زرداري يؤدي زيارة «مثمرة» إلى نيودلهي.. وسينغ: نريد علاقات طبيعية

مباحثات الرئيس الباكستاني تناولت المتشددين وتسهيل التأشيرة وتعزيز التجارة

مسؤولون هنود أثناء توديعهم زرداري والوفد المرافق له في مطار نيودلهي أمس (أ.ب)
TT

أدى آصف علي زرداري أمس زيارة دامت يوما واحدا إلى نيودلهي، وبات بذلك أول رئيس باكستاني يزور الهند منذ 2005. وخلال الزيارة التي وصفت بأنها خاصة ولكن مهمة جدا من الناحية الدبلوماسية، تناول زرداري الغداء مع رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ ودعاه إلى زيارة باكستان. ولقي اللقاء ترحيبا حذرا من المحللين الذين اعتبروه مؤشرا آخر على تحسن العلاقات بين الجارين الخصمين، إلا أن مسألة نشاط المسلحين الباكستانيين ضد الهند لا تزال تشكل مشكلة بين الطرفين.

وتواصل الهند الضغط على باكستان لملاحقة منفذي هجمات مومباي 2008 التي ألقيت مسؤوليتها على جماعة «عسكر طيبة» المسلحة التي أسسها الإسلامي حافظ سعيد. وكانت باكستان فرضت الإقامة الجبرية على حافظ سعيد لمدة شهر بعد اعتداءات مومباي ثم أطلقت سراحه في 2009 في إجراء أكدته المحكمة العليا نظرا لغياب أدلة تبرر احتجازه. ويعيش حافظ سعيد طليقا في باكستان، إلا أن واشنطن أعلنت عن مكافأة قيمتها 10 ملايين دولار لأي معلومات تقود إلى اعتقاله.

وبعد لقاء استمر نصف الساعة مع سينغ، قال زرداري في مؤتمر صحافي «لقد أجرينا محادثات مفيدة جدا. نود إقامة أفضل العلاقات مع الهند. بحثنا في كل المواضيع الممكنة». ورافق زرداري في زيارته وفد كبير ضم نجله ووزير الداخلية رحمن مالك. وأكد رئيس الوزراء الهندي، من جهته، أن «العلاقات بين الهند وباكستان يجب أن تصبح طبيعية، وهذه رغبة مشتركة». وأضاف «لدينا عدد من الملفات ونأمل في التوصل إلى حلول تكتيكية وبراغماتية لكل هذه القضايا».

وسبق الغداء، المؤلف من أطباق كباب وكاري من جميع أنحاء الهند بما فيها إقليم كشمير المتنازع عليه، محادثة خاصة بين الزعيمين استمرت 40 دقيقة. وصرح سينغ للصحافيين قائلا «أنا راض جدا عن نتيجة هذه الزيارة، وقد دعاني الرئيس زرداري لزيارة باكستان وسأكون سعيدا بزيارة باكستان في وقت يناسب الطرفين». وأكد على أن العلاقات بين البلدين «يجب أن تصبح طبيعية. وهذه رغبة مشتركة لدى الجانبين».

ولا تزال هناك عدة ملفات حساسة تختلف بشأنها القوتان النوويتان، خاصة مسألة إقليم كشمير المقسم بينهما والذي خاضت الدولتان اثنتين من ثلاث حروب بسببه منذ استقلالهما في 1947، إضافة إلى قضية الجماعات المسلحة المناهضة للهند في باكستان. وصرح وزير الخارجية الهندي رانجين ماثاي للصحافيين، بأن الجانبين بحثا «بالإضافة إلى نشاطات حافظ سعيد» سبل زيادة التجارة بين البلدين. وقد جرت صياغة اتفاق حول تأشيرة دخول البلدين والتي ستسهل على سكان البلدين التنقل بينهما، ويتعين التوقيع عليها في وقت لاحق. وأضاف ماثاي أن «المسؤولين شعرا أننا نحتاج إلى التقدم خطوة بخطوة» في المحادثات بينهما، والتي ستليها اجتماعات بين وزراء التجارة والداخلية في البلدين في الأشهر المقبلة.

وكانت الهند قد أوقفت عملية السلام البطيئة التي تهدف إلى حل جميع المشاكل العالقة مع باكستان بعد هجمات مومباي التي أودت بحياة 166 شخصا، إلا أن الجانبين عادا إلى طاولة المحادثات ولكن بحذر. ورأى برهاما شيلاني المحلل في مركز نيودلهي لأبحاث السياسة، أن «هذه مناسبة رمزية سيتم تجنب المواضيع الحساسة خلالها». ويرى مراقبون أن السياسة الخارجية لباكستان هي في يد الجيش المتنفذ، حيث أشار شيلاني إلى أن زرداري ليست بيده سلطة فعلية كبيرة. وأضاف «لا يمكنك إجراء محادثات حاسمة مع شخص لا يتحكم في شيء». وتوجه زرداري بعد ذلك إلى معبد «صوفي» في بلدة أجمير على بعد 350 كلم جنوب غربي نيودلهي، حيث أدى الصلاة في مجمع المساجد الشهير الذي بني في عام 1236.