بات مرض سرطان الثدي من أكثر الأمراض شيوعا التي تقض مضاجع النساء في العالم، الأمر الذي دفع الكثير من الدول لتبني حملات مكثفة للتوعية من هذا المرض لخطورته وتسببه في حالات الوفاة، ملقيا بظلاله أيضا على النساء في السعودية ليصبح هاجس الكثير منهن وسط حالات من الرعب بدأ الكثير منهن يعشنه مربوطا بمرض «الوسواس».
وفي خضم هذا الوسواس الذي تعيشه النساء في السعودية بادرت وزارة الصحة بإطلاق برنامج وطني للفحص المبكر لسرطان الثدي، في محاولة منها لخفض نسبة الإصابة بسرطان الثدي، وزيادة الوعي حول مسببات هذا المرض والوقاية منه عبر الفحص الذاتي والإكلينيكي والكشف الإشعاعي بجهاز الماموغرام وتحسين الخدمات العلاجية والتأهيلية للمصابات.
وبلغة الأرقام من وزارة الصحة، وفق ما ذكرته الدكتورة هدى العبد الكريم، رئيسة قسم الأورام للبالغين في مدينة الملك فهد الطبية، فإن نسبة المصابات بهذا المرض لعام 2007 نحو 1239 في الوقت الذي نعيش فيه عام 2012، أي بعد 5 سنوات، في الوقت الذي كان يشير فيه وزير الصحة، الدكتور عبد الله الربيعة، أن الوزارة وضعت استراتيجيتها للسنوات العشر المقبلة، مبنية على أسس العدالة والشمولية والتكامل والتواصل والشفافية لخدمة المريض وكسب رضاه وتحقيق شعار الوزارة «المريض أولا». ويضيف الربيعة أن وزارته ركزت على صحة المرأة لأهميتها ودورها الأساسي والمهم في المجتمع ونموه، مضيفا أن وزارته أعدت الكثير من البرامج للعناية بصحة الأمهات تمشيا مع برامج منظمة الصحة العالمية.
ومع هذا بدأت وزارة الصحة تشغيل عيادتين متنقلتين، وباشرت عملها في استقبال الفحوصات الأولية من اختصاصيات أشعة وموظفات مساندات لتولي عمليات الفحص، خاصة أن الكشف المبكر يعد من أهم استراتيجيات الوقاية الثانوية من المرض والهدف منه هو تشخيص السرطان في مراحله المبكرة حيث تزداد نسبة الشفاء منه إلى أكثر من 93 في المائة.
وتبرر الدكتورة العبد الكريم عوامل الإصابة بسرطان الثدي إلى البيولوجية الطبيعية للمرض، والعوامل التي تسبب الإصابة بالورم، حيث اتضح من خلال الأبحاث النسب الكبيرة في تقدم مراحل المرض لدى المصابين عند مراجعتهم للمركز، حيث تعمل الحملة على تقليل الوفيات بالتوعية بأهمية الكشف المبكر عن سرطان الثدي، خصوصا أنه ما زالت نسبة الكشف المبكر للثدي قليلة في السعودية، وتمثل فقط 15 في المائة من حالات اكتشاف الأورام السرطانية المبكرة.
وأوضحت الدكتورة أنه عندما تحضر المرأة مبكرا يكتفي بالجراحة والعلاج الهرموني، أما من تحضر في مراحل انتشار المرض فإنه يتوجب على الطبيب المختص استخدام جميع الطرق العلاجية من جراحة وعلاج كيميائي والإشعاعي والهرموني والعلاج بالأجسام المضادة، بل قد يحتاج الاستمرار فيها لأشهر.
وتشير لـ«الشرق الأوسط» أمل أبو الجدايل، مديرة معلومات الإعلام والتوعية الصحية بوزارة الصحة، إلى توفير اختصاصيات تغذية وتثقيف صحي وصيادلة، مؤهلات للتوعية الصحية، مضيفة أن «الهدف من الحملة توعوي بحت لخفض نسبة حدوث سرطان الثدي وتقليل نسبة الوفيات بالكشف المبكر»، مشيرة أن القدرة الاستيعابية للفحص تصل إلى 10 آلاف سيدة خلال سنة واحدة، من خلال تكثيف الحملات التوعوية على وسائل الإعلام المتعددة والشبكات الاجتماعية لضمان وصول الحملة لجميع شرائح المجتمع.