اليوفي يستعيد أمجاده ويتوج ببطولة الدوري الإيطالي

فوزه على كالياري بثنائية وخسارة الميلان أمام الإنتر أنهيا كل الحسابات

TT

نجح فريق يوفنتوس في حسم الصراع على الدرع الإيطالية لصالحه، بعدما تمكن من الفوز على مضيفه كالياري بثنائية في المباراة التي جمعتهما أول من أمس (الأحد) في ختام المرحلة 37 من المسابقة، مستفيدا، على أفضل وجه، من خسارة الميلان (الوصيف) لقاء ديربي ميلانو أمام الإنتر 2/ 4؛ وعليه ارتفع الفارق بين اليوفي والميلان إلى 4 نقاط وتبددت آخر آمال نادي برلسكوني في قلب الأمور والحفاظ على اللقب المحلي. كان مهاجم الجبل الأسود ميركو فوتسينيتش قد سجل هدف التقدم لفريق اليوفي في الدقيقة 6 من الشوط الأول من المباراة، بينما أحرز لاعب كالياري كانيني الهدف الثانية في الدقيقة 29 من الشوط الثاني عن طريق الخطأ في مرماه، لينهي بذلك نتيجة اللقاء لصالح الفريق الضيف. وفي الدقيقة 34 من الشوط الثاني أدرك أنطونيو كونتي، مدرب يوفنتوس، أنه دخل التاريخ الكروي تحت شعار المدرب الذي أعاد نادي السيدة العجوز إلى البطولات، بعد جحيم الهبوط إلى دوري الدرجة الثانية، ثم الصعود مرة أخرى إلى دوري الأضواء والشهرة ولكن دون تحقيق شيء. وفي تلك الدقيقة وصل إلى علم كونتي أن نتيجة ديربي ميلانو باتت 3/2 لصالح الإنتر وحينها أشار مدرب اليوفي إلى لاعبي فريقه بالرقم 3 بأصابع يده اليمنى والرقم 2 باليد اليسرى. وعليه بعد سلسلة من المشاعر المتغايرة مع كل تعديل في نتيجة مباراة ديربي ميلانو، ما بين تقدم الإنتر عن طريق ميليتو ثم تعادل الميلان بأقدام إبراهيموفيتش ثم تقدم فريق أليغري عن طريق اللاعب ذاته ثم تعادل الإنتر وبعدها تقدمه عن طريق ميليتو قبل أن يختتم مايكون رباعية فريق ستراماتشوني، أدرك كونتي وأبناؤه وجماهير السيدة العجوز الحلم الذي طالما داعبه خلال الموسم الحالي. يذكر أن انيللي، رئيس نادي اليوفي، لم يوجد في تريستي. ولكن في الدقيقة 90 من المباراة انفجر اندريا وأعرب عن كل سعادته من خلال تغريده بثها على صفحته على موقع «تويتر» للتواصل الاجتماعي: «من السعادة إلى التعاسة والعودة إلى السعادة، حتى النهاية...». وفي ساعة متأخرة من الليل وصلت عبر الهاتف تهاني أدريانو غالياني، نائب رئيس الميلان، فيما احتفلت جماهير السيدة العجوز أيضا في ميلانو، خاصة تحت مقر إدارة نادي برلسكوني. فيما أكد بيبي ماروتا، مدير عام اليوفي، عقب انتهاء المباراة: «هذا الدرع يخص بالأحرى اندريا انيللي. لقد كان العمل شاقا وجماهير العناصر استحقت الفوز بالبطولة».

الشرف للخاسرين: سعادة اليوفي حملت وجه هذا الرجل الذي، من خلال العمل، استكمل تلك المعجزة. وقد صرح مدرب اليوفي عقب انتهاء مباراة كالياري وحسم البطولة: «إنه أمر رائع، غير عادي. اعتقدت أن بإمكاننا تحقيق ذلك عندما كنا نتأخر عن المتصدر بفارق نقطة واحدة والميلان يعاني. الشرف للخاسرين لأن الميلان فريق قوي للغاية ولكننا أصبحنا أبطال إيطاليا». ولكن الأهداف لا تنتهي أبدا، والسر في ذلك: «علينا أن ننهي الموسم دون التعرض لخسارة لأننا بذلك سندخل إلى تاريخ كرة القدم». وفي الليلة الأجمل هذا الموسم، ليس هناك مجال للجدل: «أي رقم يحمله الدرع الإيطالي هذا بالنسبة لفريق يوفنتوس؟ واحد، لأنه أول لقب محلي أحققه وأنا مدرب». وعندما وصل كونتي إلى قاعة المؤتمرات كانت عيناه تلمعان: «هذه السعادة هي نتاج موسم من العمل الشاق من كل الجوانب. لقد كان أول موسم لي على مقعد تدريب فريق مهم ولم يكن الأمر سهلا. اليوم أدرك أننا قدمنا عملا تاريخيا. هذا الفريق ولد لتوه ولم يستطع أحد التغلب عليه: لاعبو الفريق آمنوا بالحماس والشغف، وهذا الفكر الكروي. الانتصارات عادة ما تأتي بشكل تدريجي، ولكننا حققنا ذلك بشكل أسرع. لقد جعلنا بيننا عاطفة كبيرة والحوافز كانت استثنائية».

أفضل كمدرب: وتطرق كونتي في تصريحاته إلى عقد مقارنة طيبة: «كمدرب، فإن الفوز يبدو شيئا أكثر قوة، ليست هناك مقارنة مع الأحاسيس التي انتابتني عند الفوز كلاعب. الإجهاد والقلق والضغط كمدرب أكثر مائة مرة منه كلاعب ولكن القناعة أيضا تتضاعف. الفوز يمنحني الهدوء والسعادة. اليوم أحصل على ثمن المعاناة الكثيرة والشجار في المنزل. أناشد جماهير اليوفي أن تحتفل وتستمتع بهذه اللحظة، وأن تفخر بتشجيعها لهذا الفريق. أنا سعيد لكوني أول مدرب يقود اليوفي لتحقيق البطولات عقب فضيحة الكالتشوبولي». وأعرب جيجي بوفون، حارس مرمى اليوفي، عن سعادته هو الآخر بهذا اللقب قائلا: «كنت أنتظر هذه البطولة منذ 6 سنوات. إنها أفضل سعادة كروية في حياتي بعد الفوز بمونديال 2006. الفوز بهذا الدرع يحمل الكثير من المعاني والفخر والرغبة في الإمتاع. لقد كانت قفزة لا يمكن تصديقها، ودرع حصدناه عن جدارة واستحقاق. هذا هو السبب الذي جعلني أظل هنا، كنت أعلم أننا لن نستطيع إنهاء هذا الموسم دون الفوز بشيء: ثمة أشياء بعينها يشعر بها المرء بداخله. بعد افتتاح الاستاد الجديد للسيدة العجوز صرحت إلى أشخاص كثيرين ومن بينهم بعض أنصار الميلان أننا سنفوز بالدرع. اليوم أشكر لاعبي الإنتر على المساعدة التي قدموها إلينا. السبب الثاني الذي جعلني أظل هنا هو العشق الذي لا حدود له الذي تحمله جماهير اليوفي نحوي وهو ما ظهر لكم بوضوح عقب هدف ليتشي. سأبذل كل ما بوسعي من أجل هذه الجماهير. أهدي هذه الدرع إلى الجماهير وعائلتي وإلى ندفيد وتريزيغيه وكامورانيزي وصالحميديتش الذين حاولوا أن يعيدوا اليوفي إلى مكانته». وأما اليساندرو ديل بييرو، قائد اليوفي، فقد صرح قائلا: «نحن سعداء للغاية، هذه هي الدرع الثمينة بالنسبة إلي لأنني أحسب أيضا ما تم الفوز به على أرض الملعب. تم إنهاء حقبة جميلة. كنت أعتقد في إمكانية الفوز بالدرع منذ البداية. هدفي في مرمى لاتسيو هو أجمل صورة لي هذا الموسم. ولكن ليس المهم أن تكون بطلا، المهم هو الفوز». واليوفي قد فاز.