6 قتلى و21 جريحا بقذيفة صاروخية أصابت حافلة لبنانية على الحدود السورية

تضارب معلومات حول الاعتداء على عمال سوريين في جنوب لبنان

الدبابات السورية تتوغل أول من أمس في مدينة دوما قرب العاصمة دمشق قبل ساعات من نهاية المهلة المحددة لانسحاب الجيش السوري من المدن (أ.ف.ب)
TT

قتل اللبناني محمد كليب التالا من منطقة الهرمل و5 عناصر من الأمن العام السوري، وجرح 21 شخصا أمس، إثر تعرض حافلة لبنانية تقل خمسين شخصا إلى النجف في العراق، لقذيفة صاروخية من الأراضي السورية، عند نقطة الجوسية للأمن العام السوري المقابلة لمنطقة مشاريع القاع اللبنانية.

وعملت القوى الأمنية اللبنانية وفرق الصليب الأحمر على نقل الجرحى من الجانب السوري إلى مستشفيات «العاصي»، «البتول»، ومستشفى الهرمل الحكومي داخل الحدود اللبنانية.

وأوضح المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الحافلة أصيبت إثر اشتباكات اندلعت أمس بين القوات النظامية ومنشقين بالقرب من مدينة القصير بمحاذاة الحدود مع لبنان.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مدير المرصد رامي عبد الرحمن قوله إن «عناصر من المجموعات المسلحة المنشقة هاجمت نقطة عسكرية أمنية يقول ناشطون في المنطقة إنها تعيق نقل الجرحى إلى لبنان، فدمروها وقتلوا من كان فيها من عناصر»، مشيرا إلى «اشتباكات اندلعت إثر ذلك، وتبادل لإطلاق النار أدى إلى إصابة حافلة لبنانية في النقطة الحدودية».

في هذا الوقت، قالت مصادر ميدانية لـ«الشرق الأوسط» إن الباص الذي كان يقل لبنانيين متوجهين إلى النجف في العراق، تعرض لقذيفة صاروخية من نوع «آر بي جي» أثناء توقفه عند نقطة الحدود السورية، بعد سماع تبادل لإطلاق النار داخل الحدود السورية، مما أدى إلى مقتل عناصر من الأمن العام السوري وإصابة عدد من ركاب الحافلة وعناصر الأمن العام بجراح بالغة، مشيرة إلى أن المسن اللبناني محمد التالا توفي في مستشفى الهرمل الحكومي بعد نقله جريحا إلى داخل الأراضي اللبنانية.

وفيما لم تتبنَ أي جهة مسؤولية إطلاق القذيفة على الحافلة، رجّحت المصادر عينها أن «لا تكون الحافلة اللبنانية مقصودة بالاعتداء، بل عناصر الأمن العام السوري».

وعرف من الجرحى اللبنانيين حسن المسمار، ماجدة علام، زينب الحلو، أحمد شمس، موسى علي، منى حمادة، أحمد شمص، فاطمة جعفر، كما عرف من الجرحى السوريين شهاب أحمد السلوم، زكي عابدة، مازن العقيلي، حاتم عطية.

وفي جنوب لبنان، تضاربت المعلومات أمس عن تعرض خمسة عمال سوريين في قرية كفر ملكي (قضاء صيدا) إلى اعتداءات من قبل شبان من القرية، أدت إلى جرح خمسة عمال ونقلهم إلى مستشفى صيدا الحكومي.

وفي حين أشارت تقارير إعلامية إلى أن «خمسة عمال سوريين أصيبوا بجروح بالغة إثر الاعتداء عليهم بالعصي والآلات الحادة من قبل ما يقارب 12 شابا من أبناء البلدة»، أكدت مصادر مسؤولة من البلدة، في اتصال مع «الشرق الأوسط»، أن «الإشكال فردي»، موضحة أن «المشكلة بدأت حين تلاسن شاب من القرية مع أحد العمال السوريين، فقام الأخير بطعن اللبناني بسكين حاد، ثم تطور الإشكال بعد أن تدخل أصدقاء السوري وأصدقاء اللبناني، مما استدعى تدخل القوى الأمنية اللبنانية التي طوقت الأشكال وعالجت الموضوع».

وأكدت التقارير الإعلامية أن الحادثة أتت عقب تعرض العمال السوريين في البلدة منذ مدة إلى مضايقات واستفزازات واعتداءات متكررة، من غير أن تؤكد، أو تنفي ما إذا كانت تلك الاعتداءات «مرتبطة بما يتعرض له العاملون السوريون المؤيدون للثورة ضد النظام السوري».. غير أن مصادر البلدة، أكدت لـ«الشرق الأوسط» أن «أي حادث يتم في القرية، هو فردي بحت ولا يحمل أي طابع سياسي»، نافيا أن يكون هناك قرار بالتضييق على العمال السوريين. وأضاف: «ظاهرة الاعتداءات أو التضييق على العمال، غير موجودة في البلدة التي استقبل العمال السوريون فيها أفرادا من عائلاتهم النازحين من المدن والبلدات السورية المتوترة، ورحب أبناء البلدة بهؤلاء من غير السؤال عما إذا كانوا موالين أم معارضين»، لافتا إلى «أننا في البلدة بحاجة لوجود العمال السوريين، مهما اختلف توجههم السياسي، حيث يعملون في أعمال البناء والزراعة».

ويقيم في أقضية صيدا والزهراني والنبطية وصور في جنوب لبنان ما يزيد على 22 ألف عامل سوري، يتوزعون على القرى والمدن، ويعملون في أعمال البناء والصناعة والزراعة، وينقسمون بين مؤيدين ومعارضين للنظام السوري. وفيما أكدت معلومات لـ«الشرق الأوسط» أن بعض هؤلاء «مطلوبون لأجهزة النظام السوري، وفروا من مواقع القتال الدائرة في ريف حلب وحماه وإدلب ودير الزور، إلا أن أيا من القوى السياسية الفاعلة في المنطقة، لم تمارس تضييقا على أي عامل، ويمارسون حياتهم بشكل اعتيادي».