استئناف عمليات الإنقاذ بعد الانهيار الثلجي في باكستان

فقدان 135 شخصا بينهم 124 جنديا

TT

استأنف الجيش الباكستاني أمس عمليات البحث عن ناجين غداة انهيار ثلجي طمر ثكنة للجيش في جبال كشمير وقد يكون أدى إلى مقتل 135 شخصا. وتوقفت عمليات البحث السبت بسبب حلول الليل والأحوال الجوية السيئة، في جبل سياشين في منطقة كشمير المتنازع عليها بين الهند وباكستان في الهيمالايا. وتعد هذه النقطة أعلى ساحة معركة في العالم. ولم يعثر أمس على ناجين خلال العمليات التي قام بها أكثر من 150 جنديا ترافقهم كلاب بوليسية ومروحيات تحلق فوق الموقع الذي يمتد على مساحة كيلومتر مربع واحد. وأعلن الجيش الباكستاني في بيان أن 135 شخصا فقدوا من المعسكر بعد كارثة أول من أمس، بينهم 124 جنديا. وبين المدنيين خياط واثنان من مصففي الشعر فقدوا في الانهيار الذي طمر منطقة عسكرية قريبة في الواقع من الحدود الهندية في المنطقة التي يشكل المسلمون غالبية سكانها وتواجهت الهند وباكستان في حربين من أجلها. وأصبحت سياشين نقطة توتر عندما احتلت الهند مناطق أساسية في 1984 بما فيها المرتفعات مما دفع باكستان إلى الرد بسرعة عبر نشر قواتها. ودارت معارك طاحنة بين الهند وباكستان حول سياشين في 1987 أثارت مخاوف من امتداد النزاع. لكن الهدوء عاد إلى المنطقة منذ بدء عملية السلام في 2004.

وبعد عمليات بحث استمرت 12 ساعة أول من أمس قال الناطق باسم الجيش الميجور جنرال أطهر عباس لوكالة الصحافة الفرنسية إنه لم يعثر على جثث ولا على ناجين، نافيا بذلك معلومات أوردتها وسائل إعلام.

وقال مسؤول أمني إن آليات ثقيلة نقلت إلى المنطقة للمساعدة في جهود الإغاثة في المنطقة الوعرة. كما أرسل فريق من الأطباء والمسعفين بعيد وقوع الانهيار.

ووقع الانهيار في وقت مبكر أول من أمس أي خلال نوم الجنود على الأرجح، كما ذكر بيان عسكري.

وأوضح الجيش أن الجنود من كتيبة المشاة الشمالية السادسة.

وبذلت كل من الهند وباكستان جهودا كبيرة لضمان وجودهما في هذه المنطقة الجليدية.

وتشير أرقام إلى أن الهند تنفق أكثر من أربعين مليون روبية (800 ألف دولار) يوميا على تمركز قواتها في سياشين، وهو مبلغ لا يشمل رواتب العسكريين والمكافآت.

وكان خبراء ذكروا في السابق أن الهند تنشر نحو خمسة آلاف عسكري في المنطقة بينما يتمركز نصف هذا العدد من الجنود الباكستانيين فيها.

ويتسبب الطقس القاسي والارتفاع في موت عدد من الجنود أكبر من الذين يسقطون في المعارك.

وتؤدي الانهيارات الثلجية وانزلاقات التربة باستمرار إلى إغلاق الطرق مما يعزل سكان الجبال في باكستان المجاورة لأفغانستان وكشمير.

وفي فبراير (شباط) الماضي قتل 16 جنديا هنديا في جبال كشمير في انهيارين ثلجيين طمرا معسكرات للجيش.

وأدت كشمير إلى اثنتين من الحروب الثلاث التي تواجهت فيها الهند وباكستان منذ استقلالهما عن بريطانيا عام 1947.