«صافرة المدرجات» تفتح صفحة قبيحة في الدوري الإيطالي

لاعبو لاتسيو انفلتت أعصابهم وطالبوا بإلغاء هدف أودينيزي

TT

فاز فريق أودينيزي على ضيفه لاتسيو بهدفين دون مقابل سجلهما دي ناتالي وبيريرا في الدقيقتين 24 و49 من الشوط الثاني في ختام المرحلة الـ35 للدوري الإيطالي. وقفز أودينيزي إلى المركز الثالث بصحبة لاتسيو على الرغم من الخسارة، ونابولي والإنتر ولكل منهم 55 نقطة.

وشهدت الكرة الإيطالية أول من أمس صفحة قبيحة جديدة، حيث حدث كل شيء في العشر ثواني الأخيرة من المباراة، وكان لاتسيو كله في نصف ملعب أصحاب الأرض، في محاولة منه لإدراك التعادل، وانطلق لاعبو لاتسيو في هجمة مرتدة، وانتهت الكرة عند غونزاليز وبيريرا. كان لاعب لاتسيو في تفوق، لكن من المدرجات جاءت الصافرة الثلاثية التي اعتقد كل من في الملعب أنها صادرة عن حكم المباراة، توقف غونزاليز، وسقط الحارس ماركيتي على الأرض، لكن الحكم بيرغونزي أومأ بأنه ليس هو من أطلق الصافرة، ولم يكذب بيريرا الخبر وسجل في المرمى الخالي، ولم يكن أمام الحكم سوى احتساب الهدف.

المشاجرة الكبرى: عند هذه النقطة، عمت الفوضى التامة، وانفلتت أعصاب لاعبي لاتسيو، فهم منهكون ومهزومون، وانفجروا ضد مقعد بدلاء أودينيزي مطالبين بإلغاء الهدف، ويزعم بيرغونزي أنه لا يوجد في القانون ما ينص على فعل ذلك. لكن هذا أمر يصعُب فهمه بعد 90 دقيقة من الشد العصبي وفي نهاية مباراة تؤثر بصورة كبيرة على مشوار الشامبيونزليغ بالنسبة للاتسيو. وكان دياس أول الثائرين ضد مقعد بدلاء أودينيزي وتعرض للطرد من جانب الحكم، وشارك في المشاجرة ماتوزاليم أيضا الذي كان جالسا على مقعد البدلاء بعد تغييره في الشوط الأول. كما فقد سكالوني صوابه أيضا وتشاجر مع الحكم الرابع جيانوكارو، وكان الحارس ماركيتي غاضبا هو الآخر، وفي لحظة معينة صدم بذراعه الحكم بيرغونزي. لكن في المشاحنة الأخيرة، شارك الإداريون أيضا، بالنسبة للاتسيو المدير الرياضي تاري (الذي في الواقع كان يحاول استعادة الهدوء) ومسؤول الإعلام دي مارتينو، وبالنسبة لأودينيزي المرافقين كارنيفالي وإنفورنا.

وبينما لم يدلِ أي من مسؤولي لاتسيو بتصريحات، علق غويدولين، مدرب أودينيزي، قائلا «يؤسفني انتهاء المباراة هكذا، كان ينبغي إيقاف اللعب واستئنافه بإسقاط الكرة. أتفهم انفلات أعصاب لاعبي لاتسيو، لم أسمع الصافرة، لكني الوحيد، فلاعبي جميعهم سمعوها». ويكشف دوميتسي، مدافع أودينيزي، لميكورفونات شبكة ميدياسيت: «في البداية، قال لنا بيرغونزي: (الهدف مُلغى وسيتم إسقاط الكرة). ثم غيّر رأيه».

ستكون العواقب وخيمة بالنسبة للاتسيو، الذي، علاوة على خسارته لقاء حاسما في سباقه على الشامبيونزليغ في استاد فريولي، يترك لاعبين كثيرين أيضا في طريقه. أولهم دياس الذي تعرض للطرد، وسيغيب عن اللقاء المقبل، وقد يواجه خطرا أيضا ماتوزاليم وسكالوني وماركيتي الذين كانوا متحمسين في احتجاجات نهاية المباراة. قد يتم إيقافهم جميعا (بغض النظر عن البطاقة الصفراء التي حصل عليها سكالوني)، وخاصة ماركيتي الذي وضع يديه على ظهر حكم اللقاء. كل شيء سيتوقف على ما سيتضمنه تقرير بيرغونزي والحكم الرابع الذي كان محل انتقادات كثيرة من جانب لاعبي لاتسيو، الذين يطالبون بتطبيق المادة الخامسة من اللائحة التي تقضي بإيقاف اللعب في حالة قدوم صافرات من المدرجات تؤثر على اللعب، وكان رأي بيرغونزي مختلفا.

في المقابل، امتد صيام أنطونيو دي ناتالي التهديفي منذ السابع من أبريل (نيسان)، وكان قد منح قائد ومهاجم أودينيزي آخر فوز لفريقه أمام بارما. ثم صيامه هو والفريق، حيث الخسارة أمام روما والإنتر وبينهما إنقاذ هاندانوفيتش لمباراة فيرونا أمام كييفو. خلال الـ22 يوما الصعبة هذه، قاتل أنطونيو ضد الجميع وكل شيء، وعانى كثيرا جدا بسبب فقدان بييرماريو موروسيني الذي كان أخا له. جاءته رغبة في الاعتزال وترك كرة القدم، وانغلق في نفسه تاركا ألما ضخما يجتاحه. وفي الوسط أيضا حادث خفيف بالسيارة لم يكن له أي ذنب فيه، لكنه رفع التوتر والعصبية. ظل بلا أهداف لثلاث مباريات، وهو ما لم يحدث معه قط خلال هذا الموسم. كما كان إبراهيموفيتش وكافاني يسبقانه، ويجاوره ميليتو المتحمس من جديد في ترتيب الهدافين، الذي ظل مهيمنا عليه لعامين على التوالي.

ولهذا، حينما سجل دي ناتالي بطريقته في الدقيقة 24 من الشوط الثاني بكرة عظيمة، قام ببعض المشكلات في الاحتفال بالهدف، ودعا أحدهم، ربما اعتاد انتقاده، للبقاء صامتا، ثم حيّا زوجته وشقيقتها. وربما هذا الهدف، وهو الـ21 له هذا الموسم والـ15 على ملعب الفريق، والـ51 بعد الـ100 له في مسابقة الدوري الإيطالي - هو الأهم له هذا الموسم، الذي بدأ بشكل سيئ في دور أول غريب كان ينبغي أن يسير فيه كل شيء على ما يرام.

وأظهر أودينيزي مجددا عدم قدرته على الاستغناء عن بطله، فحينما يسجل دي ناتالي يفوز فريق غويدولين الذي وجد الشريك المثالي في الهجوم من أجل أنطونيو. وخلال الأسبوع الماضي، كان الرئيس جانباولو بوتسو هو من صرح بعدم رغبته في رؤية صاحب القميص رقم 10 في أودينيزي بصحبة فلورو فلوريس مجددا. وأوقف القاضي الرياضي أنطونيو ودفع المدير الفني بدييغو فابريني الذي كان خارج قائمة الـ18 أمام الإنتر، ولا يمكن إنكار وجود تفاهم بين الاثنين، وقد رأينا ذلك أول من أمس. وسيعود فلورو متاحا غدا الأربعاء أمام تشيزينا، وسيكون مفيدا في هذه المراحل الأخيرة المرعبة التي يطمح فيها الجميع ويعتمد على طاقاته الذهنية لإعطاء دفعة من أجل حلم الشامبيونزليغ. يقترب أودينيزي مجددا منه، والفضل يرجع لدي ناتالي مرة أخرى. إنه مؤكد من أجل بطولة أمم أوروبا، وضمان أيضا بالنسبة لشيزاري برانديللي، الذي ينتظره في 21 مايو (أيار).