يا عم.. قرعة إيه؟!

أحمد صادق دياب

TT

لا أدري لماذا كان فوز النصر على الشباب في كأس الملك للأبطال بالنسبة للكثيرين مفاجأة، على الرغم من أن الظروف المحيطة بالفريقين كانت تنبئ بأن المتغيرات الحالية تصب في صالح النصر. فالشباب بطل دوري «زين» الحالي كان تركيزه كبيرا على الأفراح والاحتفالات والاستفزازات التي كان طرفا فيها سواء كان هو من بدأها أو غيره، المهم أنه انشغل بها، وابتعد عن المهم.

النصر على الجانب الآخر يحاول أن يجبر الكسر النفسي الذي يعاني منه، وكان لديه الدوافع والذكاء اللازم لتجاوز الشباب، ولأول مرة منذ سنوات شعرت أن النصراويين يلتزمون الصمت قبل مباراة مهمة من هذا العيار الثقيل، ويحتفظون لأنفسهم بكل الأوراق، وظهروا في الملعب كفريق منظم هادئ يعرف ماذا يريد من المباراة، وهو ما وتر الشبابيين وسهل الأمر على النصراويين في المباراتين.

الشباب على الجانب الآخر ظهر عليه الإرهاق والتوتر بشكل كبير مما يؤكد أن الإعداد البدني والنفسي لم يكن في أفضل حالاته في تلك المباراة، ولا أدري السبب بالضبط، ولكن يبدو أن الهدف الأساسي كان منذ البداية الحصول على بطولة الدوري، لذا كان التركيز عليه كبيرا، ولم نشاهد بعد الخروج أي ردود فعل يمكن أن تشير إلى غير ذلك.

من كان يجزم قبل البطولة بأن طريق الشباب مفروش بالورد حتى الوصول للنهائي، ماذا يمكن أن يقول الآن وبعد أن خرج من الدور الأول.

يقول أحد المتشنجين الذين لا يقبلون بأي شيء إلا إذا كان يتماشى مع هواهم: وضعتم الشباب في مجموعة سهلة لكي يصل للنهائي وهو مرتاح، ولا يهم من يلاقي.. حين أخبرته عن القرعة قال: «يا عم قرعة إيه دي تمشي على غيري أما أنا أعرف الحركات هذه».. قلت الآن يمكن أن أمد رجليّ، وأن أترك النصر يجيب عليه.

أعتقد أن الموسم المقبل سيشهد تغيرات جذرية في خارطة الفرق السعودية، فالأزمة المالية التي تعاني منها بعض الأندية ستدفع بها إلى التخلي عن أبرز نجومها لصالح الأندية الأكثر غنى، وذلك بشكل غير مسبوق، وإن كنت أعتقد أن المنجم المهم لاكتشاف الموهوبين الآن هو دوري الدرجة الأولى والثانية.

ما زلنا لا نهتم بثقافة اللاعبين ولا نلقي بالا لها، على الرغم من أنها واحدة من أهم المشكلات التي تتسبب في خسارتنا لنجوم كبار موهوبين قبل أن نجني ثمار تلك الموهبة.

يكفي أن تشاهد بعض البرامج الرياضية، لتكتشف نوع الإسفاف الذي يقدم باسم الإعلام الرياضي، وتشاهد نوعا من الغث الكلامي الذي لم يسبق له مثيل من قبل.

لا يمكن اختيار كلمات تتناسب مع رداءة الطرح..!

متى يكبر هؤلاء؟! (عفوا) متى يعقل هؤلاء؟!