المراقبون يتفقدون مواقع تفجيرات إدلب.. وناشطون يتحدثون عن «رسائل أمنية» للبعثة الدولية

الناطق باسم أنان يقول إن البديل عن الخطة حرب أهلية

نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد أثناء استقباله الجنرال مود في دمشق أمس (رويترز)
TT

في أول يوم عمل لرئيس بعثة المراقبين الدوليين إلى سوريا الجنرال روبرت موود، أعلنت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» أن عضوين من وفد المراقبين اطلعا على آثار «التفجيرين الإرهابيين» والأضرار التي لحقت بالمباني السكنية في مدينة إدلب. وأفادت صفحة «المجلس الوطني السوري» على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» أن النظام السوري اصطحب المراقبين للاطلاع على الآثار البسيطة لما قالت «سانا» إنه هجوم استهدف مبنى المصرف المركزي في ساحة السبع بحرات بالعاصمة دمشق.

في هذا الوقت، أكد الناطق الرسمي باسم المبعوث الأممي والعربي إلى سوريا كوفي أنان، أحمد فوزي أنه «من غير المقبول استمرار العنف في سوريا منذ دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ»، لافتا إلى أن ذلك «ليس نجاحا لخطة أنان، لكنه ليس فشلا، لأن المراقبين ما زالوا يتوافدون إلى سوريا لتنفيذ باقي بنود خطة أنان والإشراف على ذلك».

وفي حين حذر فوزي من أن «البديل عن خطة أنان سيكون أمرا فظيعا، يضع الشعب السوري في خطر أكبر من الآن»، توقع أن «تندلع نتيجة لذلك حرب أهلية في هذا البلد، وهذا ما لن يؤثر فقط في سوريا؛ بل في موازين القوى في المنطقة وربما عالميا». وإذ أكد أنه «ليس هناك من قيود على حركة المراقبين، بل هناك بعض المعوقات التي تحصل نتيجة الأمور اللوجستية»، أضاف فوزي: «لدينا اليوم مراقبون في حمص وحماه وإدلب، وفي نهاية الأسبوع سيكون عدد المراقبين 50 وبعد أسبوعين 100، ونحن نتحرك بسرعة كبيرة قياسا لعمليات الأمم المتحدة السابقة، وذلك لأننا نريد الانتشار السريع على الأرض»، معتبرا أن «كل الحلول مليئة بالمخاطر وبالشكوك، خصوصا أن هناك أزمة ثقة بين الأطراف في سوريا، وهذا ينعكس على المراقبين الذين يتعرضون للضغوط من الجميع، فكل طرف يريد من المراقبين أن يقتنعوا بوجهة نظره، لكن المراقبين لديهم خبرتهم ولن يتأثروا بكلمة من هنا وهناك»، مشددا على «أهمية حرية الحركة للمراقبين للقيام بعملهم على أكمل وجه». إلى ذلك، أكد نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد خلال اجتماعه مع رئيس بعثة المراقبين الدوليين أمس أن بلاده ستواجه «ممارسات المجموعات المسلحة ومن يدعمها»، متهما هذه المجموعات بالقيام «بتصعيد غير مسبوق» منذ وصول طلائع المراقبين الدوليين إلى سوريا.

ونقلت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) عن المقداد قوله إن سوريا «ستواجه ممارسات المجموعات المسلحة ومن يدعمها، خاصة إثر التصعيد غير المسبوق الذي قامت به هذه المجموعات منذ وصول طلائع بعثة المراقبين». مشيرا إلى أن هذه الممارسات تزامنت مع «حملة سياسية وإعلامية تهدف إلى تضليل الرأي العام العالمي، والتغطية على ممارسات هذه المجموعات الإرهابية على الأرض». وقال المقداد إن بلاده «ستقف في وجه كل الدول والأطراف التي تعمل على إفشال مهمة أنان، والتي تدعم العنف والإرهاب في سوريا وتقدم السلاح والتمويل للمجموعات المسلحة». وجدد «التزام سوريا بخطة أنان واستعدادها لبذل كل الجهود في إطار المساعدة على إنجاح المهمة، مع الالتزام بمسؤوليتها في حماية شعبها وأمنه وسلامته». ولفت إلى أهمية «التحقق من الخروقات التي تحدث عند وقوعها، بوصفها المهمة الأساسية للبعثة، ونقل ذلك بكل دقة وحيادية إلى الأمم المتحدة».

وأكد الجنرال روبرت موود أنه سيبذل مع طاقمه «قصارى جهدهم للقيام بمهمتهم على أساس احترام سيادة سوريا وتقييم الحقائق على الأرض، مما يستوجب تعاون جميع الأطراف»، بحسب ما نقلت «سانا».

ميدانيا، ومن إدلب، تحدث عضو لجان التنسيق المحلية فادي الياسين عن «صعوبة كبيرة في التواصل مع المراقبين، وأن الأرقام التي تم تزويد الناشطين بها لا تعمل»، مؤكدا أن «زيارات بعثة المراقبين تقتصر على مدينة إدلب ولا تطال الأطراف». وقال لـ«الشرق الأوسط»: «حتى إن بعض الناشطين يتفادون أن يكونوا همزة وصل بين الأهالي والمراقبين، لأن أكثر من شخص تمت تصفيتهم على أيدي قوات الأمن أو تم اعتقالهم لتواصلهم في وقت سابق مع بعثة المراقبين العرب».

ولفت الناشط من إدلب إلى أن الانفجار الذي استهدف المدينة أمس يقع بالقرب من فندق «كارلتون» حيث يمكث عدد من المراقبين، محذرا من رسائل أمنية يبعث بها النظام للبعثة الدولية ليثبت ما يقوله للمجتمع الدولي عن أن هناك مجموعات إرهابية تستهدف المناطق والمواطنين السوريين، وأضاف: «النظام يضع هذه التفجيرات بالقرب من المراقبين لتصلهم الرسائل سريعا..».

وتساءل الياسين: «كيف السبيل للتواصل مع المراقبين الذين لا يتجولون إلا برفقة قوات الأمن؟»، داعيا إياهم إلى التحلي ببعض الجرأة ودخول القرى والأحياء من دون مرافقة قوات النظام.

ومن حمص، حيث من المفترض أن يكون قد تم تثبيت مراقبين دائمين في المنطقة، أوضح الناشط في المدينة أنس أبو علي أن المراقبين لم يزوروا إلا الخالدية وأحياء حمص القديمة، غير آبهين لباقي المناطق التي تتعرض لقصف يومي متواصل. وقال لـ«الشرق الأوسط»: «أهالي منطقة القصير تجمهروا لاستقبالهم يوم السبت الماضي، إلا أنهم لم يأتوا كما وعدوا.. هم يزورون المناطق التي يريد النظام أن يزوروها». لافتا إلى أن «الشعب السوري فقد أمله في هؤلاء المراقبين الذين لم يتمكنوا، وبعد أسبوعين من وجودهم في سوريا، من تطبيق ولو بند واحد من البنود الستة لخطة أنان».