حماس تجري انتخاباتها ويفترض أن تنتهي منها مطلع مايو المقبل

تتم في غزة والضفة والسجون والخارج وفي إطار من السرية المطبقة

قادة حماس: عزت الرشق ومشعل وأبو مرزوق ومحمد نصر
TT

علمت «الشرق الأوسط» من مصادر فلسطينية موثوقة أن انتخابات مجالس الشورى المناطقية لحركة حماس جارية في إطار من السرية المطبقة، وأن العمليات الانتخابية يفترض أن تنتهي في السابع من مايو (أيار) المقبل، وأن خالد مشعل هو المرشح الوحيد لرئاسة المكتب السياسي للحركة للمرة الثالثة.

ويفترض أن تجري الانتخابات في الحركة كل 4 سنوات لكن هذه الانتخابات أجريت بعد 3 سنوات فقط من الانتخابات التي جرت في العاصمة السورية دمشق عام 2009، تدفعها ربما الخلافات والتصدعات والتباينات التي ظهرت في مواقف قادة الحركة، لا سيما في غزة من جهة والخارج وبقية الأفرع من جهة أخرى.

وتجري الانتخابات الحالية على نحو منفصل في الضفة الغربية وقطاع غزة والسجون والمعتقلات والخارج. وكل منطقة من هذه المناطق تختار مجالسها المصغرة التي ستمثلها في مجلس الشورى العام للحركة الذي سيكون من مسؤولياته إضافة إلى رسم سياسة الحركة، انتخاب المكتب السياسي الذي يتولى مهمة إدارة شؤون الحركة السياسية للسنوات الأربع المقبلة.

وحسب ما قالته هذه المصادر، فإن قطاع غزة كان المنطقة الأولى من بين المناطق الأربع التي تنهي انتخاباتها. وأرجعت المصادر الأسباب إلى سهولة إجراء الانتخابات في ظل حكم الحركة في القطاع، بالمقارنة بالضفة الغربية التي تجري فيها الانتخابات تحت ستار من السرية التامة بسبب الظروف الاحتلالية وكذلك القيود التي تفرضها أجهزة أمن السلطة، أما انتخابات السجون والمعتقلات فتظل هي الأكثر صعوبة وتعقيدا.

وبالنسبة لحماس الخارج، فليس معروفا أين أجرت أو ستجري انتخاباتها ولكن كون خالد مشعل موجودا في العاصمة القطرية الدوحة، منذ خروجه من سوريا قبل بضعة أشهر وقادة آخرين، فلربما تجري هذه الانتخابات هناك.

وبالنسبة لمكان انعقاد مجلس الشورى العام الذي سيتمخض عنه المكتب السياسي الجديد، فإن ثمة إمكانية أن يستضيفه السودان الذي كان قد رفض طلبا من حماس لعقد اجتماع المكتب السياسي الأخير في الخرطوم. ويذكر في هذا السياق أن الخرطوم استضافت الاجتماع الأخير لمجلس الشورى العام أواخر العام الماضي، الذي أعلن فيه مشعل نيته لعدم الترشح لولاية ثالثة في رئاسة المكتب السياسي للحركة.

وجرت العادة منذ انتقال الثقل القيادي لحماس إلى دمشق بعد ترحيل قادتها عن الأردن عام 1999، أن يعقد المجلس الشورى العام اجتماعاته في العاصمة السورية كما حصل عام 2009، لكن الظروف الأمنية التي تشهدها سوريا تحول دون ذلك.

وقالت المصادر إن الانتخابات في غزة أظهرت تأييدا كبيرا لانتخاب مشعل لولاية ثالثة. وحسب هذه المصادر، فإن التأييد لمشعل فاق كل التوقعات، رغم أن قيادات حماس في القطاع كانت الأكثر صراحة ووضوحا في الانتقادات التي وجهت إليه، لا سيما ما جاء في كلمته في حفل توقيع اتفاق المصالحة في 4 مايو 2011. في كلمته لم يمانع مشعل إعطاء المفاوضات المتعثرة، بل المتوقفة، فرصة كما أكد قبوله لدولة فلسطينية في حدود عام 1967.

وانتقد محمود الزهار، عضو المكتب السياسي، هذا الموقف علانية، الأمر الذي استدعى المكتب السياسي في الخارج إلى إصدار بيان يؤكد فيه أن ما قاله الزهار يعبر عن موقفه الشخصي ولا يمثل موقف المكتب السياسي، وهدد المكتب الزهار باتخاذ إجراءات عقابية منه تجميد عضويته في المكتب السياسي، وسحب منه بعض المسؤوليات في حينه مثل ملف مفاوضات جلعاد شاليط والمصالحة.

وجاءت الانتقادات الأخرى لمشعل بعد توقيع ما يسمى إعلان الدوحة في 6 فبراير (شباط) الماضي، مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) وتحت رعاية أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، القاضي بأن يتولى أبو مازن مهمة تشكيل الحكومة الانتقالية كمخرج من أزمة الأسماء المرشحة. وكان الزهار مجددا الأكثر انتقادا لهذا الإعلان إلى درجة اتهام مشعل بالتفرد في اتخاذ القرار، والقول بأن قرار التوقيع لم يستشر فيه أحدا، وأن القيادة ستبحث الموقف من الإعلان في لقاءات لاحقة. وتداركت حماس هذا التصدع في اجتماع المكتب السياسي الذي عقد في القاهرة في نهاية فبراير (شباط) الماضي.

إلى ذلك، أعلن مشعل في كلمة بمهرجان «القدس.. تاريخ وأمل» الذي نظمه الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الجمعة، بالعاصمة القطرية الدوحة، ونقله موقع قناة «الأقصى» التابعة للحركة، إن حماس متماسكة وقوية، ومنحازة لمطالب الكرامة والحرية التي ترفعها الشعوب العربية. وشدد مشعل على أن حماس موحدة في التنظيم والقيادة والمؤسسات، وأنها تمارس أرقى درجات الديمقراطية والشورى، ولكن «بعيدا عن الأضواء».

وأضاف أن ما أثير في الفترة الأخيرة حول خلافات في صفوف الحركة لا يخرج عن كونه «تخرصات تخلط الحابل بالنابل وأحاديث باعثها الشفقة أو التشفي»، قائلا «أحب أن أطمئن الجميع، حماس حركة بشرية تصيب وتخطئ، لها نجاحاتها ولها عثراتها مثل كل البشر، ولكنها حركة موحدة التنظيم روحا وجوهرا لها مؤسسية رفيعة تمارس أرقى درجات المؤسسية، نتمنى أن تروا ديمقراطيتنا على الملأ، واطمئنوا فحركة تنهض بمسيرة المقاومة لا بد أن يكون لها هذه المتانة».