وزير الخارجية المصري: علاقاتنا بالسعودية استراتيجية

أكد ان العلاقات لن تتأثر بأي أحداث عابرة

TT

أكد وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو، أمس، أن العلاقات بين مصر والسعودية تتسم بالاستراتيجية، كما أنها أكثر عمقا من أن تتأثر بأي أحداث أو خلافات عابرة. وذلك في تعقيبه على الأزمة الحالية بين البلدين، بعد اعتقال المملكة مواطنا مصريا يدعى أحمد الجيزاوي في جدة، اتهم بحيازة مخدرات.

وسحبت السعودية سفيرها في القاهرة منذ يومين، بعد أن نظم نشطاء مصريون مظاهرات احتجاجية أمام مقر السفارة السعودية بالقاهرة، وقالت المملكة «إن محاولات جرت لاقتحام السفارة، مما يهدد سلامة موظفيها».

وقال وزير الخارجية المصري، في تصريحات له بمقر مجلس الوزراء أمس، إن حزمة المساعدات المالية التي تعتزم المملكة العربية السعودية تقديمها لمصر كنوع من الدعم الاقتصادي مستمرة، مضيفا أن السفير السعودي سيعود لممارسة عمله بالقاهرة قريبا.

وردا على سؤال حول ما يتردد من تقصير الدبلوماسيين المصريين في رعاية أبناء الجالية المصرية بالخارج، أكد أن جميع السفراء والعاملين بالسفارات المصرية يقومون بأداء واجبهم وبعمل وطني كبير، مشيرا إلى أن القنصل المصري لدى السعودية اهتم بموضوع المواطن المصري «الجيزاوي» وقام بواجبه تماما في كفالة الرعاية له ولزوجته.

ونفى الوزير أن تكون هناك مبادلات بين المسجونين المصريين في السعودية والمسجونين السعوديين في مصر.

وقال الدكتور محمد السعيد إدريس، رئيس لجنة الشؤون العربية بمجلس الشعب المصري، لـ«الشرق الأوسط»، إنه حتى الآن لم يحدث أي تطور جديد بشأن القضية، بعد سحب المملكة سفيرها في القاهرة، لكنه توقع انفراجة قريبة جدا بعد الاتصالات المكثفة التي يجريها الجانبان حاليا لتدارك الموقف.

إلى ذلك، استمر استنكار الأحزاب السياسية والمثقفين المصريين توجيه بعض المتظاهرين إساءات للمملكة وقادتها، بسبب ما اعتبروه «أزمة عابرة»، في تاريخ العلاقات القوية بين البلدين.

وحذر حزب «المصريين الأحرار»، من خطورة تداعيات التصعيد الدبلوماسي بين المملكة العربية السعودية ومصر، وما قد تحمله ردود الفعل الغاضبة والمتسرعة من آثار سلبية على العلاقات التاريخية بين الشعبين الشقيقين. وطالب الحزب في بيان له أمس كافة الأطراف المعنية، الشعبية والرسمية والإعلامية، بضرورة ضبط النفس وعدم المساس بالسفارات، واللجوء للحوار الموضوعي وتهيئة الأجواء، للوصول إلى حل ينزع فتيل الأزمة.

كما أكدت الجماعة الإسلامية أن العلاقات المصرية - السعودية علاقات تضرب في جذور التاريخ دينا ولغة وتاريخا مشتركا، وما ينبغي للأشقاء أن تكون هذه لغة التفاهم بينهم! مطالبة الجانب المصري باستجلاء قضية الجيزاوي بوضوح وشفافية، وإعلان ذلك على الجميع، مع توفير الحماية الكافية للبعثة السعودية في مصر.

وطالبت الجماعة في بيان رسمي لها، أمس، الجانب السعودي بأن يعلم أن الشعب المصري والسلطات المصرية لا يمكن اختزالها في بعض المتظاهرين، وأنه كان يجب التعامل مع القضية بالتعاون المشترك والتنسيق القانوني والدبلوماسي لحل الأزمة.

ودعا اتحاد الكتاب السياحيين العرب في ختام اجتماعاته أمس في «مرسى علم» بمصر، إلى العمل حثيثا وبصورة عاجلة للحفاظ على العلاقات التاريخية والوثيقة بين الشعبين في مصر والسعودية.

وأعرب الاتحاد، في ختام اجتماعه، عن أمله ألا تتسبب بعض التجاوزات الفردية التي يمكن احتواؤها في التأثير على هذه العلاقات الأزلية وتهديد مصالح الدولتين والشعبين التي يجب أن تسمو فوق بعض التصرفات غير المسؤولة، مؤكدا ضرورة محافظة مصر والسعودية على ما يربطهما من روابط لا يمكن فصلها لأنها تتجذر في أعماق التاريخ، داعين الدولتين لسرعة احتواء الأزمة بأسرع ما يمكن.