زيارة الداعية الجفري إلى الأقصى تثير جدلا

خالفت فتوى القرضاوي ولبت نداء عباس

الأمير هاشم يرافقه الجفري في زيارة الأقصى (موقع «فلسطين اليوم»)
TT

أثارت زيارة الداعية الإسلامية اليمني علي حبيب الجفري للمسجد الأقصى، هذا الأسبوع، الجدل مجددا حول زيارة غير الفلسطينيين للحرم القدسي الشريف، وهي الدعوة التي أطلقها الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وحرمها علماء، من بينهم الشيخ يوسف القرضاوي.

وهاجمت حماس ومعها الحركة الإسلامية في إسرائيل، هذه الزيارة، بينما دافعت عنها ورحبت بها السلطة الفلسطينية.

ووصفت حماس زيارة الجفري بالتطبيعية، وقال إسماعيل رضوان، القيادي في الحركة بغزة، إن زيارة أي عالم أو داعية، للقدس في ظل الاحتلال الغاشم تدخل في سياق التطبيع والاعتراف بالاحتلال. وأضاف «القدس هي مدينة محتلة، لا يمكن التسليم بسياسة التطبيع والتهويد والأمر الواقع التي يحاول الاحتلال أن يفرضها ويسوق لها». وتابع القول إن «جمهور العلماء مجمع على تحريم زيارة القدس لمن هم من غير الفلسطينيين في ظل الاحتلال».

وانضمت الحركة الإسلامية في إسرائيل لموقف حماس، وقال بيان للحركة «كنا نأمل من هؤلاء العلماء والدعاة أن يصلوا في المسجد الأقصى الحر، وليس المسجد الأقصى الذي يعاني الاحتلال الإسرائيلي، ولا نزال نتمنى على علماء الأمة أن تنجب كالقاضي محيي الدين بن الزكي القرشي الذي أبى ألا يخطب الجمعة وألا يصلي في الأقصى إلا وهو محرر من الاحتلال الصليبي».

وكان الجفري قد زار القدس والمسجد الأقصى يوم الأربعاء الماضي، ودخل إلى المسجد من باب المغاربة الذي يشهد اعتداءات إسرائيلية ترمي إلى إعادة بنائه لدواع أمنية، والمغلق في وجه الفلسطينيين، وصلى في المسجد القبلي والمرواني، ثم توجه إلى قبة الصخرة وصلى هناك.

وحظي الجفري بحراسة إسرائيلية خارج الأقصى سببت له الكثير من الانتقاد، وشنت مواقع حماس هجوما على الرجل وكتبت تحت صورة له في الأقصى أنه يدخل تحت حراسة إسرائيلية.

غير أن مدير أوقاف القدس، الشيخ عزام الخطيب، أوضح لـ«الشرق الأوسط» بعض الملابسات، قائلا إن الجفري جاء لزيارة الأقصى بصحبة الأمير هاشم بن الحسين، وغادر معه. وأضاف أن «الزيارة تمت بتنسيق مع الارتباط العسكري الأردني، وحضر الوفد بسيارات أردنية رسمية وصلت حتى ساحة باب المغاربة». وأكد الخطيب أن الأمير هاشم والجفري تجولا داخل ساحات الأقصى من دون حراسة إسرائيلية.

وقال الخطيب إن زيارة الجفري كانت مؤثرة، وإنه كان يبكى طيلة الوقت ويقضي معظمة في الصلاة، ودعا إلى أوسع زيارة ممكنة للقدس، مفندا فتوى الشيخ القرضاوي. وأضاف «أسال الله أن يرسل لنا في كل يوم 10 آلاف مثله إلى القدس».

ورد الجفري على موقعه الرسمي قائلا إنه قام بالزيارة «شوقا إلى القبلة الأولى ومسرى الحبيب المصطفى». وأنه «شاور بعض كبار علماء الأمة» و«استخار الله» في الرحلة «فانشرح الصدر لذلك وتيسّرت أسبابه». ولم يكن هذا مقنعا لكثير من زوار صفحته وهاجمه البعض، فكتب يدافع بأن الرسول «أسري به إلى المسجد الأقصى وهو محتل من قبل الروم، واعتمر عمرة القضاء مع الصحابة ومكة تحت حكم كفار قريش، واعتمر وصلى والأصنام منصوبة في الكعبة ونحوها.. فلم يكن ذلك تطبيعا ولا استسلاما».

واعتبر رجل الدين الشهير ببرامجه التلفزيونية، أنه «ينبغي تشجيع المسلمين والمسيحيين من مواطني الدول الغربية والدول الإسلامية غير العربية على شد الرحال أفواجا مع مرشدين مستوعبين والتنسيق مع المرابطين هناك لترتيب الزيارة للصلاة في المسجد الأقصى وكنيسة القيامة».

وتعتبر هذه الفتوى الأبرز التي تخالف فتوى الدكتور يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الذي أفتى بأن «زيارة القدس بتأشيرة إسرائيلية تطبيع واضح. وأن زيارة العرب والمسلمين للمدينة المقدسة ستصب في مصلحة التطبيع، وستخفف الضغوط على الاحتلال، وستخدم الاقتصاد الإسرائيلي أكثر من خدمتها لاقتصاد أبناء القدس».

وكان القرضاوي قد أفتى بذلك، ردا على دعوة الرئيس محمود عباس، إلى إيجاد حالة تواصل دائم مع القدس وأهلها وإخراجها من عزلتها. وكان عباس انتقد بشدة الفتاوى التي تحرم زيارة القدس قائلا، إنه «لا يوجد هناك نصوص في القرآن أو السنة، ولم يحصل في التاريخ أن مفتيا أو قاضيا أو رجل دين، حرم زيارة القدس، فكيف نحرمها».