أتباع الصرخي يتظاهرون في بغداد.. ويؤكدون: سنستمر حتى تلبية مطالبنا

المتحدث باسم رجل الدين الشيعي لـ «الشرق الأوسط»: الحكومة منحازة إلى طرف معين

TT

منعت السلطات العراقية المئات من أتباع رجل الدين الشيعي المثير للجدل، محمود الحسني الصرخي، من التظاهر في ساحتي التحرير والفردوس وسط بغداد، أمس، وهو ما جعلهم يتوجهون إلى الساحة المعروفة بساحة كهرمانة القريبة من ساحة الفردوس، التي تضم تمثال النحات العراقي الشهير محمد غني حكمت «كهرمانة والأربعين حرامي».

وفرضت إجراءات أمنية مشددة حيث تم غلق نحو نصف شارع السعدون من جهتي ساحة التحرير في الباب الشرقي والمسرح الوطني من جهة تقاطع المسبح، بينما انتشرت قوات مكافحة الشغب قبالة المتظاهرين الذين يبلغ عددهم المئات حاملين لافتات ومرددين شعارات ضد ما اعتبروه تجاهلا لمطالبهم وانحيازا حكوميا لجهات دينية معينة، في إشارة إلى المرجعية العليا في مدينة النجف.

وتأتي احتجاجات الصرخيين المستمرة في أعقاب هدم مسجد محمد باقر الصدر في الناصرية، الذي سبقه إغلاق مكتب الصرخي في قضاء الرفاعي. وتلا المتحدث باسم المتظاهرين بيانا تضمن عدة مطالب من بينها بناء جامع في أرض بديلة «تعويضا عن الجامع المهدوم ظلما وعدوانا. وتخصيص قطعة أرض الجامع المهدوم (جامع محمد باقر الصدر)، وبسبب ارتباط الناس فيها روحيا ومعنويا، مكانا لصلاة الأخيار وتستمر هذه الصلاة فيها لحين إكمال الجامع البديل». كما تضمنت المطالب أن يتعهد الطرف المقابل رسميا بأن قطعة أرض جامع الصدر لا تكون محلا لبناء جامع أو مؤسسة دينية أو تستغل من قبل مستثمر تجاري، و«لو حصل ذلك سنكون نحن الأولى بكل هذه العناوين، فلا تكون إلا دائرة حكومية رسمية». كما طالبوا بفتح مكتب الرفاعي في مدة أقصاها أسبوعان وبموافقات قانونية ورسمية وتوفير الحماية اللازمة لذلك.

من جهته، أكد الناطق الإعلامي باسم الصرخيين، محمد الياسري، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «الصرخيين باتوا هم الأشد مظلومية الآن من بين المراجع الدينية، وذلك بسبب الانحياز الواضح للجهات الحكومية لجهات دينية وسياسية معينة، بينما كل ما نتقدم به مطالب مشروعة وفي ضوء الدستور»، معتبرا أن «عملية هدم مسجد تابع للوقف الشيعي وفي إطار موافقات أصولية معروفة إنما يدخل في باب الاستهتار بكل القيم السماوية، كما أنه مخالف لكل القواعد الإنسانية». وبشأن المدى الزمني الذي يمكن أن يستمر بسببه الصرخيون في التظاهر، قال الياسري: «طالما الدستور يكفل لنا حرية التظاهر وعدم استجابة الحكومة لأي مطلب من مطالبنا، فإننا سوف نستمر في التظاهر لأننا نشعر أن هناك تسويفا ومماطلات من قبل الجهات المسؤولة، وأن هناك بالفعل انحرافا نحو الديكتاتورية».

وردا على سؤال بشأن رفع شعارات تتهم المالكي بالديكتاتورية وهي مطابقة لما ترفعه بعض الكتل السياسية، قال الياسري إن «الكتل السياسية لديها مطالب سياسية بينما نحن لدينا مطالب شرعية دينية، ولذلك فإن كل ما نطالب به هو بيان موقف واضح مما يجري حتى نعرف من الذي يعرقل ومن يتحمل المسؤولية».

وكانت تظاهرات الصرخيين قد تواصلت في بغداد وعدد من المحافظات الوسطى والجنوبية، إثر قيام قوات الحكومة المحلية في محافظة ذي قار خلال شهر فبراير (شباط) الماضي بغلق مكتب الرفاعي التابع للصرخي، أعقبه غلق مكاتب أخرى، ومن ثم هدم جامع محمد باقر الصدر في الناصرية. غير أن الحرب بالنيابة بين المرجعيات الشيعية في العراق قد تطورت خلال الأسابيع الماضية حتى وصلت إلى حد استهداف المراجع الأربعة الكبار «آية الله علي السيستاني ومحمد سعيد الحكيم وبشير النجفي ومحمد إسحق الفياض»، من خلال العبوات الناسفة والقنابل الصوتية.