اليمن: إغلاق مطار صنعاء الدولي.. وقوات أمنية جديدة في شوارع العاصمة

قرارات رئاسية بتعيينات جديدة تواجَه برفض وتمرد من أقارب صالح

سيارة عسكرية تحرس بوابة قاعدة الديلمي حيث مكتب محمد صالح الأحمر قائد القوات الجوية اليمنية المقال (رويترز)
TT

أعلن عدد من القادة العسكريين اليمنيين، أمس، رفضهم للقرارات الرئاسية التي أصدرها الرئيس عبد ربه منصور هادي، والتي تضمنت تعيينات لقادة عسكريين جدد في المؤسسة العسكرية وعزل آخرين محسوبين على نظام الرئيس السابق علي عبد الله صالح، وأدت حالة الرفض والتمرد إلى إغلاق مطار صنعاء الدولي أمام الرحلات المغادرة أو المقبلة، في ظل تهديدات باستهداف خطوط الملاحية الجوية في المطار.

وأكدت مصادر ملاحية في مطار صنعاء الدولي لـ«الشرق الأوسط» أن حركة الطيران توقفت تماما في المطار خلال الساعات الـ48 الماضية؛ حيث لم تقلع أي طائرة من مدرجات المطار، كما أنه لم يستقبل أي رحلة داخلية أو خارجية، بعد تهديد مسلحين من أنصار اللواء محمد صالح الأحمر، الأخ غير الشقيق للرئيس السابق علي عبد الله صالح، الذي يقود القوات الجوية والدفاع الجوي، باستهداف الطائرات المدنية والعسكرية، بعد قرار بإقالة الأحمر من منصبه وتعيين خلف له، غير أن مصادر إعلامية في حزب المؤتمر الشعبي العام، الذي يتزعمه صالح، نفت على لسان مصادر مقربة من اللواء الأحمر مسؤولية القوات الجوية عن إغلاق مطار صنعاء.

وأصدر الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، جملة من القرارات الجمهورية بتعيينات جديدة في القوات المسلحة والأمن، وتعيين عدد من المحافظين، أبرزها: إقالة اللواء محمد صالح الأحمر من قيادة القوات الجوية والدفاع الجوي وتعيينه مستشارا لوزير الدفاع لشؤون التسليح، وإقالة العميد ركن طارق محمد عبد الله صالح من منصبه كقائد للحرس الخاص وتعيين بديل له.

ووصفت مصادر حكومية يمنية رفض القرارات الرئاسية بأنه أشبه بالتمرد على النظام من قبل اللواء محمد صالح الأحمر، هذا في وقت قام فيه العميد طارق محمد عبد الله صالح، قائد قوات الحرس الخاص، نجل شقيق الرئيس السابق صالح، بموقف مماثل؛ حيث رفض قرار عزله وتعيينه في منصب آخر.

وحظيت القرارات الرئاسية اليمنية بتأييد محلي وإقليمي ودولي واسع النطاق؛ حيث قالت الدول العشر الراعية للحوار في اليمن، وهي دول خليجية والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وبريطانيا وفرنسا، إن هذه القرارات «تنسجم انسجاما كاملا مع نص المبادرة الخليجية وروحها، وكذا مع مسؤوليات أوكلها الشعب اليمني إلى الرئيس من خلال الانتخابات الرئاسية في 21 فبراير (شباط) 2012م»، وأكد سفراء الدول الخمس دائمة العضوية بمجلس الأمن الدولي وسفراء مجلس التعاون الخليجي ورئيس بعثة الاتحاد الأوروبي، المعتمدون لدى اليمن، في بيان لهم، أن «هذه التغييرات ستساعد في التخلص من نقاط الاحتكاك وتخفيض التوترات كما نصت عليه المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية»، وطلب السفراء، في بيانهم الذي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، من اليمنيين جميعا «التعاون مع هذه القرارات تعاونا كاملا»، وقال السفراء إن دولهم سوف «تنظر بقلق بالغ إلى أي خطوات تتخذ لمقاومة هذه التغييرات أو تعرقل عمل المطار أو المؤسسات الأخرى للدولة أو منشآتها أو بناها التحتية، وذلك انطلاقا من الدور المنوط بهم كمراقبين ومعاونين في تنفيذ المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية».

وضمن التطورات الأمنية التي شهدتها العاصمة اليمنية صنعاء، فجر أمس، القصف المدفعي الذي استهدف منزل المعارض البارز لنظام الرئيس السابق، علي عبد الله صالح، الشيخ حميد الأحمر، في حي حدة السكني الراقي، الذي استهدف من موقع جبل النهدين في جنوب العاصمة صنعاء، التابعة للحرس الجمهوري الذي يقوده نجل الرئيس السابق، العميد الركن أحمد علي عبد الله صالح، وعقب عملية القصف، قال الشيخ صادق الأحمر، زعيم قبيلة حاشد، إنه أصدر تعليمات إلى القوات القبلية المسلحة الموالية له بعدم الرد على مصدر النيران، واتهم النظام السابق بالسعي، مجددا، إلى تفجير الموقف عسكريا في العاصمة صنعاء، وتحديدا حي الحصبة، بعدما سماها «تحرشات» بأنصاره في تلك المنطقة التي تعتبر معقلا له ولأنصاره.

في سياق آخر، شهدت العاصمة اليمنية صنعاء، أمس، إجراءات أمنية جديدة تمثلت في نزول «قوات الحماية الأمنية» إلى شوارع العاصمة وهم بلباس الشرطة العسكرية وكتب على لوحات قماشية صغيرة فوق منطقة الزند باليد اليسرى لكل جندي في الجولات والتقاطعات المرورية مع خلفية بيضاء وبلون أحمر أن هذه قوات حماية أمنية، وهي المرة الأولى التي تنزل فيها مثل هذه القوات إلى الشوارع، وقالت مصادر عسكرية خاصة لـ«الشرق الأوسط» إن هذه القوات تنتمي للشرطة العسكرية ولقوات حراسة المنشآت، ومهمتها فرض الأمن في ظل حالة الانفلات الأمني في معظم أرجاء البلاد.

وشوهدت هذه القوات الأمنية وهي تنتشر في معظم شوارع العاصمة صنعاء وتقوم بتفتيش السيارات، ومعظم هذه القوات تمركزت في المناطق التي كانت تسيطر عليها القوات المتناحرة في صنعاء بين مؤيدة ومعارضة للرئيس السابق علي عبد الله صالح. كانت اللجنة العسكرية الخاصة بحماية الأمن والاستقرار في البلاد قد أعلنت بدء نشاط قوات الحماية الأمنية في صنعاء اعتبارا من غد، كما أنها قامت، عبر لجانها الميدانية، بتحركات في عدة أحياء في صنعاء لإزالة ما تبقى من المظاهر العسكرية المسلحة. وقالت اللجنة، في بيان لها، حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه: إن الفرق الميدانية «تحركت في 4 اتجاهات وقامت بإزالة الاستحداثات والمتاريس والحواجز وإخلاء المسلحين العسكريين والمدنيين من العمارات والمباني، وقام الفريق الأول بالتحرك باتجاه شارع الرياض (هائل) بدءا من تقاطع شارع الرياض مع شارع الزبيري باتجاه شارع هائل وشارع القبة الخضراء المتفرع من شارع هائل، وتم إخلاء فندق بانوراما من المسلحين، وباشرت جرافات دائرة الأشغال العسكرية بإزالة الحواجز والسواتر الترابية ورفع الكتل الخرسانية التي كانت تشكل عوائق في الشوارع الفرعية»، في وقت «تحرك الفريق الميداني الثاني باتجاه شارع الزبيري إلى جولة عصر والاتجاه نحو شارع الستين وجولة المصباحي وفج عطان وتمت خلالها إزالة عدد من الحواجز والكتل الخرسانية والأحجار ونقاط التفتيش التي سيتم استبدال عناصر أمنية بها من القوات التي شكلت تحت رعاية وإشراف لجنة الشؤون العسكرية».

* نص القرارات الرئاسية اليمنية

*تعيين اللواء محمد صالح الأحمر مساعدا لوزير الدفاع لهيئة التصنيع العسكري.

*تعيين العميد الركن عبد الرحمن عبد الله الحليلي قائدا للواء الثالث مدرع حرس.

*تعيين العميد الركن طارق محمد عبد الله صالح قائدا للواء 37 مدرع.

*تعيين العميد طيار ركن فيصل أحمد سعيد الصبيحي قائدا للقاعدة الجوية (الحديدة) وقائدا للواء 67 طيران.

*تعيين العقيد الركن حفظ الله أحمد يحيى السدمي قائدا للواء 29 ميكا، ويرقى إلى رتبة عميد.

*تعيين العقيد الركن يوسف علي محمد الشراجي قائدا للواء 82 مشاة، ويرقى إلى رتبة عميد.

*تعيين العقيد الركن عبد ربه عبد الملك مهدي معياد قائدا للواء الثالث مشاة جبلي، ويرقى إلى رتبة عميد.

*تعيين العقيد الركن صالح محمد عبد ربه أحمد الجعيملاني قائدا للحرس الخاص، ويرقى إلى رتبة عميد.

*تعيين العقيد الركن عبد الخالق أحمد شويط علي أركانا للواء 312 مشاة.

*تعيين العقيد الركن محمد أحمد علي الحبيشي أركانا للواء 39 مدرع.

*تعيين جمال ناصر العاقل محافظا لمحافظة أبين.

*تعيين شوقي أحمد هائل محافظا لمحافظة تعز.

*تعيين سلطان مبخوت العرادة محافظا لمحافظة مأرب.

*تعيين علي بن علي القيسي محافظا لمحافظة حجة.

*تعيين اللواء الركن رويس عبد الله علي مجور نائبا لرئيس هيئة الأركان العامة لشؤون القوات البحرية والدفاع الساحلي والجزر.

*تعيين اللواء الركن محمد علي محسن الأحمر نائبا لرئيس هيئة الأركان العامة لشؤون القوات البرية.

*تعيين العميد الركن محمد علي أحمد المقدشي نائبا لرئيس هيئة الأركان العامة للشؤون الفنية ويرقى إلى رتبة لواء.

*تعيين العميد الركن علي علي محمد الجايفي قائدا للمنطقة العسكرية الشرقية وقائدا للواء 27 ميكا، ويرقى إلى رتبة لواء.

*تعيين العميد الركن أحمد سيف محسن فضل اليافعي قائدا للمنطقة العسكرية الوسطى وقائدا للواء 13 مشاة، ويرقى إلى رتبة لواء.

*تعيين العميد طيار ركن راشد ناصر علي الجند قائدا للقوات الجوية والدفاع الجوي، ويرقى إلى رتبة لواء.

*تعيين العميد الركن عبد الله سالم علي عبد الله قائدا للقوات البحرية والدفاع الساحلي، ويرقى إلى رتبة لواء.

*تعيين العقيد طيار ركن عبد الملك محمد عبد الله الزهيري رئيسا لأركان القوات الجوية والدفاع الجوي، ويرقى إلى رتبة عميد.

*تعيين حمود خالد ناجي الصوفي وصالح حسين الزوعري سفيرين بوزارة الخارجية.