الإخوان يعودون إلى ميدان التحرير ضد عمر سليمان

المتظاهرون ناصروا قانون العزل.. وهتفوا ضد «العسكري» وفلول مبارك

متظاهرون من الاخوان المسلمين والسلفيين في ميدان التحرير يهتفون ويحملون شعارات مناهضة لترشح عمر سليمان للرئاسة أمس ( أ.ف.ب)
TT

احتشد ألوف الإسلاميين أمس بميدان التحرير وسط القاهرة في مظاهرة مناوئة لمسعى عمر سليمان نائب الرئيس السابق للترشح لانتخابات الرئاسة، وأشعل ترشح سليمان للرئاسة غضب التيارات الإسلامية واحتشد عشرات الألوف من أنصار جماعة الإخوان المسلمين والتيارات السلفية بالميدان قادمين في مسيرات حاشدة انطلقت من مساجد رئيسية بالعاصمة عقب أداء صلاة الجمعة، لمطالبة المجلس العسكري بالتصديق على مشروع القانون الذي أصدره البرلمان المصري أول من أمس والذي يقر بمنع أتباع نظام الرئيس المصري السابق من الترشح للفوز بمنصب الرئيس.

وطالب المتظاهرون بالميدان إبعاد أتباع النظام السابق عن سباق الترشح للرئاسة، قائلين إن عمر سليمان أحد أتباع الرئيس السابق ومن أفسدوا الحياة السياسية قبل الثورة وحاولوا تشويه الثورة، معتبرين ترشح سليمان، الذي شغل منصب مدير المخابرات المصرية قبل أن يصبح نائبا لمبارك، للانتخابات هدما للثورة.

وشارك في المظاهرة عدد من الأحزاب والتيارات الإسلامية، خاصة حزب الإخوان وأحزاب الأصالة والنور السلفيين، بالإضافة إلى الجبهة السلفية وحركة دعم ترشيح الشيخ حازم أبو إسماعيل للرئاسة (حازمون)، وبينما رفع المشاركون بالميدان اسم جمعة «حماية الثورة» داعين باقي الطوائف السياسية وقوى الثورة للمشاركة لاستكمال أهدافها، رفعت إحدى المتظاهرات بالميدان لافتة كتب عليها «عزيزي الإخواني، إن الثائر الذي تحاول الاتصال به قد يكون مقتولا لم تأخذ حقه أو مسجونا لم تدافع عنه.. فحاول الاتصال في وقت آخر»، تعبيرا عن الحنق الذي أصاب قوى ثورية نتيجة بعض مواقف لجماعة الإخوان والتي اعتبرها كثيرون مناهضة للثورة، وامتنعت الجماعة وحزبها السياسي منذ أن حصد أغلبية مقاعد البرلمان، عن المشاركة في مظاهرات مليونية حاشدة، معتبرين أن الشرعية انتقلت من الميدان إلى البرلمان، وقاطع عدد من الأحزاب والتيارات الليبرالية واليسارية مظاهرة أمس اعتراضا على هيمنة التيارات الإسلامية على «تأسيسية الدستور»، واعتراض الجماعة على احتجاجات مناوئة للمجلس الأعلى للقوات المسلحة نظموها خلال السنة الماضية ورفضت جماعة الإخوان مساندتهم فيها.

وهزت الهتافات المناوئة لسليمان وشفيق، آخر رئيس وزراء في عهد مبارك، ميدان التحرير أمس ورددت آلاف الحناجر «الشعب يريد عزل الفلول»، و«الشعب قالها كمان وكمان لا شفيق ولا سليمان»، بينما علقت صور لعمر سليمان عليها علم إسرائيل وبعض الكتابات باللغة العبرية.

وعقب صلاة الجمعة، خرجت 4 مسيرات من مساجد كبرى بالقاهرة باتجاه ميدان التحرير لمؤازرة المتظاهرين بالميدان، لعل أبرزها المظاهرة التي خرجت من مسجد مصطفى محمود بالمهندسين والتي ضمت بضعة آلاف، بينما اصطفت الحافلات التي أقلت أنصار جماعة الإخوان قادمين من محافظات مصرية.

وطافت الميدان مسيرة حاملة نعشا رمزيا لعمر سليمان لونه أسود، كتب عليه «سليمان وإسرائيل يد واحدة»، حيث قام حاملو النعش بالنواح والبكاء على روح عمر سليمان، وقال إبراهيم محمود، أحد المشاركين في المظاهرة: «حملنا نعش عمر سليمان لأن الشعب المصري رافض له ولا يؤيده ولا يريده»، وأضاف محمود، أحد أنصار جماعة الإخوان: «إذا لم يوافق المجلس العسكري على قانون العزل السياسي فهذا يعني أن المجلس متواطئ لترشيح سليمان وإعادة إنتاج النظام القديم».

وطالب المتظاهرون المجلس العسكري (الحاكم) بالموافقة على قانون العزل السياسي، والذي يقضي بمنع ترشح أحد قيادات النظام السابق لمنصب الرئيس مما قد يطيح بآمال كل من سليمان وشفيق في خوض الانتخابات الرئاسية، وقال أحمد عبد الحليم، عضو بحزب الحرية والعدالة: «نحن نعترض بشدة على ترشح عمر سليمان وأحمد شفيق للرئاسة، لهذا جئنا اليوم للضغط على المجلس العسكري للتصديق على قانون العزل»، ويلزم لنفاذ التعديل التشريعي الذي يمنع سليمان وشفيق من الترشح والذي وافق عليه البرلمان المصري، أن يصدق عليه المجلس الأعلى للقوات المسلحة.

وترشح عن التيار الإسلامي في مصر عدد من الشخصيات البارزة لمنصب الرئاسة حيث ترشح الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل المحسوب على التيار السلفي، بالإضافة إلى كل من الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح والدكتور سليم العوا ممن يحسبون على التيار الإسلامي بمصر، ورشحت جماعة الإخوان المسلمين اثنين من قياداتها للمنافسة على منصب الرئيس، وهو الأمر الذي زاد من تخوفات قوى مدنية وليبرالية من هيمنة حزب الجماعة على مقاليد السلطة بمصر وإعادة إنتاج الحزب الوطني (المنحل)، بينما زاد ترشح سليمان مخاوف الجماعة على وضعها السياسي الحالي.

وتظاهر بضعة آلاف بالمحافظات المصرية المختلفة رافضين ترشح أتباع مبارك، وشهدت مدينة الإسكندرية مسيرات حاشدة من المنتمين للتيار الإسلامي للمشاركة في مليونية «حماية الثورة» وتجمعت المسيرات أمام ساحة مسجد القائد إبراهيم وسط المدينة، وهتف المتظاهرون «ولا شفيق ولا سليمان الثورة لسة في الميدان»، وقاد المظاهرات العديد من القيادات الإخوانية البارزة بينهم الدكتور حسن البرنس، عضو مجلس الشعب عن حزب الإخوان.

وفي الإسماعيلية نظم أعضاء جماعة الإخوان المسلمين مظاهرة بميدان الممر ضد ترشيح عمر سليمان لمنصب رئاسة الجمهورية، وفي العريش خرجت عدة مسيرات لرفض ترشح سليمان ولتأييد ترشيح حازم أبو إسماعيل، وردد المشاركون في المسيرة الشعارات المناوئة لحكم العسكر والمنددة لما سموه بمماطلات المجلس العسكري وتعطيل إجراءات تسليم السلطة لاستمرار تحكمه في البلاد، مطالبين بسرعة إجراء انتخابات الرئاسة لتسليم السلطة إلى إدارة مدنية. كما نظمت القوى الثورية بشمال سيناء مظاهرة أخرى للتنديد بترشيح عدد من الفلول وأتباع النظام السابق أنفسهم في انتخابات الرئاسة، مهددين بثورة جديدة ضد حكم العسكر وفلول النظام السابق، وشارك عشرات المئات بمحافظتي بورسعيد والسويس في فعاليات مليونية «حماية الثورة» للتأكيد على حماية الثورة واحتجاجا على محاولات فلول النظام السابق لإعادة النظام والانقضاض على الثورة.

أما في محافظة قنا، مسقط رأس سليمان، فنظم أعضاء التيارات الإسلامية بالمحافظة، أقصى صعيد مصر، مظاهرات حاشدة للاعتراض على ترشح سليمان، وردد المشاركون عقب صلاة الجمعة: «يا قناوي علي الصوت.. مش عايزينك يا طاغوت»، بينما امتنعت بقية القوى السياسية بالمحافظة عن المشاركة في الفعاليات لشعورهم بأنها تصب في مصلحة فصيل سياسي واحد، وأكد عبد الرحيم السمان، منسق اتحاد الثورة المصرية بقنا، أنه رغم اعتراضه على ترشح عمر سليمان لكنه يرفض المشاركة في المظاهرات حتى لا تختلط الأمور، بحسب تعبيره.