بوريللو يسجل هدفه الأول بقميص اليوفي ليؤكد تصدره ويدفع تشيزينا للهبوط

بواتينغ يقود ميلان للفوز على جنوا ويوجه رسالة للجماهير ومسؤولي الفريق بأهميته

TT

حقق كل من يوفنتوس المتصدر وميلان الثاني وبطل الموسم الماضي فوزا صعبا وبنتيجة واحدة 1 - صفر الأول على مضيف تشيزينا الأخير، والثاني على ضيفه جنوا السابع عشر ليبقى الفارق بين المتنافسين على اللقب 3 نقاط (74 مقابل 71) في الجولة 33 المؤجلة.

وواصل اليوفي تصدره الدوري الإيطالي، فيما تأكد هبوط تشيزينا إلى دوري الدرجة الثانية بعد توقف رصيده عند 22 نقطة.

وقاد المهاجم بوريللو اليوفي إلى الفوز بتسجيل هدفه الأول بقميص السيدة العجوز في الدقيقة 34 من الشوط الثاني ليؤكد حفاظ فريقه على نظافة سجله من الهزائم طوال 34 مباراة منذ بداية الموسم.

وفي هذا الموسم عندما يلزم الأمر يخرج دائما شيء سحري من جعبة المدرب أنطونيو كونتي، وكان ذلك الشيء السحري أمام لاتسيو في المباراة الماضية هو تألق ديل بييرو أما الآن فكان من توقيع المهاجم بوريللو، الوافد الجديد من صفوف روما، والذي جلس طويلا على مقعد البدلاء، ولعب 13 مباراة بقميص اليوفي، وانطلق أساسيا في 6 مباريات فقط، ولم يلعب أبدا مباراة بأكملها في صفوف السيدة العجوز.

وقد دفع كونتي بالمهاجم بوريللو قبل انتهاء مباراة تشيزينا بربع ساعة بصحبة ديل بييرو في مقابل خروج دي تشيلي وماتري، وقام ديل بييرو بإحداث هزة في المباراة بركلة ثابتة، واجتاح قائد الفريق مركز قلب الهجوم مع فوتسينيتش كجسر على اليسار وبوريللو كصاروخ على اليمين، وما إن دخلوا منطقة الجزاء حتى بدا أن تحقيق الفوز ممكن. ولقد انفجرت طاقات ماركو بوريللو ثم توقف وبحث عن المدرب كونتي بعينيه، ذاك المدرب الذي طالما دافع عن بقائه في الفريق وحمسه وحماه من ألتراس يوفنتوس الذي طالما ذكّره عبر اللافتات والتعليقات على الشبكة العنكبوتية أنه فضّل الانتقال إلى صفوف روما على اليوفي في صيف 2010 بلهجة شديدة القسوة، ولكن في الواقع لم يكن الأمر هكذا أبدا. وفي اللقاء الصحافي عقب الفوز، بعث المدرب كونتي برسالة إلى الجماهير، قائلا: «أنا سعيد من أجل بوريللو الذي جاء في يناير (كانون الثاني) في ظل الحالة المزاجية السيئة للجماهير. وقاتل رغم كل شيء ولم يستسلم أبدا بالعمل الجاد في صمت ليثبت جدارته. وأتمنى أن يجعله هذا الهدف يتلقى المشاعر التي يستحقها من الجماهير، فهو واحد منا جعلنا نتقدم خطوة مهمة للغاية نحو (الحلم)».

وفي نهاية المباراة لاحقت كاميرات التلفاز بطل المباراة بوريللو، وهو ما تعين على المكتب الإعلامي أن يفعله أيضا نظرا لأن ماركو كان لديه رغبة كبيرة في الرحيل من دون أن يتحدث، وأن يستمتع بمفرده في غرفة تبديل الملابس بهدف غاب عنه منذ مايو (أيار) 2011. ولقد صرح المهاجم، قائلا: «إن الطريق ما زال طويلا. فهو هدف منحنا فقط ثلاث نقاط. ويتعين علينا الآن التفكير في مباراة نوفارا المقبلة، والتي ستكون صعبة. فلقد فاز للتو على لاتسيو صاحب المركز الثالث، وهو أمر أكثر من محفز. وبالنسبة لي فأنا مؤمن بالعمل. ولقد وصلت إلى صفوف اليوفي في ظروف غير مستقرة، ولكني الآن بحالة جيدة، وأرغب في إظهار قيمتي الحقيقية. وفي الوقت ذاته أستمتع بوجودي بين مجموعة من اللاعبين الرائعين. وإن عناق الزملاء بعد نهاية المباراة ملأ قلبي بالمشاعر. وكل شيء بفضل كونتي». وفي النهاية يهدي الهدف إلى اليوفي ككل بقوله: «أهدي الهدف إلى أندريا فورتوناتو»، لاعب اليوفي السابق الذي توفي منذ 17 عاما متأثرا بسرطان الدم.

وعلق المدرب كونتي على الفوز الصعب مشيدا بأداء فريق تشيزينا الذي لعب مباراة دفاعية ممتازة بتركيز عالٍ وشجاعة. لكن اليوفي كان بارعا في الصمود والحفاظ على المسافات الصحيحة، وحتى لو كنا قد تعادلنا كنت سأظل هادئا من دون توجيه أي لوم. وما زال هناك أربع مباريات متبقية على نهاية الموسم وسنواجه صعوبات أخرى في نوفارا. من جهة أخرى، قال إيغور كامبيديللي، رئيس نادي تشيزينا، الذي سيغادر دوري الدرجة الأولى بعد عامين من بقائه فيه، بصوت خافت: «نقبل حكم الملعب، وللأسف بدأنا نصبح فريقا بعد فوات الأوان. وكنا نرغب أن نحقق الجودة مع المدرب موتو ولكن لم ننجح في ذلك، وأنا لست محبطا فقد سار الأمر بالفعل على هذا النحو. وسننطلق من دوري الدرجة الثانية من دون أي تصريحات، وسنعيد النظر في كل برامجنا. وإن المدرب بيريتا يبلي جيدا، وقد يمكنه البقاء، ولكن علينا التحدث بهذا الصدد». ويتفق المدرب في الرأي مع الرئيس، قائلا: «أنا بحالة جيدة في تشيزينا ويمكن العمل بالطرق المناسبة. وأضع في اعتباري فرضية بقائي على مقعد تدريب الفريق في العام المقبل أيضا، ولكن قبل ذلك لنفكر في إنهاء هذا الموسم بكرامة. ولقد لعبنا مباراة جيدة للغاية وبنينا علاقة جيدة مع جماهيرنا التي تقدر التزام لاعبيها». كما صرح فانغليس موراس، مدافع تشيزينا، بهدوء، قائلا: «قاومنا طويلا، ولكن بوريللو نال منا في النهاية. وبشأن ركلة الجزاء كانت يدي واضحة. وفيما يتعلق بمستقبلي فإن عقدي سينتهي في يونيو (حزيران) المقبل ولا أخشى دوري الدرجة الثانية».

وواصل فريق ميلان مطاردته ليوفنتوس المتصدر بتغلبه على جنوا بهدف سجله كيفن برنس بواتينغ في الدقيقة 41 من الشوط الثاني.

وكان بواتينغ صاحب هدف إنقاذ الميلان في حاجة لإرسال ثلاث رسائل لجماهير الميلان: «أنا حيّ، ولا يزال بإمكاني أن أكون حاسما، وحريص على هذا القميص حتى الموت». وتطلب الأمر ثلاثين ثانية فقط من الاحتفال حيث اندفع اللاعب الغاني أسفل مدرجات جماهير الميلان، ورفع ثلاث أصابع على شكل الحرف M (السبابة، والخنصر والبنصر) وموجهة لأسفل، ونظر للجمهور وصرخ مرتين «أنا أعشقك» وقبّل القميص وقام بالانحناء أمام المدرجات.

كان يحتاج برنس تذكير الجميع ونفسه أيضا أنه لا يزال لاعبا مهما في هذه الفترة الأخيرة من البطولة، بعدما تعرض خلال الموسم لإصابات عضلية متكررة (توقف أربع مرات بإجمالي 22 مباراة غاب عنها) مما وضعه في موقف حساس، حيث تردد أن بواتينغ هو المرشح رقم واحد ليتم التضحية به باسم الميزانية. ورسالته بعد الهدف كانت واضحة، أعشقك يا جمهور الميلان، وأريد البقاء معكم.

المشكلة هي أن الجانب الأكبر لا يتوقف عليه، وإنما على استراتيجيات النادي. كما أن هدف بواتينغ هو الذي سمح للميلان بالبقاء في منافسة على درع الدوري، ولم يسجل أهدافا عديمة القيمة أبدا، فهذا هو تخصصه، ويظل كذلك أيضا في الموسم الذي كان من المفترض أن يشهد تألقه إلى الأبد، لكنه كان موسم المعاناة. وفي ألبوم العام الحالي ستظل دائما الأهداف الثلاثة كلها في ليتشي، والتي قلبت مباراة دُفنت في شوطها الأول، والعجيبة الرائعة التي سجلها في سان سيرو في مرمى برشلونة بدور المجموعات لدوري أبطال أوروبا، والهدف الأول الرائع ضد آرسنال. أي قدر ما سمحت له حالة بدنية يتعب هو نفسه في وصفها: «كان عاما غريبا، وقد عانيت كثيرا، تعرضت لإصابات مختلفة ولا أعرف السبب. دائما ما كانت الحالة البدنية هي قوتي، لكن في الآونة الأخيرة لم يكن كذلك. الآن، أريد فقط العودة أقوى من ذي قبل».