«مهرجانات بعلبك» من دون ليالٍ لبنانية هذه السنة

جيسي نورمان نجمة القلعة.. والخلافات داخل اللجنة مستمرة

جيسي نورمان
TT

ربيع ساخن في بيروت، فلجان المهرجانات تعلن طوال هذا الأسبوع عن برامجها الصيفية. فبعد «مهرجانات بيت الدين» أول من أمس أعلن أمس عن برنامج «مهرجانات بعلبك» بحضور الرئيسة الجديدة للمهرجانات نايلة دو فريج خلفا لمي عريضة، ووزيري الثقافة غابي ليون والسياحة فادي عبود، والوزيرة السابقة ليلى الصلح، نائبة رئيس «مؤسسة الوليد بن طلال»، وكذلك رئيس بلدية بعلبك هاشم عثمان.

والبرنامج لهذه السنة مقتضب، إضافة إلى أنه خالٍ من الليالي اللبنانية. وأبرز الحفلات على الإطلاق تلك التي ستحييها الديفا جيسي نورمان يوم الجمعة 13 يوليو (تموز) المقبل. فهذه المغنية الأوبرالية الشهيرة بخامة صوت لا تضاهى حصدت جائزة غرامي لعام 2006، وخصص لها حاكم باسادينا في كاليفورنيا يوما هو 22 سبتمبر (أيلول) ليحمل اسمها. وفي بعلبك ستغني نورمان من رصيد ديوك إلينغتون، وبرشتاين، وغيرشوين، في حفل ستحييه في معبد باخوس. ولعله الحفلة الأهم من بين خمس حفلات يشملها المهرجان الذي ينطلق يوم 29 يونيو (حزيران) مع فرقة «شيكو والجيبسيز» بغيتاراتها الغجرية وأجوائها المرحة التي ستحض الحاضرين على الرقص. ويبدو أن لجنة المهرجانات أرادته افتتاحا بهيجا وحيويا.

أما الحفل الثاني يوم 5 يوليو فيحييه زوكير نجم البوب الإيطالي الذي فاقت مبيعات ألبوماته 40 مليون نسخة، وبعض أغانيه باتت معروفة عالميا. وزوكير كان قد غنى مع العملاقين بوتشيلي وبافاروتي. ويأتي حفله في لبنان في إطار جولة عالمية يقوم بها إثر صدور ألبومه الأخير «شوكابك». وفي بعلبك هذه السنة حفلان عربيان، الأول يحييه الفنان التونسي المعروف صابر الرباعي، أما الآخر فتحييه الفرقة الشبابية التي باتت معروفة في لبنان وتحمل اسم «مشروع ليلى». وكانت هذه الفرقة منذ عامين قد أحيت حفلا أيضا ضمن نطاق «مهرجانات بيبلوس». غياب الليالي اللبنانية عن «مهرجانات بعلبك» التي تعتبر تقليدا سنويا منذ كان نجومها فيروز وصباح ووديع الصافي، وقدمت أهم أعمال المسرح الغنائي اللبناني، أثار لغطا بين الحضور. لكنّ عضوا سابقة في لجنة «مهرجانات بعلبك» قالت بصوت خفيض لبعض الحضور إن اللجنة ما عادت قادرة على استقبال حفلات بتكاليف خيالية. وقالت أيضا إن من بين من تم الاتصال بهم من الفنانين اللبنانيين ماجدة الرومي التي طلبت مبلغا كبيرا جدا، لا يمكن للجنة دفعه. وإذ التزمت اللجنة الصمت إزاء هذا الغياب، تأسف رئيس بلدية بعلبك قائلا: «لا بعلبك بلا ليالٍ لبنانية، ولا ليالي لبنانية بلا بعلبك، وعلى اللجنة أن تفعل ما بوسعها لتعيد إلى المهرجانات الألق الذي كان لها». ثمة انقسامات داخل اللجنة حول الطريقة التي أديرت بها المهرجانات في السنوات الأخيرة. وتعمق الخلاف إثر إنتاج اللجنة لأحد الأعمال المسرحية الغنائية، الذي كلف غاليا جدا، وخرج بحلة سيئة لا تليق بمستوى المكان التاريخي الذي قدمت فيه، وأثار جدلا كبيرا». وبات في اللجنة اليوم منشقون على ما يبدو، يقاطعون النشاطات ويعترضون على المسار الذي يعتبرون أنه هو الذي أودى بالمهرجانات بعد أن بلغ عجز موازنة المهرجان ما يزيد على مليون دولار العام الماضي، نتيجة سوء الإدارة، بحسب ما يقولون. لكن رغم الانشقاقات الداخلية في لجنة «مهرجانات بعلبك»، وغياب الليالي اللبنانية الغالية على قلوب اللبنانيين جميعا، سيقام المهرجان هذه السنة لمرة جديدة، على أمل - بحسب ما قرر بعض من تحدثوا في المؤتمر - أن يستعيد المهرجان مجده في أقرب وقت ممكن. وخلال المؤتمر كرمت الوزيرة السابقة ليلى الصلح الرئيسة السابقة للمهرجانات مي عريضة بدرع يحمل اسم «المحبة والعطاء».