مصادر يمنية مطلعة: ابن أخي صالح سينفذ قرار هادي اليوم وقد يستقيل من العمل العسكري

المبعوث الدولي: لا توجد مؤشرات على تجاوز الأسوأ.. ومقتل 15 من «القاعدة» في غارة جوية على أبين

TT

أشارت مصادر يمنية مطلعة إلى أن طارق محمد عبد الله صالح، ابن أخي الرئيس السابق، سينفذ قرار الرئيس هادي بخصوص تسليم قيادة «اللواء الثالث حرس جمهوري» إلى خلفه عبد الرحمن الحليلي اليوم الخميس.. جاء ذلك في وقت قال فيه المبعوث الدولي لليمن إنه لا توجد مؤشرات على أن الأسوأ في اليمن قد بات من الماضي، في حين قتل 15 مسلحا في غارة جوية على موقع لـ«القاعدة» في أبين.

وقالت مصادر يمنية مطلعة في تصريحات لـ«لشرق الأوسط» إن جمال بن عمر لا يزال في صنعاء، وهو مصر على تنفيذ قرارات الرئيس هادي، وطارق سينفذ القرار غدا (اليوم) الخميس». وكانت وسائل إعلام يمنية قد ذكرت أن طارق محمد عبد الله صالح الذي كان قائدا للقوات الخاصة والحرس الخاص، ثم قائدا لـ«اللواء الثالث حرس جمهوري» المكلف بحراسة الرئيس السابق علي عبد الله صالح، قد رفض نقله من قيادة «اللواء الثالث» إلى «اللواء 37 حرس جمهوري» في حضرموت شرق البلاد. وذكرت المصادر أن «طارق محمد عبد الله صالح يتجه إلى تقديم استقالته من العمل العسكري بشكل تام؛ إذ إنه غير موافق على نقله إلى قيادة (اللواء 73 حرس جمهوري) الذي كلف بقيادته». وذكرت وسائل إعلام محلية أن جمال بن عمر مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن قد أجل مغادرته صنعاء التي كانت مقررة أمس إلى يوم السبت المقبل بناء على وساطة يقودها عبد الكريم الإرياني المستشار السياسي للرئيس السابق علي عبد الله صالح لإقناع طارق بتنفيذ قرارات الرئيس عبد ربه منصور هادي.

وقال جمال بن عمر مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن إن التحديات ما زالت كثيرة وإنه «لا توجد مؤشرات تدل على أن الأسوأ بات خلفنا». وأضاف بن عمر في مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية في صنعاء أن «الخروج عن القانون والجريمة يسيطران على أجزاء من البلاد». وعلى الرغم من إزالة القسم الأكبر من الحواجز الترابية والإسمنتية التي كانت تقطع أوصال صنعاء، فإن بن عمر قال إن المسلحين انتقلوا «إلى الشوارع الفرعية وخزنوا المتفجرات في المباني». وأشار المبعوث الذي أشرف على اتفاق انتقال السلطة في اليمن إلى أن «السلاح لا يزال منتشرا بيد المسلحين، وذلك ليس فقط في المحافظات الجنوبية والشرقية حيث تتمتع (القاعدة) بنفوذ كبير؛ بل أيضا في بعض المناطق في صنعاء والمدن القريبة منها. وفي العاصمة، يبدو عدد أفراد الشرطة على الطرقات قليلا وتفصل بينهم مسافات واسعة نسبيا. الإشارات المرورية لا تعمل، والشوارع تملؤها القمامة. المحاكم معطلة بسبب إضراب مستمر منذ ثلاثة أشهر؛ الأمر الذي يشل عمل النظام القضائي بشكل واسع».

وحذر بن عمر من أن اليمنيين سيبدأون «إعادة النظر في شرعية ومصداقية الحكومة» ما لم تحقق الحكومة تقدما ملموسا في تقديم الخدمات الرئيسية للمواطنين في أسرع وقت، خصوصا في ظل تفاقم الوضع الإنساني في البلاد.

وتطلق الإحصاءات الأخيرة للأمم المتحدة جرس الإنذار إزاء الوضع الإنساني في اليمن؛ إذ تشير هذه الأرقام إلى أن عشرة ملايين يمني يعانون من «فقدان الأمن الغذائي»، وأن سبعة ملايين يمني يعانون من «فقدان حاد للأمن الغذائي»، بحسب بن عمر الذي أشار أيضا إلى أن 700 ألف طفل يمني قد يموتون بسبب سوء التغذية إذا لم يتم تحقيق خطوات جادة في مجال الغذاء.

ورأى بن عمر أن الناس «يعانون من أزمة معيشية خانقة» في ظل وضع أمني صعب وغياب مؤشرات لأي انتعاش اقتصادي.

وقال بن عمر: «الوضع لا يزال هشا ومعقدا»، وأضاف في هذا السياق أن «العناصر المختلفة من الماضي والمستقبل يتعين عليها أن تتعايش خلال الفترة الانتقالية»، وهو أمر صعب «حتى بالنسبة للديمقراطيات الأكثر تقدما في العالم»، فما بالك ببلد مثل اليمن.

من ناحية ثانية، يبدي المجتمع الدولي اهتمامه بالتطورات الجارية في اليمن، حيث التقت اللجنة العسكرية الخاصة بإعادة الأمن والاستقرار، أمس، بسفراء الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي وسفير الاتحاد الأوروبي وبالمحلقين العسكريين في سفارات تلك الدول بالعاصمة صنعاء. وبحسب مصادر رسمية، فإن اللقاء بحث، بشكل أساسي، عملية إعادة هيكلة القوات المسلحة والأمن في اليمن، في ضوء المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية للتسوية السياسية في اليمن، حيث يحظى هذا الموضوع بحيز كبير من الاهتمام المحلي والدولي، نظرا لاعتبار كثير من الأطراف الجيش والأمن في اليمن أهم مؤسسة يمكن أن تحقق الاستقرار إذا ما أعيدت هيكلتها بشكل يرضى كل الأطراف. وقالت المصادر إن اللقاء بحث، أيضا، التطورات الميدانية بشأن المواجهات الدائرة في جنوب اليمن مع تنظيم «القاعدة»، وبالأخص في مدينتي لودر وزنجبار في محافظة أبين، إضافة إلى بحث النتائج الميدانية التي حققتها اللجنة في إزالة المظاهر المسلحة من العاصمة صنعاء.

على صعيد آخر، تستمر المواجهات في جنوب اليمن بين القوات الحكومية ومسلحي تنظيم «أنصار الشريعة» أو «القاعدة»، وقالت مصادر محلية لـ «الشرق الأوسط» إن 15 عنصرا من عناصر «القاعدة» قتلوا، أمس، في غارة جوية نفذت على «مصنع 7 أكتوبر» بمنطقة الحصن. وتشير المصادر إلى أن طائرة أميركية من دون طيار هي التي نفذت الغارة، وكان مسلحو «القاعدة» استولوا العام الماضي على المصنع الخاص بالذخيرة بعد أن قتل فيه العشرات من المواطنين الذين حاولوا الحصول على بعض الذخائر عندما غادرته القوات الحكومية.

وتشير المصادر الخاصة إلى أن عناصر «القاعدة» حولوا المصنع إلى معسكر خاص بهم، كما تشير إلى أن الضربة الجوية استهدفت عددا غير قليل منهم، غير أن المؤكد هو مقتل العدد المشار إليه.. هذا في وقت يواصل فيه المسلحون المتشددون محاولاتهم الفاشلة للاستيلاء على مدينة لودر، دون جدوى، خاصة مع استمرار وحدات الجيش المرابطة في المنطقة ومسلحي اللجان الشعبية في صدهم هجمات المسلحين.