برامج علاجية للتقليل من نسب الطلاق وتعزيز السلوكيات السليمة

مركز الحوار الوطني ينفذ «المستشار المعتمد للحوار الأسري» الشهر المقبل

الحوار الوطني يعالج غياب الحوار الأسري بدروة تدريبية للجمعيات الخيرية
TT

ينفذ مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني الورشة التدريبية الرابعة لتأهيل مدربين معتمدين لنشر ثقافة الحوار الأسري، التي ستكون مخصصة للرجال والسيدات، تحت عنوان «المستشار المعتمد للحوار الأسري»، وذلك خلال الفترة من 28 أبريل (نيسان) إلى 10 مايو (أيار) المقبل في مقر المركز بالرياض.

وبيّن عبد الله الصقهان مدير إدارة التدريب وورش العمل بمركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني، لـ«الشرق الأوسط»، أن المركز تبنى برامج حوارية موجهة للأسرة، بناء على تزايد الدراسات التي تلقي باللوم على غياب الحوار بين الزوجين في ارتفاع حالات الطلاق بالبلاد، مؤكدا أن برامج الحوار الأسري بالمركز تعتمد على التعزيز والإثراء والمعالجة.

وبيّن الصقهان أن الكثير من البرامج الحوارية التي يقيمها الكثير من الجهات محليا تعتمد فقط على جوانب إثرائية دون تقديم برامج علاجية لفقدان الحوار داخل الأسرة، وأن مركز الحوار الوطني يسعى إلى نشر ثقافة الحوار الأسري من خلال إقامة مثل هذه الفعاليات لأهمية دور الأسرة في غرس ثقافة الحوار بين أبنائها، وتعويدهم على الحوار مما سينعكس إيجابا على اتجاهاتهم وسلوكهم في معاملتهم مع الآخرين في المجتمع.

وأوضح مدير إدارة التدريب وورش العمل بمركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني أن الورشة التدريبية تستهدف منسوبي المؤسسات والجمعيات الخيرية المهتمة بشؤون الأسرة من مختلف مناطق المملكة، وأنهم يعملون على تدريب أفراد تتوافر فيهم معايير وشروط للالتحاق بالبرنامج، لافتا إلى أنهم يقومون باختيار أفراد لديهم إلمام بأساسيات التدريب، وذلك ضمن سلسلة برامج إعداد المستشار المعتمد، التي ينظمها المركز لإعداد مدربين ومدربات معتمدين في مجال الحوار الأسري.

وأشار الصقهان إلى أن ورشة العمل يشارك بها ما بين 30 إلى 40 متدربا ومتدربة، وأن فعاليات البرنامج، التي ستقام خلال ستة أيام متواصلة، تقدم خلالها الحقيبة التدريبية «تنمية مهارات الاتصال في الحوار»، وورشة عمل حول دراسة وتحليل الوحدات التدريبية، وتحديد القيم والمعارف والمهارات، إضافة إلى تقديم الحقائب التدريبية المتعلقة «بالحوار الزوجي»، و«حوار الآباء مع الأبناء»، و«المحاور الناجح»، وعمل دراسة وتحليل للوحدات التدريبية وتحديد القيم والمعارف والمهارات وتقديم المقترحات للحقيبة التدريبية «الحوار الزوجي وحوار الآباء مع الأبناء»، بواقع 60 ساعة تدريبية.

وأوضح الصقهان أن مركز الحوار الوطني ومن خلال مسؤوليته الاجتماعية متابعة الشأن العام المحلي فقد تأكد لديه غياب الحوار وفقدانه على مستوى الأسرة والمجتمع، مبينا أن المركز تبنى سلسلة من البرامج التي تعزز وتعالج وتثري الحوار ابتداء بالأسرة ومرورا بالحقل التربوي (التعليم العام) وانتهاء بمؤسسات المجتمع المدني المتمثل في الجمعيات الخيرية المهتمة بالشأن الأسري.

وشدد الصقهان على أن أزمة الحوار التي يعاني منها المجتمع السعودي تستدعي تضافر الجهود من كل الجهات المعنية، معتبرا أن ما يقدمه المركز بتنمية الكوادر التدريبية لدى الجمعيات الخيرية يأتي في إطار دعم نشر ثقافة الحوار محليا عبر تلك الجمعيات لتقوم بدور مكمل لعمل مركز الحوار الوطني.

ويعد الحوار الأسري من أهم المشاريع التي يتبناها مركز الحوار الوطني لنشر المفاهيم الثقافية والاجتماعية للحوار الأسري، وإبراز أهمية الحوار الأسري، ودوره في مواجهة الانحرافات السلوكية والفكرية، وإشاعة ثقافة الحوار الأسري في المجتمع لمعالجة القضايا التي تحول دون النشر الواعي لثقافة الحوار داخل الأسر، والتي تعد اللبنة الأولى في المجتمع والعامل الرئيسي لنجاح أي حوار في المجتمع.

يشار إلى أن برنامج «المستشار المعتمد للحوار الأسري» يأتي ضمن سلسلة البرامج التدريبية التي يجريها المركز بالتعاون مع المؤسسات الحكومية والأهلية، وتهدف إلى تأسيس قاعدة عريضة من المستشارين المعتمدين في ثقافة الحوار الأسري، الذين سيسهمون في نشر ثقافة الحوار بشكل عام في المجتمع وداخل الأسرة، حيث بلغ عدد المدربين والمدربات المعتمدين في هذا المجال 166 مستشارا معتمدا للحوار الأسري، كما بلغ إجمالي عدد المدربين المعتمدين لنشر ثقافة الحوار 2448 مدربا ومدربة.