الجمعية على لسان رئيسها عبد المحسن الخيال أن حملة «الزواج أمان» تعمل على تصحيح المفاهيم الخاطئة المنتشرة في أوساط الأبناء العازفين عن الزواج الغارقين في الوهم، وتعمل على توعية الشباب والفتيات على وجه الخصوص والمجتمع بشكل عام عبر وسائل الإعلام المختلفة لأهمية الزواج، خاصة أنه في نظر المؤمنين عبادة حقيقية يتقربون بها إلى الله، مشيرا إلى أن بالزواج يحقق للمسلم شطر دينه ويساعده لإعفاف نفسه، ووقاية المجتمع من الفساد، وأضاف: «الزواج خير معين للعبد للمحافظة على الطاعات، فمن أهم الحقوق المشتركة بين الزوجين التواصي بالحق، وأن يكون كل منهما عونا لصاحبه على طاعة الله سبحانه وتعالى»، فيما يرى البعض أن تراجع فرص العمل المتاحة للشباب واستقطاب العمالة الوافدة والتركيز عليها، حيث ارتفعت البطالة بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة والتي وصل معدلها إلى نحو 27%، أصبح يشكل عائقا ماليا على الشاب المقبل على الزواج.، ويشكل تخوفا لدى الشباب من الإقبال على الزواج، وأخذ وقت ليبني نفسه ويحسن قدرته المالية ليتمكن من الزواج.

وكانت الجمعية الخيرية للزواج والتوجيه الأسري بجدة أعلنت قبل أيام عن انتهاء إجراءات قبول طلبات العرسان الراغبين في المشاركة في مهرجان الزواج الجماعي الرابع عشر بمشاركة 1200 عريس وعروس، وبرعاية الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز أمير منطقة مكة المكرمة الرئيس الفخري للجمعية.

يذكر أن الجمعية الخيرية للزواج والتوجيه الأسري بجدة متخصصة في كل ما يتعلق ببناء الأسرة السعيدة عبر مساعدة الشباب المحتاج الراغب في الزواج وتأهيلهم لحياة أسرية مستقرة، وذلك بإلحاقهم ببرامج متخصصة، كما تسعى للمساهمة في القضاء على العنوسة وتحقيق التكافل الاجتماعي، من خلال عمل متقن ودراسات متعمقة وفريق ذي مهارات عالية وخبرات، إضافة لمشروع التوفيق بين راغبي الزواج من الجنسين.