تنفيذ فكرة «سوق العطور الأندلسية» في مدينة قرطبة الإسبانية

إحياء لتقليد عربي قديم

TT

من الأفكار التي تتبناها مدينة قرطبة، جنوب إسبانيا، الآن تعريف المواطن بأن هذه المدينة كانت أكبر منتح للعطور في العالم إبان العصر الذهبي للمدينة، عندما كانت عاصمة الأندلس، حيث انتشرت منتجاتها في أنحاء عديدة من العالم. وفي محاولة لإحياء هذا النشاط الذي شهدته المدينة إبان الحكم الإسلامي، شهدت المدينة إقامة «سوق العطور الأندلسية»، لثلاثة أيام أحد متتالية، وهي أيام 22 و29 أبريل (نيسان) الماضي و6 مايو (أيار) الحالي، وذلك بإقامة السوق على غرار سوق العطور في مدينة قرطبة العربية، لإحياء تقليد عربي قديم وهو الاهتمام بالعطور. وقد عرضت في هذه السوق منتجات متنوعة لها علاقة بالعطور العربية الأندلسية، وفي سبيل إضفاء جو تاريخي على المكان، تطوع طلاب من معهد الفنون لتمثيل بعض الأدوار باللباس العربي، وليقدموا شرحا وافيا لكيفية عمل تلك العطور. يقول رافاييل خايين، وهو أحد المسؤولين عن إقامة هذه السوق، إن «مدينة قرطبة إبان الحكم العربي كان لديها سوق كاملة مخصصة للعطور، والصابون والأدوية، ونحن من خلال هذه السوق نحاول تعريف الزائر بطريقة صنع هذه المنتجات، ولدينا معلومات تاريخية تفيد بأن سوق العطور في العصر العربي كانت تبدأ من بويرتا دي لوس بيرفوميستاس (باب العطارين)، لكننا لم نتوصل إلى الآن لمعرفة حجمه بالضبط، ولكن من المعتقد أنه قريب جدا من مبنى الكاثار (القصر) العربي. من هنا، فإن هدف هذه المبادرة هو تعريف الزائر، من خلال مساهمة طلاب معهد فن الدراما، على مختلف نشاطات هذه السوق، حيث تبدأ السوق نشاطها من الساعة الحادية عشرة صباحا، فيدخل الزائر أولا إلى حديقة لمشاهدة النباتات الخاصة بالعطور وكيفية زراعتها وإنتاجها، وبعد ذلك يتجه نحو مجمع خاص لعمل العطور من هذه النباتات، ثم إلى السوق؛ حيث تعرض فيها كل ما له علاقة بالعطور، وهي جاهزة للبيع». وذكر البارو كانوباس، وهو مسؤول آخر عن السوق، أن إقامة هذه السوق تمثل نشر الوعي بتاريخ مدينة قرطبة».

وقد توزعت المنتجات على عدة أقسام؛ مثل العطور، والمواد الطبية، والزيوت، وعصير العنب، والصابون.