مانشيني: فوز يونايتد على كوينز بارك رينجرز والهزيمة أمام آرسنال اليوم ينهيان حلم سيتي في اللقب

أقر بأن أيامه قد تصبح معدودة في مانشستر إذا فشل فريقه في الفوز ببطولة الدوري

TT

يبدو أن عطلة الأعياد ستصنع فارقا حاسما في الصراع على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، وقد تحدد أيضا مصير مدرب مانشستر سيتي الإيطالي روبرتو مانشيني. فاليوم سيحاول مانشستر سيتي مواصلة الإمساك بذيل معطف مانشستر يونايتد، عبر الفوز على ملعب آرسنال، بينما يسعى يونايتد، حامل اللقب والمتصدر، إلى مواصلة مسيرته القوية على حساب كوينز بارك رينجرز في المرحلة الثانية والثلاثين من المسابقة.

وفي الوقت الذي يلعب فيه سيتي على ملعب آرسنال على استاد الإمارات بعد ظهر اليوم، قد يكون يونايتد نجح في توسيع الفارق في الصدارة أمام أبناء روبرتو مانشيني، إلى ثماني نقاط حيث يلاقي كوينز بارك رينجرز على ملعب أولد ترافورد في وقت سابق اليوم. ويتصدر يونايتد جدول ترتيب الدوري الإنجليزي برصيد 76 نقطة بفارق خمس نقاط أمام سيتي، بعد أن تقهقر خلف سيتي لأشهر كثيرة في الموسم الحالي، وظهر بمستوى صلب في الدور الثاني من الموسم، ليستعيد مكانته في الصدارة ويقترب من إتمام حملة الحفاظ على لقب المسابقة. وحقق يونايتد الفوز في سبع مباريات متتالية، وقبل سبع جولات على نهاية الموسم، فإن الفريق يدرك أن المسألة برمتها باتت في يده، رغم أنه سيكون حذرا حينما يلاقي كوينز بارك، الفريق الذي تغلب على آرسنال وليفربول في الأسابيع الأخيرة.

ويواجه سيتي كل أنواع المشاكل في مباراته على ملعب آرسنال، صاحب المركز الثالث، الذي يسعى بكل ما أوتي من قوة للتأهل إلى دوري أبطال أوروبا في الموسم المقبل. ويبدو مستوى مهاجمي سيتي، الإيطالي ماريو بالوتيلي والبوسني إدين دزيكو، مقلقا لروبرتو مانشيني، ولكن المدرب الإيطالي قد يحصل على دفعة معنوية قوية بعودة المهاجم الأرجنتيني سيرخيو أغويرو بعد تعافيه من الإصابة. ومع إمكانية مشاركة المهاجم الأرجنتيني الآخر كارلوس تيفيز منذ البداية أمام آرسنال، قال أغويرو إن سيتي لن يتخلى عن حلم الفوز بلقب الدوري الإنجليزي «إنه ليس وقت الاكتئاب». وتابع «لقد قلت ذلك من قبل وأقوله مجددا، سنصارع حتى النهاية، هذا هو هدفنا الجماعي، وأنا ملتزم تماما به».

وفي الوقت الذي تزايد فيه الرهان على فوز مانشستر يونايتد باللقب، على أساس أن سيتي لن ينجح في ملاحقة أبناء سير أليكس فيرغسون على اللقب الغالي، كشف مانشيني أنه قد يفقد منصبه في حال خسارة سيتي اللقب. وأقر مانشيني، (47 عاما)، بأنه على رغم قيادته سيتي إلى لقب الكأس الموسم الماضي لأول مرة منذ 35 عاما، ومنافسته الجدية على لقب الدوري منذ سنوات، فإن عدم الفوز في الدوري قد يضع حدا لمسيرته مع النادي بعد ثلاثة أعوام من قدومه.

وقال مانشيني الذي خسر وظيفته السابقة مع إنترميلان الإيطالي بعد أيام قليلة على قيادة الإنترالي لقب الدوري للمرة الثالثة على التوالي، إنه يأمل من رئيس النادي الإماراتي خلدون المبارك أن يسلم بالتقدم الكبير الذي حققه النادي منذ حل بدلا من الويلزي مارك هيوز: «آمل ذلك نظرا لما حصل في آخر سنتين. لكني أعرف كرة القدم جيدا وتركت بعد الفوز مع إنتر في سبعة ألقاب خلال أربع سنوات». وتابع مانشيني نجم وسط سمبدوريا السابق الذي خاض 36 مباراة دولية: «في كرة القدم جميع الأمور محتملة، وهذا ينطبق على مستقبلي. لا مشكلة لدي مع ذلك».

وأقر مانشيني بأنه بحال فوز مانشستر يونايتد المتصدر على كوينز بارك رينجرز اليوم وخسارة فريقه مع آرسنال وبالتالي توسيع الفارق إلى 8 نقاط، سينتهي حلم سيتي بالفوز باللقب لأول مرة منذ 1968، وتصبح نهاية المنافسة على اللقب لصالح مانشستر يونايتد، على الرغم من بقاء ست محطات كاملة في قطار الدوري الإنجليزي الممتاز. وتابع: «بدأت هذه الوظيفة منذ عامين ونصف، ومنذ ذلك الوقت تحسنا كثيرا كفريق ولاعبين». وأضاف مانشيني: «أنا في هذا العالم (الكروي) منذ وقت طويل وأعرف أنه يمكنك خسارة اللقب. لكن ما يهمني أن الفريق قد تحسن كثيرا. لا أقرر (مستقبلي)، فأنا أقوم بكل مجهودي وبعد ذلك لست من يقرر».

إلا أن المدير الفني الإيطالي عاد وقال: «ربما يتعرض مانشستر يونايتد لنزيف النقاط في المباريات القادمة. لو حقق مانشستر يونايتد الفوز في كافة مبارياته المتبقية، فلا يسعنا إلا أن نهنئه بالحصول على اللقب لأنه يستحق ذلك في حقيقة الأمر، ولكن لا يزال هناك سبع مباريات كاملة، ومن الوارد أن يحدث أي شيء، والدليل على ذلك أننا خسرنا أربع نقاط في مباراتين فقط، وهو ما يعني أن ذلك قد يحدث أيضا مع مانشستر يونايتد. وعلاوة على ذلك، هناك مباراة الدربي التي ستقام على ملعبنا والتي يمكننا من خلالها أن نحصل على ثلاث نقاط».

وأكد مانشيني أنه سيظل فخورا بلاعبيه حتى لو فشل الفريق في الحصول على لقب الدوري، وقال: «يمكنني القول بأنني فخور بما قدمه اللاعبون في هذه المسابقة، حيث تمكنا من التحليق منفردين في صدارة الترتيب لفترة طويلة، ونقاتل مع مانشستر يونايتد حتى الآن، وأعتقد أن الفريق قد تطور كثيرا في الموسم الحالي».

وأضاف المدير الفني الإيطالي: «حصلنا أيضا على 10 نقاط في دوري المجموعات في دوري أبطال أوروبا، وهي عادة ما تكون كفيلة بتأهل أي فريق للدور التالي. ربما نكون قد ارتكبنا بعض الأخطاء في الدوري الأوروبي، ولكني أعتقد أن الفريق قد تطور كثيرا».

يذكر أن مانشستر سيتي قد أنهي الموسم الماضي في المركز الثالث، كما نجح في الحصول على لقب كأس الاتحاد الإنجليزي. وخلال الموسم الحالي، قدم الفريق مستويات رائعة في بداية المسابقة وغرد منفردا في صدارة الدوري الإنجليزي الممتاز منذ شهر أكتوبر (تشرين الأول) ووسع فارق النقاط مع غريمه التقليدي مانشستر يونايتد إلى عشر نقاط كاملة، قبل أن يقلب أبناء فيرغسون الطاولة ويحولوا تأخرهم بعشر نقاط كاملة إلى اعتلاء صدارة الدوري الأقوى في العالم بفارق خمس نقاط عن مانشستر سيتي.

وقد بدا مانشستر سيتي مترنحا خلال الأسابيع الأخيرة، في ظل وجود مشاحنات علنية بين اللاعبين. وعن ذلك يقول المدير الفني لسيتي: «من الطبيعي أن يصاب اللاعبون بالإرهاق بعد سبعة أشهر من المنافسة، ولكن هذا لا ينطبق علينا وحدنا، ولكنه ينطبق على باقي الفرق الأخرى. ويتعين علينا أن نكون أقوياء في تلك اللحظات الحرجة من المسابقة. من السهل أن يكون هناك تكاتف بين اللاعبين عندما يكون الفريق في صدارة الترتيب العام لمدة سبعة أشهر كاملة وفي ظل الفوز في المباريات واحدة تلو الأخرى، ولكن عندما تكون في مرحلة بناء فريق جديد، فسوف تواجه الكثير من الفترات الصعبة التي يتعين عليك أن تتغلب عليها، والتي تساعد الفريق على تطوير وتحسين أدائه». وكان مانشستر سيتي قد سقط في فخ التعادل أمام ضيفه سندرلاند خلال المباراة التي انتهت بالتعادل الإيجابي بثلاثة أهداف لكل فريق، على الرغم من أن سيتي كان متأخرا بثلاثة أهداف مقابل هدف وحيد قبل انتهاء المباراة بخمس دقائق. وكان لهذا التعادل آثار وخيمة على مانشستر سيتي، فبالإضافة إلى أنه قد أنهى المسيرة الرائعة للفريق على ملعبه التي استمرت لعشرين فوزا متتاليا، فإنه قد وضع مانشستر سيتي في موقف لا يحسد عليه ووسع فارق النقاط بينه وبين المتصدر مانشستر يونايتد إلى خمس نقاط كاملة وجعل الفريق يعتمد على نتائج الفرق الأخرى في المباريات القادمة.

وقال مانشيني: «لم نلعب جيدا أمام سندرلاند، وكان ينقصنا الحماس والنشاط في شوط المباراة الأول. ومع ذلك، كان لنا 25 محاولة على مرمى الخصم، كما استحوذنا على الكرة بنسبة 65 في المائة من عمر اللقاء، في حين سدد سندرلاند على المرمى ثلاث مرات فقط ونجح في تسجيل ثلاثة أهداف. لقد ارتكبنا بعض الأخطاء الدفاعية في بعض فترات اللقاء، علاوة على أن الحظ لم يساندنا في تلك المباراة، ولكن لا يتعين علينا الخوض في تلك التفاصيل الآن ولا يجب علينا أن نبكي على اللبن المسكوب».

وعلى الجانب الآخر، لا يوجد هناك ما يدعو للشعور بالقلق من جانب المدير الفني لمانشستر يونايتد فيرغسون. وصرح فيرغسون بأن الخبرة هي السبب الرئيسي في نجاح فريقه في توسيع فارق النقاط بينه وبين سيتي خلال المباريات الأخيرة من الدوري الإنجليزي. وقد نجح مانشستر يونايتد في استغلال حالة عدم التوازن التي يمر بها سيتي الذي يضم الكثير من اللاعبين ذوي الخبرة، ولكنه لا يضم كثيرا من النجوم الذين اعتلوا منصات التتويج للاحتفال بالحصول على الدوري الإنجليزي الممتاز من قبل، على النقيض تماما من لاعبي مانشستر يونايتد الذين ذاقوا حلاوة الحصول على الدوري الأقوى في العالم أكثر من مرة.

وعن ذلك يقول المدير الفني المحنك لمانشستر يونايتد: «يعود الأمر في ذلك إلى الخبرة التي جعلت اللاعبين لا يشعرون بالقلق من فقدان اللقب في أي وقت من الأوقات. لا يوجد مثيل لبول سكولز وريان غيغز بالطبع، ولكن واين روني حصل على أربعة ألقاب، في حين حصل ريو فرديناند على خمسة، أما مايكل كاريك فقد حصل على عدد قليل من الألقاب، وحتى رافائيل قد حصل على لقب الدوري الإنجليزي مرتين أو ثلاث مرات. ويعني هذا أن لاعبي الفريق لديهم خبرات هائلة، ومما لا شك فيه أن الخبرة يكون لها مفعول السحر في مثل هذا التوقيت الحرج من الموسم».

وقد ارتقى مانشستر يونايتد إلى صدارة الترتيب بفضل الكثير من العوامل، لعل أهمها قدرته على حصد النقاط من المباريات التي تقام خارج ملعبه، على العكس من غريمه التقليدي مانشستر سيتي الذي دائما ما يترنح في المباريات الخارجية، بدليل أنه حقق الفوز مرتين فقط وسجل خمسة أهداف في آخر تسع مواجهات له خارج قواعده، في حين حقق مانشستر يونايتد الفوز في 10 مباريات من آخر 12 مباراة خاضها خارج مسرح الأحلام.

وعلق السير أليكس فيرغسون عن ذلك قائلا «كنا محظوظين العام الماضي عندما نجحنا في تحقيق رقم قياسي في عدد الفوز في المباريات على ملعبنا، حيث لم نخسر سوى نقطتين فقط على ملعب (أولد ترافورد)، ولكن لم يكن الأمر كذلك في المباريات الخارجية. وخلال الموسم الحالي، حصدنا نقاطا أقل على ملعبنا من الموسم الماضي، ولكن مستوانا في المباريات التي تقام خارج ملعبنا كان أفضل بكثير من العام الماضي. لقد كنا أكثر الفرق حصولا على النقاط من المباريات الخارجية في الموسم الحالي، وهذا هو ما نحتاجه بقوة للحصول على اللقب».

وأشاد فيرغسون بصلابة دفاع فريقه، الذي يقوده جوني إيفانز في غياب نيمانيا فيديتش. وقال فيرغسون «إنه رائع، إنه ينضج، مستواه في الشهرين الآخرين مع ريو فرديناند كان رائعا بكل معنى الكلمة، وهذا مهم للغاية أن يكون لديك شراكة في خطوطك الخلفية تتمتع بالثبات واللعب بشكل مستمر». وسوف يدخل يونايتد المباراة أمام كوينز بارك رينجرز مدعوما بعودة جناحه الطائر البرتغالي لويس ناني بعد غيابه لمدة خمس مباريات عن المستطيل الأخضر بسبب إصابته في الكاحل. وعن ذلك يقول المدير الفني الاسكوتلندي المخضرم: «عاد ناني للتدريبات، وهو بالطبع إضافة قوية للفريق لأنه لاعب موهوب».

وعلى الرغم من جاهزية ناني للقاء، فإنه من المستبعد أن يسقط فيرغسون أنطونيو فالنسيا من حساباته كورقة أساسية في اللقاء نتيجة للمستويات الرائعة التي يقدمها النجم الإكوادوري في اللقاءات الأخيرة، علاوة على أنه كان صاحب الهدف الوحيد والقاتل في مرمى بلاكبيرن روفرز، الذي أهدى فريقه ثلاث نقاط غالية في سباق المنافسة على اللقب.

وهناك إشارات إلى أن النجم الإكوادوري سوف يطلب من فيرغسون تأخير العملية الجراحية التي يتم من خلالها نزع الشريحة الموضوعة في الكاحل الذي تعرض للكسر خلال مشاركة اللاعب في بطولة كأس أميركا الجنوبية الصيف الماضي.

وقد نفى السير أليكس فيرغسون ذلك، قائلا «لا أعلم على وجه التحديد من أين جاء هذا الكلام، لأنه لم يتم مناقشة هذا الأمر من الأساس. هناك شريحة بالفعل في كاحل اللاعب، ولا تزال موجودة حتى هذه اللحظة، أما بالنسبة لأداء اللاعب داخل المستطيل الأخضر، فهو لاعب رائع ويقدم أداء يعجز اللسان عن وصفه. وعندما يعود لاعب بهذا الحجم وهذا المستوى الرائع في ذلك الوقت الحرج من الموسم، فلا يمكننا إلا أن نقول إن هذه عبارة عن مكافأة للفريق».