دار المسنات بالرياض تضم 32 «مريضة نفسيا»

مسؤولة بالدار لـ «الشرق الأوسط»: نطالب بالفصل واستحداث دور إخاء نسائية

TT

للوهلة الأولى التي خطت فيها المريضات النفسيات خطواتهن إلى داخل دار المسنات في العاصمة السعودية الرياض، التابعة لوزارة الشؤون الاجتماعية، لم يكن هناك مجال غير أن يتبادر إلى أذهان صاحبات الدار من المسنات ما التصق بذاكرتهن من حكاوي «عقلاء المجانين». فبالنسبة لهن على الأرجح المبرر الوحيد لدمجهن معا في ذات الدار، هو استرجاع أحد كتب التراث لأبي القاسم بن محمد بن حبيب، المتوفى سنة 406هـ بعنوان «عقلاء المجانين».

وعلى الرغم مما قاله بن حبيب عن «ضروب المجانين» سواء أكان معتوها، أم ممرورا، أم ممسوسا، أم كان عاشقا تيمه الحب وجنه، وغير ذلك من أبواب الضروب، فإن الجنون بقي لديهن على سبيل المواساة كما هو عند أهل الحقائق بمن ركن إلى الدنيا وعمل لها وطاب بها عيشا، وليس مع هؤلاء الضيفات الجدد اللاتي يجدن معهن قواسم مختلفة، أبرزها الضعف، والحكمة، التي كما هو متفق على نبعها من كبار السن، نصح بأخذها واستلهامها من أفواه المجانين.

وعلى الرغم من قرار وزير الشؤون الاجتماعية الذي أصدره مؤخرا بعدم استقبال حالات المرضى النفسيات بدار المسنات وإنهاء مثل هذا الدمج الذي أحالهما إلى كيان واحد، فإن الوضع بقي على حاله، فمن بين إجمالي عدد ضيفات الدار الـ75، ما زال هناك من بين هذا العدد 32 مريضة نفسيا، تتقاسم مع المسنة طعامها وفراشها ومأواها.

وأكدت الدكتورة عائشة الشهراني مسؤولة الخدمات الطبية في دار المسنات لـ«الشرق الأوسط»، أنه على الرغم من قرار الوزير بعدم استقبال الحالات النفسية، فإن هناك حالات ليس لها مأوى غير دار المسنات، مطالبة وزارة الصحة بضرورة إنشاء أقسام نسائية في دور الإخاء لكون دار المسنات لا تعد مكانا مثاليا للمرضى النفسيات.

وأهابت الشهراني بخطورة وجود المسنات برفقة المرضى نفسيا، حيث يعاني بعضهن من الفصام الذي يتسبب في انتكاسات قد تؤذي من حولهن، إضافة إلى عدم تهيئة دار المسنات لاستقبال المرضى، وحاجتهن إلى أفراد مدربين يجيدون التعامل مع مثل هذه الحالات المرضية وبرامج طبية وأماكن تحفظ لهن السلامة.