خادم الحرمين الشريفين يدشن مشاريع جامعية بـ81.5 مليار ريال

الملك عبد الله لمسؤولي التعليم العالي: انتهجوا سياسة الباب المفتوح واخدموا أبناء الوطن دون تمييز فإنها أمانة من عنقي لأعناقكم

خادم الحرمين الشريفين لدى تدشينه المرحلة الأولى لمشاريع المدن الجامعية ووضع حجر الأساس للمرحلة الثانية أمس (واس)
TT

دشن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، أمس، المرحلة الأولى لمشاريع المدن الجامعية لعدد من مناطق ومحافظات السعودية، كما وضع حجر الأساس لمرحلتها الثانية بتكلفة إجمالية تبلغ 81.5 مليار ريال.

ودعا الملك عبد الله في كلمة له بهذه المناسبة كل مسؤولي التعليم العالي إلى خدمة أبناء الوطن دون تمييز، واتباع سياسة الباب المفتوح، محملا إياهم المسؤولية، وطالبا منهم أداء الواجب المنوط بهم، وانتهاج الجد والاجتهاد، قائلا إنها «أمانة.. أمانة من عنقي لأعناقكم».. وفيما يلي نص الكلمة:

«الحمد لله رب العالمين، ولله الحمد، ما لنا إلا الشكر من الصغير والكبير للرب عز وجل، الحمد لله رب العالمين، الله أكرمنا وأعطانا وساعدنا، والشكر واجب على كل مسلم ومسلمة وكل من سكن المملكة العربية السعودية، والحمد لله رب العالمين، ما عملنا إلا الشيء الواجب علينا، وإن شاء الله الأيام المقبلة أي شيء نراه في خدمة ديننا ووطنا ويساعد شعبنا للنهوض بهذا البلد الأمين فما نحن مدخرين أبدا أبدا.

وكلكم أطلب منكم أنتم يا إخواني وأحملكم مسؤولية كبيرة؛ لأنكم اخترناكم من بين شعب المملكة العربية السعودية، ولازم تقدرون هذا، ولازم تتحملوا المسؤولية وتؤدون واجبكم نحو دينكم ووطنكم وشعبكم.

وأطلب منكم أن مكاتبكم لا تحطون عليها بواب ولا تسكرونها أمام الشعب؛ لأنكم أنتم كلكم ونحن خدام لهذا الشعب ولهذا الوطن، خدام قبل كل شيء لديننا الذي لا نزيح عنه إن شاء الله، دين العزة، دين الكرامة، دين الوفاء، دين الأخلاق، هذا لا يمكن أن نزيح عنه إن شاء الله نحن وأبناؤنا وأبناء أبنائنا إن شاء الله؛ لأن شعب المملكة العربية السعودية شعب مسلم أصيل، وإن شاء الله أن يوفقه لخدمة دينه ووطنه. وأتمنى منكم يا إخوان الجد والاجتهاد والمسؤولية لأن هذه أمانة، أمانة، أمانة من عنقي لأعناقكم كلكم وأتمنى لكم التوفيق، وشكرا».

وقد أقيم حفل بهذه المناسبة في قصر اليمامة بالرياض بدأ بآيات من القرآن الكريم، حيث ألقى الدكتور خالد بن محمد العنقري، وزير التعليم العالي، الكلمة التالية:

«خادم الحرمين الشريفين: أقف أمامكم اليوم لأسطر بمداد من الوفاء لقيادتكم السامية الرشيدة إنجازات كانت مجرد أحلام وآمال، فتحولت بفضل دعمكم ورعايتكم إلى الحقيقة الماثلة لكل متابع على أرض الواقع، وذلك تأسيا بقولكم - أدام الله عزكم: (إن الأماني والطموحات لا تتحقق بالأحلام، بل بالإرادة الصلبة، والعزيمة الصابرة، والعمل الذي لا يعرف الملل، وقبل ذلك كله التوكل على الله).

لقد تم بحمد الله الانتهاء من معظم المرحلة الأولى للمدن الجامعية في الجامعات الناشئة، وبعضها بدأت فيها الدراسة هذا العام، والبعض الآخر ستبدأ فيها الدراسة العام المقبل إن شاء الله، وفئة ثالثة بدأ العمل في مرحلتها الثانية.

إننا نحتفل اليوم بتدشين المرحلة الأولى، ووضع حجر الأساس لثماني عشرة مدينة جامعية ومجمعات أكاديمية للطلاب والطالبات، في كل من جازان وحائل، والجوف وتبوك، ونجران، والحدود الشمالية والباحة وشقراء، والمجمعة، وطيبة، والقصيم والطائف والخرج، إضافة إلى مدينة الملك عبد الله بن عبد العزيز للطالبات بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، ومدينة الطالبات بجامعة الملك سعود، ومدينة الطالبات بجامعة أم القرى، وتتكون من 161 مشروعا للبنى التحتية والمساندة، بالإضافة إلى167 كلية للبنين، و161 كلية للبنات، و11000وحدة سكنية لأعضاء هيئة التدريس، و100 وحدة لسكن الطلاب والطالبات تستوعب 50 ألف طالب وطالبة - إن شاء الله - بالإضافة إلى اثني عشر مستشفى جامعيا في كل من جازان وحائل والجوف والباحة، والطائف، وطيبة وتبوك والحدود الشمالية، ونجران ورابغ، والقصيم والخرج، بسعة سريرية قدرها 3800 سرير، وتبلغ تكلفة المرحلتين الأولى والثانية ومدن الطالبات الثلاث في جامعات الإمام محمد بن سعود الإسلامية والملك سعود، وأم القرى، واستكمال بقية مشاريع المدن الجامعية القائمة في جامعات الملك سعود، والملك عبد العزيز، والملك فهد للبترول والمعادن، والقصيم، وطيبة، والطائف والمجمع الأكاديمي بحفر الباطن - 81 مليار و500 مليون ريال.

خادم الحرمين الشريفين: وإذ نحتفل بهذا التوهج العلمي والانتشار المعرفي في وطننا النبيل، فإننا نستشرف فرحة الاقتراب من ذكرى البيعة السابعة التي بايعتكم فيها قلوب أبناء الوطن وأياديهم قائدا وأبا وراعيا لمسيرة وطنهم، وأسأل الله تعالى أن يلبسكم ثوب الصحة والعافية، وأن يديم عليكم توفيقه، وأن يمدكم بعونه وقوته.

وفي الختام، تعجز كلمات الشكر يا خادم الحرمين الشريفين، عن الوفاء بحقكم، أو التعبير لكم عن مشاعر أبنائكم وبناتكم منسوبي التعليم العالي. إن أبناءك وبناتك في أنحاء الوطن، وفي خارجه من المبتعثين والمبتعثات، ممتنون لليد الكريمة والرؤية الراشدة التي أحاطتهم منك - رعاك الله - وهم إذ يثمنون هذا الجهد والدعم والإرادة فإنهم يعدون بأن ترى منهم الثمار النبيلة التي تنفع وتضيف وتبني وطنهم بإخلاص وحب ووفاء، ويعاهدونكم - أيدكم الله - أن يسهموا في بناء الوطن ودعم مؤسساته بخبراتهم وعلمهم وتخصصاتهم المختلفة، ويتوجهون إلى الله دوما بدعوة صادقة أن يحفظك الله ويبارك في جهودك. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته».

وكان خادم الحرمين الشريفين شاهد والحضور عرضا تلفزيونيا لمشاريع المرحلة الأولى في جامعات مناطق ومحافظات المملكة، وقام بوضع يده على الشاشة الإلكترونية إيذانا بتدشين مشاريع المرحلة الأولى قائلا: «أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، وعلى بركة الله، هذه الجامعات أسال الله أن يوفقها لخدمة دينها ووطنها والأمة العربية الإسلامية أجمع، وشكرا، وشكرا للشعب السعودي الأمين، والله يحفظكم والسلام عليكم».

كما شاهد عرضا تلفزيونيا عن مشاريع المرحلة الثانية للجامعات، وقام أيضا بوضع يده على الشاشة الإلكترونية إيذانا بوضع حجر الأساس لبدء تنفيذ مشاريع المرحلة الثانية لجميع المدن الجامعية في مختلف مناطق المملكة قائلا: «بسم الله الرحمن الرحيم وعلى بركة الله، نضع حجر الأساس للجامعات المرحلة الثانية إن شاء الله. وشكرا لكم».

من جانب آخر قدم عدد من الطلاب والطالبات، نيابة عن منسوبي ومنسوبات الجامعات، الشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز على رعايته المستمرة للتعليم بشكل عام، والجامعي بشكل خاص.

وعبروا في كلمات منقولة عبر التلفزيون من مواقع الجامعات في مناطق ومحافظات المملكة عن سرورهم بتفضل خادم الحرمين الشريفين بتدشين المرحلة الأولى لمشاريع الجامعات ووضع حجر الأساس لمشاريع المرحلة الثانية.

وثمن الطلاب عاليا جهود الملك عبد الله التي مكنتهم من مواصلة تعليمهم الجامعي في مناطقهم وبين أهلهم، سائلين الله أن يحفظه وأن يمده بعونه وتوفيقه.

وفي نهاية الحفل أوكل خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز للدكتور خالد العنقري، وزير التعليم العالي، نقل تحياته وتقديره لجميع أبنائه وبناته طلاب وطالبات الجامعات في مختلف مناطق ومحافظات المملكة، وقد حضر حفل التدشين ووضع حجر الأساس أعضاء مجلس الوزراء.