مفارقات التحكيم الأجنبي

موفق النويصر

TT

بنهاية الجولة 26 من دوري «زين» السعودي للمحترفين، يكون قد أسدل الستار على ثالث بطولات الموسم الرياضي وأهمها بتتويج أحد الفريقين، الشباب أو الأهلي بلقبها.

بهذه المباراة التي تم اختيار طاقم أجنبي لإدارتها، بقيادة الحكم الإيطالي باولو فاليري، يكون عدد الأطقم التحكيمية الأجنبية التي أدارت لقاءات هذا الموسم قد ارتفعت إلى 15 طاقما، 11 منها في بطولة الدوري، و4 في كأس ولي العهد.

المفارقة أن هذه الطواقم كلفت خزانة اتحاد الكرة نحو 2250000 ريال بواقع 150 ألف ريال لكل مباراة، فيما جنى الحكام السعوديون عن تحكيمهم لـ171 مباراة في دوري «زين» و11 مباراة في كأس ولي العهد نحو 1820000 ريال، بواقع 10000 ريال لرباعي حكام كل مباراة.

وطالما أن الحديث عن التحكيم الأجنبي، فقد سجل الهلال اسمه كأول فريق يستعين بحكام أجانب في هذا الموسم، عندما طلب في الأسبوع الرابع من الدوري طاقم تحكيم أجنبيا لمباراته مع الأهلي، أدارها السويسري ساشا كيفر، وانتهت هلالية بنتيجة 4 - 0.

ومن المفارقات أيضا أن الهلال أكثر فريق لعب أمام حكام أجانب، سواء كانت بطلبه أو بطلب الفرق الأخرى، بواقع 6 مباريات في بطولة «زين»، و3 في «ولي العهد»، يليه الأهلي بواقع 7 مباريات بما في ذلك مباراة اليوم أمام الشباب.

في المقابل نجد أن النصر لم يطلب طوال الموسم الاستعانة بأي طاقم أجنبي، والمباراتين اللتين لعبهما في «الدوري» وبطولة ولي العهد كانتا بطلب من الهلال، وقد خسرهما النصر بنتيجة 1 - 0 و4 - 1، في حين أن الشباب لم يحقق الفوز في كلا المباراتين التي طلب فيهما حكاما غير سعوديين.

ومن مصادفات التحكيم أيضا، أن الفرق التي استعانت بحكام أجانب نجحت في تحقيق الفوز في 7 لقاءات، فيما كان التعادل حاضرا في 4 من لقاءاتها، والخسارة في 3 مباريات فقط.

ويعتبر شهر ديسمبر (كانون الأول) 2011 من أكثر شهور الموسم استعانة بحكام غير سعوديين، حيث أدارت 5 طواقم أجنبية 5 لقاءات في الدوري، كانت البداية مع الاتحاد والأهلي، ثم الاتفاق والهلال، تلاها الشباب والأهلي، فالرائد والتعاون، وأخيرا الهلال والاتحاد. ويسجل للأمانة العامة لاتحاد الكرة استعانتها بالحكم البحريني نواف شكر الله، الذي أدار ديربي القصيم بين الرائد والتعاون وانتهت نتيجته لصالح الرائد 2 - 0.

ورغم تألق حكام سعوديين مثل فهد العريني وعبد الرحمن العمري ومرعي العواجي وفهد المرداسي في إدارة اللقاءات التي كلفوا بها، فإن أمانة الكرة لم تكلفهم بإدارة أي نهائي أو مباراة حاسمة، بخلاف لقاء الاتفاق والشباب الذي أسندت مهمة إدارته للدولي خليل جلال، نظرا لعدم طلب الفريق المستضيف لطاقم تحكيم أجنبي. الغريب أن معظم المباريات التي أدارها حكام أجانب شهدت أخطاء تحكيمية فادحة غيرت من نتائج المباريات، بخلاف الطاقم الإيطالي بقيادة نيكولا ريزولي، الذي أدار نهائي ولي العهد، ومع هذا لم نر أو نسمع من مسؤولي الأندية ما نسمعه عندما يخطئ الحكام السعوديون.

الأكيد أن أكثر من مليوني ريال دخلت جيوب الحكام الأجانب، ولو كانت رصدت كمكافآت تحفيزية للحكام السعوديين لكنا اليوم نجني ثمار نجاحاتهم داخليا وخارجيا، ولكنها لعنة الأجنبي الذي نتقبل زلاته رغم فداحتها على حساب المواطن، الذي نثير الغبار حول أي تصرف يصدر عنه، فهل نعي أن أخطاء التحكيم جزء من اللعبة وقد تصدر عن الاثنين ويجب تقبلها كما هي، أم أننا ما زلنا نعتقد أن المسكنات التي تعطى له حاليا كفيلة بإصلاحه.

[email protected]