انصار سليمان يسابقون الزمن للحصول على تأييد شعبي لترشحه لرئاسة الجمهورية

البعض اعتبره «محنكا» ويفضّله بديلا عن الإسلاميين لكنه يثير مخاوف «الثوار»

عمر سليمان محاطا بحرسه لدى تقديمه ملف ترشيحه لانتخابات رئاسة الجمهورية للجنة العليا للانتخابات في القاهرة امس ( أ ب)
TT

يسابق أنصار اللواء عمر سليمان، نائب الرئيس المصري السابق، الزمن للحصول على التأييد الشعبي المطلوب كشرط لترشحه في الانتخابات الرئاسية التي أعلن عزمه خوضها نزولا عند إرادة أنصاره، وقالت مصادر في حملة سليمان إنهم باتوا قاب قوسين أو أدنى من تحقيق هذه المهمة.

ووسط أنصاره حضر سليمان إلى مقر اللجنة العليا للانتخابات أمس محاطا بإجراءات أمنية غير مسبوقة في المنطقة المحيطة باللجنة في ضاحية مصر الجديدة بالقاهرة، وظل داخل مقرها نحو ربع الساعة، استعلم فيها عن شروط الترشح للانتخابات، وقام بسحب ملف الترشح من اللجنة تمهيدا لتقديم أوراقه اليوم (الأحد)، وهو اليوم الأخير لتقديم طلبات الترشح.

وأربك ترشح سليمان الأوساط السياسية في البلاد، وطال الارتباك غرف الحملات الرئاسية المنافسة، حيث صدرت تأكيدات من حملة الفريق أحمد شفيق، والنائب السابق لمرشد جماعة الإخوان خيرت الشاطر، أنهما لم يعلنا انسحابهما عقب ترشح سليمان.

ومن جانبه، قال منصور حسن، الذي انسحب قبل أيام من سباق الرئاسة، بعد إعلان عزمه خوض المنافسة، تعليقا على ترشح سليمان «لن أدَّعي أنني كنت أدرك تطورات المشهد، لكني شعرت بأن أجواء الانتخابات الرئاسية غير مريحة أو منضبطة، والمشهد لم يكن يوحي بأجواء إيجابية».

ويعتقد عدد غير قليل من المصريين أن سليمان الذي شغل منصب رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية في بداية التسعينات من القرن الماضي وحتى مطلع العام الماضي، يملك الخبرة الكافية لإدارة شؤون البلاد خلال المرحلة المقبلة.

كما أن بعض قطاعات النخبة المصرية ترى أن الرجل رغم الانتقادات التي يمكن أن يواجهها، قادر على حماية «الهوية المصرية» من هجمة التيار الإسلامي الذي هيمن على البرلمان والجمعية التأسيسية للدستور.

واستخدم المرشح الرئاسي أبو العز الحريري كلمة «التواطؤ» لتفسير المشهد السياسي في مصر عقب إعلان سليمان ترشحه للرئاسة. ويقول الحريري: «هذا الرجل تم تهريبه من المحاكمات الجنائية المتهم فيها مبارك، ومن أجله تم تجاهل قانون العزل السياسي لقيادات النظام السابق عن عمد».

ويتابع الحريري الذي كان من بين نواب البرلمان الذين دعوا إلى التظاهر يوم 25 يناير (كانون الثاني) من العام الماضي: «سليمان هو الرئيس الذي توافق عليه المجلس العسكري وقيادات حزب مبارك المنحل والإخوان المسلمين، وترشيح (الإخوان) للشاطر (نائب مرشد الجماعة الذي يخوض الانتخابات الرئاسية) مجرد تعمية.. كما أنه (سليمان) يحظى برضا الولايات المتحدة وإسرائيل.. هذا يعني أنه رئيس معادٍ للشعب المصري».

واختلط الحديث عن سليمان، (76 عاما)، أمس، بإطلالته التاريخية على شاشة التلفزيون المصري ليعلن يوم 11 فبراير (شباط) من العام الماضي، في بيان مقتضب، تخلي الرئيس السابق حسني مبارك عن السلطة. كما تحدث البعض عن خلفيته العسكرية وتلقيه دراسات في العلوم السياسية، ونيله في ثمانينات القرن الماضي شهادة الماجستير في العلوم السياسية من جامعة القاهرة.

وبينما كان سليمان في طريقه، أمس، إلى مقر اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية للاستعلام عن الأوراق المطلوبة لترشحه، قال إسلام لطفي، وهو أحد المخططين الرئيسيين لمظاهرات يوم 25 يناير من العام الماضي، إن «أول ما خطر لي بعد إعلان سليمان عزمه خوض الانتخابات أننا عدنا إلى يوم 24 يناير من العام الماضي». وأضاف لطفي: «ترشيح سليمان يعني بكل بساطة إعادة إنتاج النظام السابق بكل فساده وانحيازاته الاجتماعية».

لكن لطفي، الذي فصلته جماعة الإخوان المسلمين من عضويتها لتمرده على الجماعة، يعي أن مصريين بسطاء أرهقهم العام الماضي بعد أن شهد ترديا للأوضاع الاقتصادية والأمنية، ربما «يرتضون التضحية بكرامتهم.. من أجل لقمة العيش».

وتكشف مظاهرات بدأت قبل يومين لإقناع سليمان بالعدول عن قرار عدم خوض المنافسة، عن وجود قطاعات من الشعب المصري تسعى للاستقرار، وتطمئن لرجل لديه خبرة في المعترك السياسي، وفقا للمراقبين. وكشفت كلمات سليمان في بيانه للمتظاهرين جانبا من أساليب رجل الدولة حينما قال «الإخوة والأخوات من أبناء مصر الغالية، لقد هزتني وقفتكم القوية وإصراركم على تغيير الأمر الواقع بأيديكم، إن النداء الذي وجهتموه لي أمر، وأنا جندي لم أعص أمرا طوال حياتي، فإذا ما كان هذا الأمر من الشعب المؤمن بوطنه لا أستطيع إلا أن ألبي هذا النداء».

وكانت جماعة الإخوان المسلمين نفت وجود صفقة بينها وبين المجلس العسكري الحاكم. وظهر في الأيام الأخيرة أنها تتحسب من قوة سليمان الذي يستعد بحملة انتخابية قد يلتف حولها كثير من المصريين في أجواء مرتبكة في المرحلة الانتقالية التي تمر بها البلاد.