في كتاب جديد: حماس تبادر للاتصال بـ«الشاباك» عبر وسيط أوروبي بعد فوزها بالانتخابات

مساعدو مشعل وأولمرت ينفون ذلك

TT

كشف كتاب يصدر في إسرائيل، قريبا، أن الرئيس السابق لجهاز المخابرات العامة (الشاباك)، يوفال ديسكين، أجرى في عام 2006 اتصالات سرية غير مباشرة مع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، خالد مشعل، بموافقة رئيس الوزراء في ذلك الوقت إيهود أولمرت، وذلك قبل فترة قصيرة من أسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط في 25 يونيو (حزيران) 2006. والكتاب يحمل الاسم «التعرف على حماس»، وهو من تأليف مراسل الشؤون الفلسطينية في القناة العاشرة المستقلة للتلفزيون الإسرائيلي، الصحافي شلومي إلدار، المعروف بصلات واسعة أيضا في غزة.

غير أن حماس نفت نفيا قاطعا. ووصف عضو المكتب السياسي لحماس عزت الرشق ما بثته القناة العاشرة العبرية بـ«الأكاذيب». وقال: «إن ما أوردته القناة العاشرة في التلفزيون (الإسرائيلي) في نشرتها الرئيسية مساء (أول من) أمس من مزاعم وأكاذيب عما سمته اتصالات جرت بين رئيس المكتب السياسي لحماس الأخ خالد مشعل ورئيس وزراء العدو السابق أيهود أولمرت في عام 2006؛ إنما هو محض أكاذيب مختلقة تماما، وفبركات سخيفة من نسج خيال وأحلام الصهاينة».

وأضاف الرشق: «إن هذه الأكاذيب والفبركات تهدف إلى تشويه صورة حماس وقائدها»، مؤكدا أن «هذه السخافات والأكاذيب تمثل أحلام الصهاينة وأمنياتهم، وهي لا تنطلي على أصغر طفل فلسطيني».

ونفى تبادل أي رسالة بين مشعل وأولمرت، مستشار الأخير المحامي يعقوب غلانتي الذي قال إنه «لم تصل رسائل من مشعل إلى أولمرت».

وقال إلدار لـ«الشرق الأوسط»، إن كتابه يعتمد على لقاءات كثيرة مع قادة بارزين في حماس، إضافة إلى مسؤولين كبار من إسرائيل والسلطة الفلسطينية والعالم العربي. ويقول في كتابه إن حماس، وحال فوزها في الانتخابات الفلسطينية التشريعية، بادرت إلى إقامة اتصالات سرية مع إسرائيل، على الرغم من أنها كانت قد أدارت حملتها الانتخابية ضد فتح والسلطة الفلسطينية ورئيسهما محمود عباس (أبو مازن)، «الذي يدير مفاوضات مع العدو الإسرائيلي الذي لا يفهم سوى لغة القوة».

وجرت هذه الاتصالات بوساطة مبعوث أوروبي يقيم علاقات مع الطرفين. وحسب الكتاب، فإن المبعوث الأوروبي اتصل مع رجل الأعمال الإسرائيلي، نمرود نوفيك، وهو مستشار سياسي سابق للرئيس الإسرائيلي، شيمعون بيريس، ويعتبر من المبادرين إلى مفاوضات أوسلو، وشخصية إسرائيلية ثالثة يشير إليها تلعب كل الفرق في وقت متزامن؛ المؤلف بالحرف «ق». ونقل نوفيك و«ق» رسالة إلى ديسكين يستوضح فيها ما إذا كانت إسرائيل مستعدة لتسوية العلاقات بينها وبين حماس في أعقاب فوز الحركة في الانتخابات التشريعية التي جرت في يناير (كانون الثاني) من عام 2006.

وطلب ديسكين التقاء المبعوث الأوروبي الذي حضر إلى إسرائيل في مايو (أيار) 2006، أي قبل شهر واحد من أسر شاليط واحتجازه في قطاع غزة (25 يونيو «حزيران» عام 2006). ويضيف إلدار في كتابه أن ديسكين نقل الرسالة من حماس إلى أولمرت وأن الأخير رد بأنه يريد سماع تفاصيل أخرى. وأضاف أن المبعوث الأوروبي التقى مع مشعل والقياديين في حماس؛ موسى أبو مرزوق وعماد العلمي، وبحث معهم وثيقة تضمنت تفاصيل حول علاقات حماس وإسرائيل في المستقبل.

وجاء في مقدمة الوثيقة التي حملت عنوان «تعايش بسلام» أن المحادثات بين الجانبين ستجري في البداية عبر وسطاء، ثم تصبح مباشرة. لكن هذه المفاوضات لم تستمر طويلا، لأن الوثيقة وصلت إلى ديسكين غداة أسر شاليط. وأضاف الكتاب أن ديسكين ونوفيك و«ق» حاولوا فهم التناقض بين رسالة حماس من جهة وبين عملية الأسر من جهة أخرى، وإذا كانت هذه المفاوضات مجرد ألعوبة هدفها تخدير الإسرائيليين، ولكن المبعوث الأوروبي سارع إلى إحضار جواب من قيادة حماس يقولون فيه إن مشعل لم يكن على علم بهذه العملية، وإنه بدا «مصعوقا» من هذه العملية.

ومرر نوفيك و«ق» رسالة من ديسكين إلى مشعل جاء فيها أن إسرائيل لن توافق على إطلاق سراح أسرى فلسطينيين مقابل شاليط، وستدرس إمكانية إطلاق سراح أسرى من منطلقات إنسانية فقط. وحسب الكتاب فإن مشعل رد بالقول إنه يوافق على ذلك لكن بموجب تفاهمات بين إسرائيل وحماس. وهنا تدخل أولمرت بشكل فظ معلنا أن إسرائيل تحت قيادته في رئاسة الحكومة لن تجري مفاوضات مع إرهابيين.