البقرة المتمردة «إيفون» تصبح نجمة سينمائية

تعيش اليوم «قيد الإقامة الجبرية» في مزرعة بجنوب ألمانيا.. بعدما جرّبت حياة الغزلان

«إيفون».. نجمة سينمائية بعد رحلتها مع الحرية (أ.ب)
TT

تبدو قصة البقرة الهاربة «إيفون»، من صعيد ولاية بافاريا الألمانية، مثل قصة النورس المتمرد الذي أراد التحول إلى صقر، في فيلم «النورس» الشهير من غناء نيل دايموندز.. فقتله الصقور. اسم البقرة الهاربة «إيفون» كان عناوين صفحات المنوعات في الصحافة العالمية طوال 100 يوم في صيف 2011، وذلك بعدما دوخت الشرطة البافارية بغاراتها على المزارعين. ولقد رفضت «إيفون» حياة البقر الرتيبة في المزارع، أو الاستسلام إلى سكين القصاب، ففضلت العيش حرة كالغزالات في العراء. وكانت البقرة قد هربت من صاحبها، كما هو معروف من كلامه، بينما كان يقتادها بنفسه إلى المسلخ، بعدما ذاق الأمرين من عبثها. ماكس هوارد، صانع أفلام الكارتون الشهير، ينوي الآن إنتاج فيلم «أنيمايشن» عن حياة «إيفون» ومغامراتها يحمل عنوان «البقرة التي أرادت التحول إلى غزال». ويقول ميشائيل أوفنهاوزر، من شركة «بابا لوفه» الألمانية المتخصصة بأفلام الأطفال، إن الشركة خصصت ميزانية قدرها 30 مليون يورو لإنتاج الفيلم. وينتظر أن ينتهي العمل في الفيلم عام 2014 ليجرى توزيعه على المستوى العالمي. حبكة القصة غير واضحة حتى الآن، إذ لم يستقر المخرج هوارد على سيناريو معين، لكن الأخبار التي تسربت إلى الصحافة الألمانية تقول إن ذبابتين سترافقان البقرة الذكية «إيفون» في مغامراتها. وستكون الذبابتان عيني «إيفون» ورادارها الدقيق أثناء هربها في الغابات، وسر خلاصها من الأكمنة التي نصبها لها الصيادون، في أعقاب إصدار شرطة بلدة ديغندورف البافارية أمر إطلاق النار عليها عند مصادفتها. وما يجدر ذكره أن الصيادين صنعوا، آنذاك برميلا خاصا ووضعوا فيه باقلاء، وهو طعام «إيفون»، وزودوه بكلابتين تطبقان على رأسها عند محاولتها الأكل. إلا أن الكمين لم يفلح مع البقرة الذكية. وفي محاولة أخرى تركوا لها ثورا شابا وجميلا، وفق المقاييس البقرية طبعا، ليغريها في الغابات التي تختفي فيها، لكنها رفضت الوقوع في «الفخ الجنسي» أيضا. ولاحقا، عادت «إيفون» بملء إرادتها إلى المزرعة ذاتها التي كانت تعيش فيها. هذا، واكتسب ماكس هوارد شهرة عالمية بعد إنتاجه وإخراجه فيلم «ملك الأسود»، (ليون كينغ) في استوديوهات والت ديزني. وأمضى أياما وهو يراقب الأسود وحركتها وعاداتها، لكي يجيد صناعة الفيلم عنها، وربما سيمضي الآن أياما كثيرة وهو يراقب «إيفون» لكي يفهم سبب تمردها على نمط عيش بني جنسها. وهنا، بقي أن نذكر أن «إيفون» تعيش اليوم رهن الإقامة الجبرية في مزرعة صاحبها في ديغندورف، بعدما جربت العيش مثل غزال شارد في الغابات.