بوادر انشقاق في أكبر حزب سلفي داخل البرلمان المصري

القائم بتأسيس الحزب الجديد ينتقد «النور».. وبكار يدافع عن «ديمقراطيته»

TT

قالت مصادر مطلعة في حزب النور السلفي، وهو ثاني أكبر كتلة برلمانية بعد حزب الإخوان، إن الطريقة التي يدار بها الحزب، خاصة آلية اتخاذ القرار، دفعت شخصيات بارزة فيه والكثير من الكوادر للانسحاب والدعوة لإنشاء حزب جديد يحمل لواء النهضة الإسلامية. وقال القائم بتأسيس الحزب الجديد، حسن إسماعيل الزيات، لـ«الشرق الأوسط»: إن حزب النور لا يعبر عن أحلام بعض أعضائه سياسيا ودينيا. لكن نادر بكار، المتحدث الرسمي باسم النور رد قائلا: «إن أحدا من كوادر الحزب لم يتقدم باستقالته حتى الآن»، مدافعا عن «ديمقراطية الحزب».

ومن جانبها، أضافت المصادر أن اتجاها في حزب النور لدعم ترشح الإخواني خيرت الشاطر لرئاسة الجمهورية زاد من حدة الخلاف داخل الحزب، الذي يقول مراقبون إن الدعوة السلفية بالإسكندرية تسيطر عليه بشكل كامل، لكن نادر بكار، المتحدث الرسمي لـ«النور» أكد أن الحزب يتبع مبدأ الشورى في اتخاذ قراراته.

وكشف الزيات عن وجود استياء عام بين كوادر حزب النور من الطريقة التي يتم بها اتخاذ القرار، مشددا على أنها لا تراعي أصول الشورى.

وأوضح الزيات، وهو عضو في اللجنة الاقتصادية في حزب النور بمحافظة الجيزة، والقائم على ملف إنشاء الحزب الجديد، أن الكثير من الأعضاء يشعرون بالتهميش المتعمد من جانب القائمين على الحزب. وأضاف أن «الكثير من قيادات الحزب تعرف أخباره من الإعلام»، مضيفا «الحزب به نخبة من أهل الثقة وأعضاء مهمشون».

وتابع الزيات قائلا: إن حزب النور لا يعبر عن أحلام من انضموا إليه من الناحية السياسية والدينية، وقال الزيات: «أداء (النور) البرلماني كان ضعيفا للغاية ولم يكن له مواقف واضحة من معظم القضايا الجوهرية»، موضحا أن «النور» تم تشكيله بشكل سريع دون وجود أي خطة سياسية أو مشروع نهضوي واضح.

وكشف الدكتور محمد يسري سلامة، المتحدث الرسمي السابق والمستقيل من «النور»، إن الحزب الجديد سيضم الكثير من أنصار المرشح الرئاسي حازم صلاح أبو إسماعيل، الذين يسعون لتأسيس كيان سياسي مستقل بعيدا عن مظلة حزب النور، وقال سلامة لـ«الشرق الأوسط»: «حزب النور كيان سياسي غير مستقل وهناك من يسيطر عليه»، وأضاف سلامة «هذا واضح بعد قرب الإعلان عن تدعيم (النور) للشاطر لرئاسة الجمهورية»، وهو ما قال: إنه سيزيد من الغضب داخل الحزب، مؤكدا أن القرار سيدفع بعدد كبير من الشخصيات البارزة وكوادر الحزب للانشقاق.

ويقول مراقبون من الإسلاميين إن مشايخ الدعوة السلفية بالإسكندرية يسيطرون على اتخاذ القرار في حزب النور. وتحدثت المصادر عن أن الخلافات بدأت بعد أن ظهرت قضية ترشح أبو إسماعيل لانتخابات الرئاسة، مع وجود منافسين من جماعة الإخوان التي تعتبر الأقرب للتيار السلفي. وأوضح أعضاء من «النور»، تحدثوا شريطة عدم ذكر أسمائهم، أن تخلي «النور» عن دعم حازم صلاح أبو إسماعيل وعدم مساندته في الأزمة المثارة حول جنسية والدته والتفاوض مع الشاطر أثارت غضب الكثير من أعضاء «النور».

إلا أن بكار قال: إن أحدا من كوادر الحزب لم يتقدم باستقالته حتى الآن، مشددا على أن حزب النور متماسك للغاية بكوادره الذي تربطهم به رابطة أدبية متينة، وأضاف بكار «آلية اتخاذ القرار بالحزب ديمقراطية تماما وعلى أساس من الشورى والهيئة العليا للحزب أغلبها من الشباب». وأضاف بكار، في اتصال هاتفي بعد اجتماع الهيئة العليا للحزب، «كل ما يثار عن تأييد النور للشاطر غير صحيح بالمرة.. لم نحسم موقفنا بعد»، موضحا أن الحزب ينتظر إغلاق باب الطعون للإعلان عن مرشحه.

يشار إلى أن المرشح الإخواني خيرت الشاطر التقى أخيرا بقيادات الدعوة السلفية في الإسكندرية، في إطار التنسيق بينهم حول الرئاسة، ووصفت الدعوة السلفية في بيان لها «أن لقاءها بالشاطر جاء في إطار اللقاءات التي تعقدها (الدعوة السلفية) و(حزب النور) مع المرشحين المحتملين للرئاسة».