كأس الدوري.. بين أنياب الشباب ومخالب الأهلي

الجماهير تحبس أنفاسها اليوم في قمة «الحسم» والأعصاب والمتعة الكروية

TT

تترقب الجماهير الرياضية بمختلف ميولها، اليوم، السبت، الحدث الأبرز والأهم في منافسات المسابقات المحلية وذلك عند الساعة الـ8:40 مساء، الذي سيتحدد على ضوئه بطل مسابقة دوري زين السعودي للمحترفين للموسم الرياضي الحالي، حيث سيلتقي فريقا الأهلي والشباب على ملعب الأمير عبد الله الفيصل في محافظة جدة. ويلعب الشباب، متصدر الترتيب (63 نقطة)، بفرصتي الفوز والتعادل في حين ليس أمام الأهلي صاحب المركز الثاني (61 نقطة) سوى الفوز. وفي ذات المساء يستضيف الهلال ثالث الترتيب (59 نقطة) الاتفاق الذي يأتي رابعا (43 نقطة) وذلك على ملعب الملك فهد في العاصمة، الرياض.

الخبير الفني السعودي أمين دابو تحدث بالتفصيل عن جميع الجوانب الفنية والطريقة التي سينتهجها مدربا الأهلي والشباب، وتطرق إلى خطوط الفريقين ودور كل لاعب، ومن الأقرب إلى حسم المواجهة المثيرة لصالحهم.

أوضح دابو أنه من الضروري قبل الحديث عن الجوانب الفنية والسلبيات والإيجابيات في كل فريق أن نذكر وضع المباراة التي اعتبرها في رأيه الشخصي من أصعب المباريات التي يخوضها الفريقان في مسابقة الدوري، خصوصا أنها ستحدد بطل المسابقة، وبالتالي سيكون الوضع في مباراة الليلة مختلفا تماما عن أي مباراة أخرى، وقال: «تحتاج إلى إعداد نفسي وبدني لكل لاعب بحيث يعرف دوره خلال الـ90 دقيقة على المستطيل الأخضر، وتبقى نظرة المدربين مهمة في كيفية قراءة المباراة وتوظيف قدرات اللاعبين ومن خلال متابعتي لمستوى وطريقة اللعب في كل فريق أجد أن خط الوسط سيكون هو القلب النابض والمحرك الأساسي لكل في فريق في مساندة الهجوم والدفاع».

وتابع الخبير الفني السعودي: «إذا تحدثنا عن مفاتيح اللعب في كل فريق فسنجد أن خط الوسط سيكون العلامة الفارقة التي تحدد مسار المباراة كونه الرابط الأساسي ما بين خطي الهجوم والدفاع في بناء الهجمات والتغطية عن التعرض للهجوم، وكل مدرب وضع في حسبانه تكثيف هذه المنطقة بعدد وافر من اللاعبين، خصوصا أن الفريق الذي يفرض سيطرته على منطقة المناورة ستكون له الأفضلية في حسم النتيجة، وإذا تطرقنا لخط وسط الأهلي، فسنجد أن لديه مجموعة متجانسة ومتفاهمة أبرزهم البرازيلي كماتشو وتيسر الجاسم ومحسن العيسى، بينما يغيب الكولومبي بالومينو بداعي الإصابة، حيث تأكدت عدم مشاركته بنسبة كبيرة، ونجد الانطلاقات الخلفية تتمثل في محسن العيسى وأحيانا معتز الموسى، وغير ذلك نرى بقية اللاعبين كماتشو وتيسر الجاسم ومحمد مسعد وياسر الفهمي والجيزاوي لا يجيدون الأدوار الدفاعية وهذه ربما تسبب خطورة على المرمى الأهلاوي خاصة إذا عرفنا أن الشباب قوته في تقدم أطرافه».

وعلى الطرف الشبابي، قال دابو: «خط وسط الشباب هو الأقوى ويتفوق على الأهلي لعدة أسباب لعل أبرزها أنه يلعب بقائمة ثابتة ومتوازنة بوجود الخماسي أحمد عطيف وفرناندو وجيباروف، الذي سيكون جاهزا فنيا بعد ابتعاده عن منافسات الفريق الأخيرة بسبب الإصابة، ووينديل وعمر الغامدي في المساندة الخلفية، بينما يشكل الثنائي حسن معاذ وعبد الله الأسطا خطورة في الانطلاقات الخلفية من خلال تميزهما في الكرات الجانبية داخل منطقة الـ18.

وبالنظر إلى هجوم الفريقين، أشار دابو إلى أن الأهلي هو الأقوى ويتفوق بشكل كبير شريطة مشاركة عماد الحوسني الذي قد يزج به المدرب، حسب معلوماتي، في الشوط الثاني بجوار اللاعب المتميز فيكتور مع مساعدة اللاعب الكبير تيسير الجاسم والمبدع ياسر الفهمي إذا حافظ على مستواه، في المقابل يعتمد الشباب في خط هجومه على اللاعب الخطير ناصر الشمراني وبعض الأحيان مختار فلاتة ومساندة من أحمد عطيف في العمق وانطلاقات الخطير حسن معاذ من الخلف، وإذا تطرقنا لدفاع الفريقين، فسنجد أن الشباب يتفوق فنيا من خلال وجود حسن معاذ ووليد عبد ربه، وبعض الأحيان مشاركة نايف القاضي والبرازيلي تفاريس وعبد الله الأسطا، حيث تابعنا من بداية الموسم في معظم مباريات الشباب أنهم يلعبون بنفس هذه العناصر، وهذا بلا شك يولد التفاهم والانسجام، بعكس الأهلي فلديه بعض الإشكاليات خصوصا في خانة الظهير الأيمن، حيث لاحظنا مشاركة أكثر من لاعب».

وبالحديث عن حراسة المرمى، قال دابو: «الشباب له أفضلية بوجود حارسه وليد عبد الله لخبرته الطويلة ورشاقته الجيدة، فهو صاحب إمكانيات عالية في التقاط الكرات ومتابعة التسديدات من خارج منطقة الـ18 التي يجيدها بكل إتقان، وعلى الطرف الآخر نجد المجتهد الحارس ياسر المسيليم ظهر بمستوى جيد في الفترات الأخيرة، ولكن تنقصه الخبرة والضعف الواضح في التقاط الكرات الجانبية العالية داخل منطقة الـ18 كونه الحارس الوحيد الذي يعتمد عليه الأهلي، ولو تحدثنا عن الطريقة التي يلعب بها الفريقان نجد أنها متشابهة إلى حد ما، فالأهلي سيدخل المباراة بطريقة 4-5-1 وهو مضطر إلى تطبيق هذه الطريقة في حال عدم تأكد مشاركة مهاجمه الخطير المصاب عماد الحوسني، ووجوده ستتغير الطريقة إلى 4-4-2، حيث سيلعب بجانب فيكتور».

واختتم دابو رؤيته الفنية بالحديث عن الضغوط النفسية، وقال: «استمرت مع الفريقين حتى آخر جولة من المسابقة، فالشباب استطاع الفوز بنتيجة كبيرة 0-3 على الأنصار وكذلك الأهلي عكس التوقعات ونجح في ملاحقة الشباب عندما فاز بنتيجة قياسية 1-5 على الرائد، ومن وجهة نظري أجد أن الأهلي سيتعرض إلى ضغوط نفسية أكبر مما سيتعرض له الشباب في مباراة الليلة كونه يلعب على أرضه وبين جمهوره، وكل ما مر الوقت دون أن يسجل الأهلي هدفا ستزيد الجماهير الأهلاوية الضغط على اللاعبين، وقد يفقدون التركيز والتسرع حيث سيتسبب في إهدار الفرص، ولكن كما هو معروف أن الفريق الذي يلعب بفرصة واحدة دائما ما يحقق الفوز بعكس الذي يلعب بفرصتين ولكن هذا الأمر ليس سوى حديث على الورق، وفي النهاية سننتظر ماذا سيقدم الفريقان داخل الملعب حيث ربما تحدث ظروف لم نتوقعها».