ديل بييرو وتوتي.. «الأسدان القديمان»

سيباستيانو فيرناتسا

TT

لعب اليوفي مباراة رائعة عاد فيها إلى سابق عهده المتألق وحقق الفوز أمام لاتسيو ليستعيد الصدارة. وحدث كل شيء خلال لحظات. فقد سجل ديل بييرو، قائد اليوفي البالغ من العمر 37 عاما، وبعد لحظات قليلة في مدينة روما سمعنا صدى تهديف توتي، قائد روما البالغ من العمر 35 عاما، حيث تبلغ حصيلة عمريهما سويا 72 عاما، وما زالا يحافظان على الرغبة في إثبات وجودهما في الملعب. وبفضل هدف الفوز الذي سجله العبقري ديل بييرو يتقدم اليوفي على الميلان بنقطة ويعود إلى الصدارة. وكذلك بفضل هدف توتي، الذي ندعوه بفرانشي في العاصمة الإيطالية، يعود روما تحت قيادة لويس إنريكي، الذي ساءت سمعته بعد الهزيمة الأخيرة أمام ليتشي 4/ 2، لينطلق مرفوع الرأس من جديد في سباق المركز الثالث. ولا نعلم إن كان جيدا من أجل كرة القدم الإيطالية أن يعود ديل بييرو وتوتي إلى التألق كسابق عهدهما الذهبي. فقد يشير ذلك إلى ندرة التجديد وإلى لاعبين شباب لم يدركوا بعد المستوى العالي لـ«لاعبين عجوزين». على أي حال إنها مسألة ينبغي أن نوليها اهتماما؛ حيث يعود ديل بييرو وتوتي إلى تألق التسعينات ونحن في عام 2012. فكيف سيكون أثر ذلك مع مستقبل ديل بييرو في السيدة العجوز؟ ولقد وضع قائد اليوفي بصمته الخاصة في المباراة رقم 700 له بقميص السيدة العجوز وترجم الكرة الثابتة إلى هدف ثمين يمنح به اليوفي فرصة العودة لاعتلاء عرش الدوري بعد 24 ساعة من فوز الميلان أمام كييفو. ومن يكتب يتقاسم أفكار إدارة اليوفي، فلا أحد مخلّدا للأبد وفي نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل سيكمل ديل بييرو 38 عاما مع استمتاعه البدني تاركا للزمن مهمته. وفي ظل التأهل لنهائي كأس إيطاليا والإسراع من أجل انتزاع الدرع، فإن ديل بييرو لديه فرصة مثالية لخروج مثالي من مشهد الكرة الإيطالية، ويمكنه الرحيل عن اليوفي بطريقة غاية في الجمال بتاج الفائز. فهل سينتهي تاريخ الأسطورة حقا في صفوف اليوفي في 30 يونيو (حزيران) المقبل؟ لم نقم باستطلاعات الرأي ولا نمتلك أي نسب مئوية عن هذا الموضوع، ولكن هذا الصباح في بعض المقاهي الرياضية الإيطالية يعتقدون أنه من المفترض أن يكون من الصعب الحفاظ على لاعب اليوفي الفذ كما يعتقد أندريا أنيللي، رئيس نادي اليوفي. وإن لدينا الانطباع بأن مؤشر الاستحسان «متباين»، وإن نسبة 90 في المائة تتجه نحو تأكيد ذلك في حال كوننا متشائمين. والأمر ذاته يحدث في فريق روما، حيث ظل لويس إنريكي الثوري حيا على السطح بفضل توتي المحافظ، بمعنى أن توتي يميل إلى الاحتفاظ بدوره أيضا في قيادة روما.

ولقد بعث «العجوزان» المحبوبان الرسالة مرارا وتكرار بأن المدربين والخططية وطرق اللعب المختلفة والاستعدادات الدقيقة كلها أشياء مهمة ولكن إذا كنت تعرف فن تسديد الكرة في المرمى فإن هذا ما سيحقق الهدف وأكثر. وقد كان اليوفي يواجه ليلة موحشة أمام ماركيتي، حارس مرمى لاتسيو، الذي كان يتصدى لكل شيء. ونحو ركلة الكرة الثابتة لصالح اليوفي أمام مرمى الخصم بنحو 30 مترا، ركلها ديل بييرو في حصون ماركيتي الذي اضطر للخضوع باتخاذه خطوة في الاتجاه الخطأ وتوديعه للفوز بهذه المباراة.