رئيس نادي الأسير: الأسرى يدخلون في الإضراب تدريجيا رغم وعود مصلحة السجون

قال إن بعض الأسرى المضربين منذ 65 يوما تحولوا إلى أشباح

مسيرة في غزة تضامنا مع أكثر من ألف أسير فلسطيني في السجون الإسرائيلية دخلوا إضرابا مفتوحا عن الطعام (أ.ف.ب)
TT

قال رئيس نادي الأسير الفلسطيني، قدورة فارس، إن إضراب الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، الذي دخل أمس يومه 12، سيتسع ويتواصل رغم وعود إدارة مصلحة السجون بحل كثير من القضايا خلال 10 أيام.

وأكد قدورة أن أعدادا من الأسرى تنضم يوميا إلى الإضراب، وسيتواصل ذلك تدريجيا، حتى دخول كافة السجون الإضراب خلال الشهر الحالي.

وقال فارس لـ«الشرق الأوسط»: «اليوم (أمس) التحق 105 أسرى في أحد السجون بالإضراب، و55 في سجن آخر، وهكذا سيتواصل الأمر يوميا».

وكان من المقرر أن تنضم كافة السجون اليوم للإضراب المفتوح بحسب معلومات وتأكيدات سابقة، لكن خلافات حول ضرورة بدء الإضراب أو انتظار رد مصلحة السجون جعل الاتفاق شبه مستحيل.

وكانت إدارة مصلحة السجون ممثلة بمديرها، أهارون فرانكو، التقت أول من أمس، في سجن هداريم، بقيادة الحركة الأسيرة في السجون، ممثلة بمروان البرغوثي وكريم يونس وناصر أبو سرور (فتح) وثابت مرداوي (جهاد إسلامي) وعبد الناصر عيسى (حماس)، حيث أكد مدير مصلحة السجون أن اللجنة الخاصة المكلفة بدراسة مطالب الأسرى قد أنهت عملها، وأنها سترد خلال 10 أيام على المطالب التي طرحها الأسرى.

ويطالب الأسرى المضربون «بإغلاق ملف العزل الانفرادي، الذي يقضي بموجبه أسرى، مضى على عزلهم أكثر من 10 سنوات متتالية في زنازين انفرادية تفتقر لمقومات الحياة البشرية والنفسية والمادية، والسماح لأهالي أسرى قطاع غزة بزيارة أبنائهم في السجون حيث حرموا من زيارتهم 6 سنوات متتالية، وتحسين الوضع المعيشي في السجون، بعد أن تدهور نتيجة لقرارات سياسية وقوانين جائرة، مثل ما يسمى (بقانون شاليط) الذي حرم الأسرى من أبسط الحقوق، كالتعليم ومتابعة الإعلام من خلال سحب الكثير من القنوات الفضائية وكل الصحف المكتوبة، ووضع حد لسياسة الإهانة والإذلال التي تقوم بها مصلحة السجون بحق الأسرى وذويهم، من خلال التفتيش المهين العاري، والعقوبات الجماعية، والاقتحامات الليلية».

وقال فارس إن قيادة الحركة الأسيرة لم توافق على المهلة التي طلبتها إدارة مصلحة السجون، ووصفها بأنها مجرد تلاعب بالوقت. وأبلغ الأسرى مدير مصلحة السجون بأنه «يجب الإسراع في الاستجابة الجدية والصادقة لمطالب الأسرى، وأكدوا لفرانكو أن عدم الاستجابة العملية لهذه المطالب تعني أن نطاق الإضراب سوف يتسع، بانضمام غالبية أسرى فتح للإضراب».

ومعظم الأسرى المضربين الآن ينتمون لحماس وجزء من الجهاد وفتح والشعبيتين.

ومن بين الأسرى المضربين، يخوض نحو 8 أسرى إداريين إضرابا مفتوحا منذ أكثر من شهرين، بينهم بلال ذياب وثائر حلاحلة، اللذان دخل إضرابهما أمس يومه الـ65، احتجاجا على سياسة الاعتقال الإداري.

وقال فارس إن وضعهما الصحي خطير، وقد تحولا إلى شبحين. وطالب فارس، ووزير شؤون الأسرى والمحررين عيسى قراقع، بتدخل عاجل لإنقاذ حياة الأسرى الإداريين الذين يخوضون الإضراب منذ 65 يوما ويقبعون في مستشفى سجن الرملة الإسرائيلي. وأبلغا رئيس بعثة الصليب الأحمر الدولي في إسرائيل والأراضي الفلسطينية، خوان بيدرو شرر، الذي اجتمع بهما في مقر الصليب الأحمر في مدينة رام الله أمس، أنه يتوجب العمل على إنقاذ حياة الأسيرين ذياب وحلاحلة وأسرى آخرين، لأن الوقت لم يعد كافيا للانتظار.

وأكد فارس على ضرورة تدويل قضية الأسرى، وقال: إن الفلسطينيين ماضون في هذا الطريق، وقد طلب الرئيس الفلسطيني محمود عباس من السفير في الأمم المتحدة تفعيل هذا الملف.

واتفق الرئيس الفلسطيني مع رئيس المكتب السياسي لحماس، خالد مشعل على مسألة التدويل هذه. وقال مشعل في القاهرة أمس إنه اتفق مع عباس ومع د. نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية، على تدويل قضية الأسرى الفلسطينيين والعرب في السجون الإسرائيلية وطرحها على الجمعية العامة للأمم المتحدة. وأضاف: «ملف الأسرى والمعتقلين يجب أن يفتح خاصة مع مرور 12 يوما على بدء إضراب الأسرى عن الطعام في 17 أبريل (نيسان)».

وتابع: «لقد اضطر هؤلاء الأسرى لخوض معركة الأمعاء الخاوية لوقف الانتهاكات الإسرائيلية بحقهم».

وكانت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية اتفقت مع السلطة الوطنية الفلسطينية على عقد اجتماع قريب لمجلس الجامعة على مستوى المندوبين الدائمين لبحث كيفية التحرك العربي لتدويل قضية الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.