رئيس شمال قبرص يدعو إلى إنهاء الحصار المفروض على بلاده

قال لـ «الشرق الأوسط» : نخشى من تسخين الأمور في منطقة البحر المتوسط حيال وجود مستثمرين من إسرائيل

رئيس شمال قبرص يتطلع لافتتاح بعثة تمثيلية لبلاده في منظمة التعاون الإسلامي للمساعدة في حل القضية التاريخية لقبرص («الشرق الأوسط»)
TT

كشف درويش إروغولو، رئيس جمهورية شمال قبرص التركية، لـ«الشرق الأوسط»، عن رفض أمين عام الأمم المتحدة مقترحا له كان قد قدمه لدعم القضية القبرصية التي ترعاها بين شقي الجزيرة، الشمالي والجنوبي، من خلال تحويل عوائد التنقيب عن النفط والغاز الطبيعي الذي قد يترتب على عمليات التنقيب بالضرر، وقد يتعين علينا عمل التدابير المماثلة.

وحذر رئيس شمال قبرص التركية، في معرض رده على سؤال «الشرق الأوسط» من عمليات التنقيب في جمهورية قبرص، في وقت لا تزال فيه المفاوضات جارية بشأن قضية قبرص التي تهدف إلى إنشاء كيان فيدرالي بين الجانبين، داعيا كذلك إلى ضرورة أن يكون الحل السياسي للقضية القبرصية عادلا ودائما، وقال: «لقد حان الوقت ليعترف العالم أجمع بقبرص التركية وأن تتم إعادة النظر في قرارات الأمم المتحدة سابقا بعدم الاعتراف، في حين لو أخفقت المفاوضات على الرغم من الجهود التي نقوم بها وتقييم الأمين العام للأمم المتحدة للأمر، لن يكون هناك حل سوى طلب الاستقلال للاعتراف بجمهورية قبرص التركية».

وحول دأب إسرائيل في الآونة الأخيرة على اقتناء أراض في قبرص، قال إروغولو: «نخشى من تسخين الأمور في منطقة البحر المتوسط، ومن أجل ذلك وجهت أنظارها وجميع جهودها لشراء أراضٍ بمساحات كبيرة في قبرص» وقال: «نحن في قبرص الشمالية لا يوجد لدينا أي اتصال مع إسرائيل، لكن قد تكون هناك اتصالات عبر الجانب القبرصي اليوناني».

في المقابل، كشف أكمل الدين إحسان أوغلي، الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، عن طلب جمهورية شمال قبرص التركية، افتتاح مكتب تمثيلي دائم لها في المنظمة بجدة، وقال، في مؤتمر صحافي عقده أمس، مع رئيس جمهورية شمال قبرص التركية درويش إروغولو: إن قبرص التركية طلبت افتتاح بعثة تمثيلية لها في المنظمة، خاصة أنها تتمتع بصفة عضو مراقب، مؤكدا أن الأمانة العامة للمنظمة ترحب بهذا الطلب، وسوف تبحثه مع دولة المقر في السعودية.

ودعا إحسان أوغلي الطرفين، القبرصي التركي واليوناني، إلى عدم تفويت فرصة المفاوضات «التاريخية» التي ترعاها الأمم المتحدة بين شقي الجزيرة، الشمالي والجنوبي، التي تهدف إلى إنشاء كيان فيدرالي بين الجانبين، داعيا كذلك إلى ضرورة أن يكون الحل السياسي للقضية القبرصية عادلا ودائما.

وأضاف الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي أن من أولويات المنظمة إنهاء العزلة غير الشرعية المفروضة على القبارصة الأتراك، مؤكدا ضرورة التضامن الفعال معهم على جميع المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.

إلى ذلك، أعلن إحسان أوغلي استضافة قبرص التركية منتدى استثماريا بالتعاون مع البنك الإسلامي للتنمية الأسبوع المقبل، لافتا إلى أن من شأن ذلك أن يفتح آفاق التعاون الاستثماري بين قبرص التركية والقطاع الخاص في الدول الأعضاء بالمنظمة.

من جهته، دعا درويش إروغولو إلى المشاركة في انعقاد المنتدى في بلاده، مشيرا إلى أنه بصدد التقاء الدكتور أحمد محمد علي، مدير البنك الإسلامي للتنمية، بغية بحث التحضيرات للمنتدى، وأشار رئيس قبرص الشمالية إلى ثقته في دعم التعاون الإسلامي لحقوق بلاده السياسية، داعيا الدول الأعضاء بالمنظمة إلى العمل على إنهاء الحصار المفروض على قبرص التركية من قبل الاتحاد الأوروبي.

على صعيد آخر، كشف إحسان أوغلي عن برنامج عمل إنساني تعده منظمة التعاون الإسلامي لمساعدة المتضررين في سوريا، وذلك في أعقاب وصول نتائج جولة البعثة الإنسانية التي أرسلتها المنظمة بالاشتراك مع الأمم المتحدة إلى سوريا بداية الأسبوع الماضي، وقال: «إن البعثة قدرت تكلفة الاحتياجات الإنسانية وفق هذا البرنامج بنحو 70 مليون دولار، تشمل قطاعات ضرورية تتمثل في توفير الغذاء، والمساعدات الطبية العاجلة، وإعادة تأهيل القطاعات المتضررة في بعض مناطق الريف السوري من مزارعين وثروة حيوانية، بالإضافة إلى تقديم مساعدات مالية لتمكين النازحين من استئجار منازل».

وشدد الأمين العام للمنظمة على أن البعثة الإنسانية المشتركة وجدت من خلال جولتها أن أكثر المناطق تضررا في سوريا في محافظات درعا وحمص وإدلب وريف دمشق ودير الزور، كاشفا عن عزم المنظمة إرسال بعثات أخرى لدراسة أوضاع النازحين على الحدود الأردنية والتركية مع سوريا.