جولة حبس الأنفاس.. الشباب يخشى فخ الأنصار.. والرائد يتلاعب بأعصاب الأهلي

الهلال يخطط لنجران منتظرا تعثر المتصدر ووصيفه.. والأصفران يلعبان «للتاريخ»

TT

يدخل دوري زين السعودي للمحترفين اليوم منعطفا هاما ومصيريا في إطار الجولة الـ25 قبل الأخيرة من الموسم الجاري فيما يتعلق بتحديد هوية بطل الدوري وكذلك الفرق المهددة بالهبوط إلى مصاف أندية دوري الدرجة الأولى، حيث ستلعب جميع الفرق الـ14 في توقيت واحد مساء اليوم، إذ يستضيف المتصدر الشباب برصيد 60 نقطة متذيل الترتيب والهابط لدوري المظاليم الأنصار على ملعب الأمير فيصل بن فهد بالملز بالرياض، فيما يذهب الوصيف الأهلي بـ58 نقطة لمواجهة الرائد الذي يحتل المركز التاسع بـ25 نقطة على ملعب مدينة الملك عبد الله الرياضية ببريدة.

ويحل الهلال صاحب المركز الثالث بمجموع 56 نقطة ضيفا ثقيلا على نجران الثامن بـ27 نقطة على ملعب الأخدود بنجران، فيما يستضيف الاتحاد السادس بـ35 نقطة نظيره النصر السابع بـ31 نقطة على ملعب الأمير عبد الله الفيصل بجدة، ويلتقي على ملعب الأمير محمد بن فهد بالدمام الاتفاق الرابع بـ43 نقطة الفيصلي العاشر بـ24 نقطة، وفي الخبر على ملعب مدينة الأمير سعود بن جلوي الرياضية بالراكة يستضيف القادسية الثالث عشر بمجموع 17 نقطة نظيره هجر الحادي عشر بـ23 نقطة، فيما يستقبل الفتح الخامس بـ36 نقطة التعاون الثاني عشر برصيد 18 نقطة على ملعب مدينة الأمير عبد الله بن جلوي بالأحساء.

الخبير الفني خليل المصري بين في رؤيته الفنية الخاصة لـ«الشرق الأوسط» مكامن القوة والضعف لدى كل فريق، بالإضافة إلى الحلول الفنية بالنسبة للمدربين من أجل منح فرقهم الانتصار، وإليكم التفاصيل:

الشباب × الأنصار هذه المواجهة تهم الشباب كثيرا للمحافظة على صدارته وفارق النقطتين عن مطارده الأهلي، حيث سيضع الشبابيون كامل قوتهم في هذا اللقاء للخروج بالفوز، وهو بالتأكيد يتفوق بشكل كبير على منافسه في جميع الخطوط، فالفارق كبير من حيث العناصر والقيمة الفنية والنتائج بين الفريقين، فالكفة تميل تماما لمصلحة الشباب وليس من السهل أن يفرط في أي نقطة اليوم، لكن قد ينجح الأنصار بوضع بصمة له على حساب المتصدر ليبعثر أوراقه بتعادل على أقل تقدير، فالأنصار يدخل هذا اللقاء بعد أن حسم وضعه وعاد للأولى ولذلك سيؤدي لاعبوه المباراة بأعصاب هادئة سيحاولون فيها التراجع لإغلاق مناطقهم والبحث عن بعض الكرات المرتدة لتشكيل الخطورة على مرمى الشباب، لكن في النهاية تظل الحلول الفنية الأفضل بأيدي لاعبي الشباب بإحكام سيطرتهم على دفة اللقاء من البداية.

الرائد × الأهلي يعد هذا اللقاء من أصعب المواجهات وأقواها في هذه الجولة، فالأهلي وصيف الشباب يبحث عن المحافظة على حظوظه الكاملة قبل المواجهة التي ستجمعه مع الشباب في جدة، والرائد يريد ضمان البقاء في دوري زين والتأهل لكأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال، وقد يكون ذلك سانحا أمامه اليوم إذ أن الأهلي يعيش ظروفا صعبة لافتقاده لعناصر مهمة من قائمته الأساسية بداعي الإصابة كالعماني عماد الحوسني والكولومبي خايرو بالومينو، بالإضافة إلى عدم جاهزية كامل المر وعقيل بلغيث، فجميع هذه عوامل تؤثر فنيا على أداء اللاعبين ولكن الأهلي في العموم يتفوق بجميع خطوطه على منافسه رغم أن تبديل 4 أو 5 عناصر من مباراة لأخرى يفقد أي فريق توازنه وانسجامه.

في المقابل الرائد حقق نتائج جيدة في الفترة الأخيرة ويأمل أن يؤدي هذا اللقاء بهدوء لابتعاده عن حسابات الهبوط، فهو يبحث عما هو أفضل بالتقدم للمراكز الثمانية الأولى التي تؤهله للعب في كأس الأبطال، لذلك فحسابات هذه المباراة تجعلها الأصعب لأهميتها البالغة لكليهما وووفقا لعناصرها والمعطيات الفنية من المتوقع أن نشاهد مباراة قوية وحاسمة من الطرفين.

نجران × الهلال يدخل نجران هذه المباراة وهو في المنطقة الدافئة بعيدا عن ضغوط حسابات الهبوط، ويأمل في الحصول على مركز يؤهله للعب في كأس الأبطال، لكن الهلال يتطلع لمواصلة المحافظة على بعض حظوظه للبحث عن المقدمة رغم هبوط مستوى الفريق وتأثره بغياب المغربي عادل هيرماش للإصابة وأحمد الفريدي للإيقاف، إلا أن لديه عناصر مهمة تتمثل فيما يقدمه السويدي فيلهامسون ومحمد الشلهوب وسالم الدوسري، فهو يمتلك عناصر تقدم الحلول الفنية الجيدة، لكن أداءه الجماعي تراجع كثيرا، أما نجران فيقدم مباريات جيدة وسيلعب بأعصاب هادئة فليس هناك ما يخسره فقد ينجح في تقديم مباراة يحرج فيها الهلال الذي يريد الفوز على أمل أن يتعثر الشباب والأهلي ليدخل في صراع المنافسة على اللقب، إذ أن ذلك يعني اقترابه من الصدارة.

الاتحاد × النصر هي مواجهة بين فريقين كبيرين، إلا أنها للتاريخ وخارج الحسابات المعقدة ونتيجتها غير مؤثرة على الفريقين، فالاتحاد يأمل في مواصلة نتائجه الجيدة مع مدربه الإسباني راؤول كانيدا، لكنه سيفتقد لخدمات محمد نور بداعي الإصابة، وأسامة المولد وأحمد عسيري للإيقاف، إلا أن الفريق لديه بعض البدلاء المناسبين، وبعودة المؤثرين في خط الوسط سعود كريري والمغربي فوزي عبد الغني وتطور مستوى محمد أبو سبعان وحضور نايف هزازي في المقدمة جميعها ترشح الاتحاد لحسم نتيجة اللقاء لصالحه.

وعلى الطرف الآخر، نجد بأن النصر يأمل في تأكيد عودة مستواه للأفضل بعد أن قدم مباراة جيدة في الجولة السابقة، ويدعمه في ذلك العودة المميزة للمهاجم محمد السهلاوي والمجهود الذي يقدمه الجزائري الحاج بوقاش الذي لم تتأكد مشاركته بعد بسبب الإصابة، وكذلك تواجد خالد عزيز وإبراهيم غالب في الوسط، والمستوى المتصاعد للمدافع محمد عيد، ويفتقد الفريق خدمات عبد الغني وبرناوي الأول للإصابة والثاني للإيقاف، لذلك من المتوقع أن تكون مباراة متكافئة من الطرفين تشهد مستوى فنيا قويا.

الاتفاق × الفيصلي يرى المصري أن الفريقين تراجع مستواهما في الفترة الأخيرة، فالاتفاق لم يعد كما كان في بداية الدوري وشهد مستواه انخفاضا كبيرا وإن كان قد استرجع بعضا من صورته الفنية المعهودة في مباراة الشباب الماضية، وكذلك بعد فوزه الآسيوي على الفريق المالديفي الذي تصدر به مجموعته، مما سينعكس بشكل معنوي أفضل للاعبيه في هذا اللقاء، حيث يملكون الأفضلية على منافسهم الفيصلي الذي شهد مستواه هذا الموسم انحدارا كبيرا ولم يعد يقدم المستويات المعروفة، فالفريقان يلعبان اللقاء بعيدا عن أي ضغوطات أو حسابات والأفضلية للاتفاق عناصريا في كل الخطوط، ويعتمد كثيرا على ما يقدمه يحيى الشهري والأرجنتيني سبستيان تيغالي، فيما الفيصلي يعد الأقل فنيا وإن كان يعتمد كثيرا على نجميه باسل الفهد وبدر الخراشي، وكذلك ما يقوم به الكرواتي داريو غيرتك من مجهود كبير، فهو كالنحلة يدافع ويهاجم بشكل مميز، وفي العموم يظل الاتفاق الأقرب لحسم النتيجة.

القادسية × هجر تعد مواجهة مهمة للفريقين، فالقادسية يبحث عن نقاطها حيث إنها طوق نجاة له من الهبوط للبقاء في الحسابات قبل مواجهة النصر في الجولة الأخيرة، فيما هجر يبحث عن نقطة لتأكيد بقائه في دوري المحترفين بشكل رسمي، فلو نظرنا للقادسية لوجدنا أنه فريق واعد ولديه جيل من الصاعدين بحاجة إلى خبرة وتمرس أكثر ليقدموا مباريات جيدة، ولكن تخذلهم دائما الخبرة وتتضح جهود ياسر الشهراني وماجد العسيري في الأطراف ومساندة الهجمات مع جهود المهاجم النيجيري أوتيشينا، ولو قدر للقادسية البقاء فإنه سيكون فريقا صعبا في الموسم المقبل، بعد أن يكتسب لاعبوه المزيد من الخبرة.

أما هجر فهو يملك فريقا يلعب بطريقة جماعية جيدة ولديه لاعبون يمتازون ببنية جسمانية قوية، وهو يعتمد بشكل كبير على مهاجمه خالد الرجيب في حسم الكثير من النتائج، لكن تظل المواجهة متكافئة بين الفريقين وصعبة التوقع.

الفتح × التعاون الفتح تراجع مستواه الفني بعد أن تلقى هزيمتين متتاليتين على غير العادة في الجولتين الماضيتين إذ استقبلت شباكه 7 أهداف مما يثير الاستغراب حول سبب تراجع مستوى الفريق الذي يحتل المرتبة الخامسة في القائمة، ولذلك قد يكون الإرهاق أو معرفة الفرق المقابلة لطريقة الفتح السبب وراء ذلك، ولكن الإجابة بكل تأكيد لدى الجهاز الفني للفريق. أما التعاون فمستواه يهبط من جولة لأخرى بطريقة غريبة، ووضح تأثر الفريق بتراجع أداء لاعب الوسط أحمد الحربي ولاعب الدفاع محمد أمان، فالفريق يعيش مشاكل فنية أدت به إلى تردي النتائج، ولذلك تم تبديل الجهاز الفني 4 مرات هذا الموسم، حتى توقف الأمر عند المدرب المصري خالد كمال الذي يملك فكرا تدريبيا جيدا، ولكنه لن يستطيع تقديم أي عمل فني لقصر المدة على نهاية الدوري إذ لم يتبق إلا جولتان فقط. والمباراة تهم التعاون أكثر في سبيل الهرب من الهبوط.