علماء بريطانيون فرحون بعد وصول أحد طيور الوقواق إلى جنوب باريس

«مارتن» نفق في إسبانيا.. و«ليستر» في فرنسا و«كاسبر» في الجزائر و«كريس» قرب ميلانو

TT

قال علماء بريطانيون يتابعون رحلة عودة أربعة من طيور الوقواق (كوكو) من أفريقيا إلى أوروبا، إنهم يعتقدون الآن أن واحدا من الطيور الأربعة قد نفق في إسبانيا، في حين يقترب أحد هذه الطيور من النقطة التي انطلق منها خلال الصيف الماضي في مقاطعة نورفولك في شرق إنجلترا، وقال العلماء إنهم سعداء بذلك. وكان العلماء أطلقوا خمسة من طيور الوقواق في يونيو (حزيران) من العام الماضي باتجاه القارة الأفريقية، وثبت العلماء قطعا معدنية في أعلى جسم كل طائر بحيث ترسل هذه القطعة إشارات إلى الأقمار الصناعية، ومن ثم إلى مقرهم في إنجلترا، ويعتقد العلماء أن الطيور يفترض أن تعود خلال الصيف المقبل إلى نقطة انطلاقها في نورفولك. لكن أحد هذه الطيور نفق بالكاميرون في 25 فبراير (شباط) الماضي، ويبدو الآن أن آخر قد نفق بدوره في جنوب إسبانيا. ويحرص العلماء على نشر تقرير يومي على موقع «الجمعية البريطانية لعلم الطيور» (بي تي أو)، كما أنهم يرسلون رسائل بالبريد الإلكتروني للمتابعين لهذه الرحلة. وذكر الموقع أمس (الاثنين) أن احتفالا سينظم في نورفولك بمناسبة عودة أول طائر من هذه الطيور.

ويطلق العلماء اسما على كل طائر من الطيور الخمسة، وكان الطائر« كليمنت» هو الذي نفق في الكاميرون، وذكر العلماء أنهم يعتقدون أن طائرا آخر قد نفق في إسبانيا في منطقة «لوركا». وقال تقرير نشره العلماء أمس إنهم لم يتلقوا أية إشارة من الطائر «مارتن» منذ التاسع من أبريل (نيسان) الماضي، وهم يفترضون الآن أنه قد نفق. كما ذكروا أن ما يجعلهم يعتقدون ذلك أن درجة حرارة القطعة المعدنية التي ثبتت على جسمها انخفض من 32 إلى قرابة 12 درجة. وعبروا عن اعتقادهم أن احتمال وجوده على قيد الحياة بات ضئيلا جدا. ونوه العلماء إلى المعلومات التي أمكنهم الحصول عليها من هجرة «مارتن» جنوبا ثم عودته شمالا من جديد. وقالوا إنه أول طائر يصل في طريق الهجرة شمالا إلى أوروبا، وأشاروا إلى أن عمره سنتان، وهم يعتقدون أن أحوال طقس سيئة هي التي ربما أدت إلى نفوقه.

أما الطائر الثالث، فإنه وصل أمس إلى جنوب باريس، وقال العلماء إن «ليستر» قطع 800 كيلومتر في يومين، وربما يكون هو أول طائر سيعود إلى إنجلترا. وكان «ليستر» قد وصل الجزائر في 13 أبريل، ووصل إلى فرنسا يوم الجمعة الماضي، حيث يوجد الآن في منطقة تقع جنوب باريس بنحو 115 كيلومترا. وقال العلماء إنهم يتوقعون أن ترسل القطعة المعدنية المزيد من المعلومات.

ولم يتلق العلماء أية إشارة من الطائر الرابع ويطلقون عليه اسم «كاسبر»، وقالوا إن آخر إشارة تلقوها كانت في 11 أبريل الماضي، حيث تبين أنه في الجزائر، في حين أضحت القطعة المعدنية ترسل إشارات ضعيفة، وهو ما يشير إلى احتمال أنه لا يطير بعلو مرتفع، حيت يمكن أن تشحن القطعة بالطاقة من خلال أشعة الشمس.

أما الطائر الخامس وهو «كريس»، فيوجد حاليا في شمال إيطاليا، وآخر إشارة تلقاها العلماء تفيد بأنه قرب مدينة ميلانو. ويتوقع العلماء الآن عودة طائر واحد على الأقل، وهو الطائر «كاسبر» قبل بداية صيف هذا العام إلى نورفولك، بحيث تكون هذه الطيور قد أمضت سنة كاملة في هجرتها جنوبا، حيث وصلت حتى الكونغو، ثم العودة شمالا إلى إنجلترا، وعندها سيعكف العلماء على إعداد دراسة حول الطيور المهاجرة لأفريقيا لمعرفة ما تواجهه في رحلتها من عقبات، والأسباب التي تجعلها لا تعود في السنة التالية إلى أوروبا، كما اعتادت في الماضي، حيث إن أعداد الطيور العائدة بعد رحلة الصيف من أفريقيا إلى إنجلترا انخفضت بنسبة 50 في المائة خلال السنوات الـ25 الماضية.