«خذوه فغلوه»!!

مساعد العصيمي

TT

اليوم، والكرة السعودية تودع مسابقتها الأكبر.. جدير أن نستحضر بعض من تقاطعات، بل مسيئات حضرت خلال هذا الدوري المثير الذي أعلن فيه إبعاد العتيدين الهلال والاتحاد عن اللقب على غير العادة منذ زمن ليس بالقصير.. وتقدم الشباب والأهلي للمنافسة مما أثار تفاؤلا باتساعها وألقها.

قبل الخوض في الموضوع نتفق على أن كرة السعودية عاشت أسوأ أزمنتها خلال هذا الدوري.. فباتت في انحطاط حتى بلغت مرتبة التأخر عن جدارة.. هنا ننطلق من هذا الانحطاط الذي انعكس على السلوك الكروي العام فبات الافتراء والتهكم حاضرين.. وكل يريد على رأي المثل الشعبي «يحوش لقريصه» ولا يعنيه الآخرين ولتسقط الكرة والمنتخب، ولينهر المنافسون الآخرون ما دام أن النادي الذي أفضله في حال أفضل.. الشأن نفسه في المنتخب، فمسيرو كرة السعودية ومنتخبها.. لم تكن تعنيهم الأندية.. وكله لأجل المنتخب.. ففقدت الأندية اتزانها وموضوعيتها وألق لاعبيها.. فكان الثمن.. لا المنتخب بكل فئاته ارتقى.. ولا الأندية عرفت التقدم.

غثاء الموسم الجاري كان مؤلما إلى الدرجة أن التجاوز فيه بلغ المناطق خارج أسوار الملاعب.. فعرفنا من اقتحم شأن الإعلام وأصبح يتحدث باسمه ليزيد من وتيرة التعصب والبغضاء.. بل إنه لم يكتف بذلك، بل نقلها إلى الجيران، مستعرضا كرهه لمن ينتمون له.. وهو لم يدرك أنهم يضحكون عليه من فرط بلاهة يعيشها.

ما علينا نعود إلى واقع الكرة السعودية.. فوفق معدلات التفوق.. لم تعرف ذلك وإن كان منتخب الشباب قد لمس التقدم إلى المرحلة الثانية من كأس العالم.. إلا أنه سرعان ما انتكس.. أما من يعلونه سنا فلم يتعدوا مواقع أقدامهم.. ليس لضعف المردود المهاري.. بل لسوء العمل الإداري.. الذي تكشف جليا في آخره.. أيضا فالحضور الجماهيري إلى تراجع حتى من نسميها جماهيرية باتت تستجدي بضعة آلاف ليحضروا مواجهاتها المهمة.. وماذا بعد هل نلوي على اتحاد الكرة الذي أصبح يستجدي العمل.. والعون من الآخرين.. وبدلا من أن يكون قائدا للعمل أصبح تابعا للعمل.. واسألوا مسيره الحقيقي المحامي الهمام.

كرة السعودية في هذا الموسم عانت حتى بلغت التخبط الفكري وافتقاد البوصلة.. وعرفنا من خلالها النادي المسحور.. وكل مفردات التنابز الوضيعة بين المتنافسين.. بل إن مفردة الرشوة حضرت بقوة بين الإداريين والإعلاميين.. واتهامات لي ذراع الموضوعية والنتائج تجلت بوضوح بين المتنافسين.. حتى هوية إدارات بعض الأندية التابعة لإدارات أخرى تجلت بوضوح من خلال تنازلات لا يقوى على فعلها إلا من هو تابع وخاضع للآخر؟!

إذن هو ختام دوري يحمل إسقاطات لا إيجابيات مؤلمات لا مفرحات.. وماذا بعد هل أسردها كلها.. لن أقدر لأن المساحة لا تكفي.. لكن يبدو أن اتحادنا الموقر لن يستطيع انفكاكا من الرعونة والفردية وها هو حتى لم يستطع أن يدير عملية تأسيس جمعيتها العمومية.. وكأن مبدأ «خذوه فغلوه» سيستمر اتحادا وإعلاما وإدارات أندية حتى لو تغيرت الأسماء والمواقع.

[email protected]