جموح النصر يصطدم بصلابة الفتح في ذهاب نصف نهائي الأبطال اليوم

كميخ قال إن أسلوب «القادمين من الخلف» سلاح الأصفر.. والضيف يجيد المرتدات

TT

تستكمل مساء اليوم (الثلاثاء) مرحلة الذهاب لدور نصف النهائي لكأس خادم الحرمين الشريفين للأندية الأبطال وذلك عندما يستقبل الفريق الكروي الأول بنادي النصر نظيره الفتح عند الساعة الـ8:50 مساء على ملعب الملك فهد الدولي بالرياض، على أن يقام لقاء «الإياب» يوم الاثنين المقبل 14 مايو (أيار) الحالي على أرضية معلب مدينة الأمير عبد الله بن جلوي الرياضية. معطيات هذا اللقاء تشير إلى أنها مواجهة صعبة وقوية فنيا للطموح المشترك بين الفريقين، فالمستضيف النصر المدعوم بجماهيره التي تأمل أن يصل فريقها إلى النهائي ويحقق أحد ألقاب الموسم، في حين يدرك لاعبو الأصفر أن عليهم الخروج بنتيجة مطمئنة في هذا اللقاء الذي يعد الشوط الأول تحسبا للشوط الثاني في لقاء الأحساء، أما الضيوف الفتح فلديهم الطموح في الوصول لأبعد من هذا الإنجاز التاريخي لفريقهم ولتتويج موسمهم الناجح ببلوغ النهائي الكبير والعمل الخروج بنتيجة إيجابية تدعمهم في لقاء الإياب.

وصل النصر لهذه المرحلة بعد أن قدم نفسه بالشكل اللائق فأقصى بطل دوري زين للموسم الحالي الشباب في مباراتي ربع النهائي حيث فاز النصر عليه ذهابا وإيابا بنتيجة واحدة 1-2. أما الفتح فقد بلغ هذا الدور بجدارة وذلك على حساب رابع دوري زين الاتفاق حيث فاز الفتح ذهابا وإيابا بالدمام 1-2 وفي الأحساء 2-3.

تحدث لـ«الشرق الأوسط» الخبير الكروي السعودي المدرب علي كميخ عن أحوال الفريقين الفنية وتوقعاته لسير اللقاء ونقاط القوة والضعف لدى الجانبين، حيث يرى أن المواجهة قوية ولن تكون سهلة على أحد الفريقين نظير امتلاكهما الأدوات الفنية المناسبة، فنجد أن أداء الحراسة لديهما متشابه من حيث نقاط القوة والضعف، وكذلك أداء خط الدفاع يعد متساويا في التركيز والضعف، ويبرز في النصر محمد عيد وفي الفتح السنغالي كيمو سيسكو، ويملك الفريقان وسطا وهجوما قويين وهي نقطة تفوق الفريقين، فالنصر يملك أفضلية الأرض والجمهور وكذلك حضوره القوي في هذه البطولة، والفتح من الفرق القوية والمتطورة والذي قدم هذا الموسم مستويات فنية جيدة أهلته لهذه المسابقة لأول مرة في تاريخه كأهم إنجاز تاريخي لهذا النادي النموذجي، فإذا تطرقنا للمستضيف النصر نجد أنه بحاجة إلى السلاح المعنوي واحترام الفتح كفريق قوي مع الحذر التكتيكي بانضباط متوازن دفاعي وهجومي، خصوصا أن الفريق يسير مع مدربه الكولومبي ماتورانا بخطى فنية ثابتة ويجب أن يدافع النصر بحذر وأن يهاجم بتركيز عال، حيث يحتاج إلى التسجيل مبكرا من الشوط الأول فكل دقيقة تمضي بالتعادل السلبي تكون لمصلحة الضيوف مما يزيد الضغط على لاعبي النصر الذي تكمن قوته فيما يقدمه خط وسطه وهجومه في هذا اللقاء حيث تحسن أداء الشق الهجومي للنصر بعودة المهاجم الواعد سعود حمود الذي شكل فرقا فنيا جيدا لمصلحة الهجوم وبالعودة المميزة للمهاجم البارز محمد السهلاوي الذي يجد مساندة ناجحة من الثلاثي القادم من الخلف سعود حمود والجزائري الحاج بوقاش وخالد الزيلعي وكذلك مجهودات الظهير الأيمن خالد الغامدي فشكل ذلك خطورة كبيرة على دفاعات المنافسين كما حدث في مباراتي الشباب مع التنظيم المثالي لخط الوسط الذي يقوم به اللاعب خالد عزيز، وتظل مشكلة النصر في الأخطاء التي ترتكب دفاعيا حيث تكلف الفريق كثيرا وإن كانت عودة محمد عيد أعادت الهيبة لهذا الخط الذي يحتاج إلى حذر كبير وتلافي الوقوع في أي أخطاء قريبة من منطقة الجزاء وتناغم وانسجام أكثر.

وفي المقابل، نجد أن الفتح حقق تأهلا مستحقا على حساب الاتفاق، ووصل لهذا الدور بجدارة واستحقاق كموسم ناجح وكأفضل إنجاز لهذا الفريق، فهو يعيش معنويات عالية وكذلك استقرارا إداريا وفنيا وانسجاما تاما بين جميع الأطراف مما أثمر بتحقيق نتائج مبهرة وجيدة، ويقود الفريق مدربه الناجح التونسي فتحي الجبال الذي يتعامل بواقعية مع المباريات فمن المتوقع أن يركز على اللعب في المساحات الضيقة والبقاء في ملعبه والبحث عن المرتدات الناجحة والسريعة في محاولة للاستفادة من الأطراف لاستغلال تقدم لاعبي النصر للمساندة الهجومية والتي يبرز فيها دائما اللاعبان حمدان الحمدان والمهاجم الكنغولي سالومو، إلى جانب استغلال التسديد المباشر على المرمى والاستفادة من الكرات الثابتة بوجود البرازيلي إلتون جوزيه، كما يملك الفتح وسطا قويا وهجوما فعالا، ومن المتوقع أن يلجأ الفريقان إلى طريقة 1-5-4 والتي قد تتحول حسب ظروف اللقاء إلى 2-4-4 وبالذات في فريق النصر، وأعتقد أننا على موعد مع إثارة وندية في هذا اللقاء وهو ما نترقبه.