مصدر في البيت الأبيض: مدينون للسعودية لتقديمها مساعدات كثيرة في مكافحة الإرهاب

أكد لـ«الشرق الأوسط» دور المملكة في كشف مؤامرة القنبلة لتفجير الطائرة الأميركية

TT

أشاد مصدر في البيت الأبيض بدور السعودية في كشف القنبلة التي كانت تخطط لها منظمة القاعدة لتفجير طائرة متجهة إلى الولايات المتحدة من اليمن. غير أن المصدر رفض الحديث عن تفاصيل الموضوع.

وقال المصدر لـ«الشرق الأوسط»: «خلال سنوات كثيرة، ظل التعاون بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية وثيقا في الحرب ضد الإرهاب. والحكومة الأميركية مدينة للحكومة السعودية لتقديمها مساعدات كثيرة في هذا المجال. ونحن نتطلع لمزيد من التعاون بين البلدين».

وقالت مصادر إخبارية أميركية: إن التعاون بين الاستخبارات الأميركية والسعودية حول القنبلة بدأ منذ فترة طويلة، وإن الجانبين كانا يتابعان ذلك عن طريق «جاسوس مزدوج»، تغلغل داخل منظمة القاعدة في الجزيرة العربية، وإنه تطوع بأن ينتحر بالقنبلة بعد أن يحملها معه إلى داخل طائرة من اليمن إلى الولايات المتحدة.

وقالت المصادر: إن الامن السعودي ظل يمد الاستخبارات الأميركية بالمعلومات أولا بأول. وخاصة تحركات القنبلة التي صنعت من دون معدن فيها ليسهل مرورها عبر أجهزة الكشف عن متفجرات في المطارات.

ورفضت المصادر الأميركية كشف اسم العميل المزدوج، وأين هو الآن، وإذا كان نقل إلى الولايات المتحدة. لكنها قالت: إنه لعب لعبة العميل المزدوج حتى حصل على القنبلة، ثم سلمها إلى الأمن السعودي الذي سلمها إلى الاستخبارات الأميركية.

وكان تلفزيون «سي إن إن» نقل على لسان مسؤولين في الاستخبارات الأميركية طلبوا عدم نشر أسمائهم أو وظائفهم أن بداية كشف القنبلة كانت معلومات من السعودية.

وفي مقابلة مع «سي إن إن»، كان بيتر كينغ، عضو الكونغرس، ورئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب قال: «يبدو أنهم (الإرهابيين) وصلوا لمرحلة جديدة من التطور التكنولوجي».

وقال: إن معنى هذا أن استعمال مثل هذا النوع من القنابل سوف يستمر. لكنه لم يفصل.

وكان جون برينان، مستشار الرئيس أوباما لمكافحة الإرهاب، قال في تلفزيون «إي بي سي» أول من أمس: «كنا نسيطر على الموضوع منذ البداية. الآن، نحن نريد التأكد من جهودنا لمنع تكرار مثل هذا الذي حدث».

وكانت كيتلين هادين، متحدثة باسم مجلس الأمن الوطني في البيت الأبيض، قالت: إن الرئيس باراك أوباما كان أبلغ بذلك فور حدوثه. وكشفت القنبلة قبل أن يتعرض أي مسافر لأي خطر.

وكان متحدث باسم مكتب التحقيق الفيدرالي (إف بي آي) قال: إنهم يفحصون القنبلة، وإنها على غرار «قنبلة الملابس الداخلية» التي استخدمها النيجيري عمر الفاروق عبد المطلب في محاولة لإسقاط طائرة مسافرين أميركية متجهة إلى ديترويت في عيد الكريسماس في سنة 2009.

وكان مسؤول في «سي آي إيه» قال: إن الوكالة، وغيرها من الوكالات الاستخباراتية، كانت تتابع المؤامرة لنحو شهر قبل أن تستولي على القنبلة مؤخرا في دولة في الشرق الأوسط، غير اليمن، لكنه لم يسمها، تمهيدا لنقلها إلى اليمن لوضعها في طائرة أميركية.

وبينما أعلن صحافيون أنهم كانوا علموا بخبر القنبلة الإرهابية الذكية قبل نشره، وأن بعضهم أبلغ مسؤولين عن ذلك، ووافقوا على طلبهم بعدم استعجال النشر - اتهم جمهوريون الرئيس الأميركي بأنه يستغل موضوع القنبلة لأغراض سياسية، مع اقتراب انتخابات رئاسة الجمهورية.

وقال بيتر كينغ، (جمهوري من ولاية نيويورك)، إن أوباما علم بخبر القنبلة قبل أكثر من شهر، وقرر ألا يعلنه، وانتظر وقتا يناسب حملته الانتخابية ليعلنه. ودعا كينغ إلى إعادة النظر في طريقة معالجة الحكومة للمعلومات السرية. وقال: «علينا أن نجد طريقة أفضل في المستقبل لتحديد كيفية إبلاغ المواطنين، وما ينبغي أن نقول لهم». وأضاف أن معالجة مثل هذه المواضيع ليس أمرا سهلا، وهو مثل المشي على «خيط رفيع». لكنه قال إن المسؤولين، إذا أرادوا المحافظة على سر، يجب «ألا يفعلوا ذلك بطريقة تضلل الرأي العام».

وقالت مصادر إخبارية أميركية إن جمهوريين آخرين غاضبون من توقيت إعلان الخبر، خاصة أن إدارة أوباما نفسها كانت قالت، قبل مرور سنة على قتل أسامة بن لادن، مؤسس وزعيم تنظيم القاعدة، إنه لا يوجد أي خطر على الأمن الأميركي. وأن هذه التطورات تدعو للتساؤل حول مصداقية وزارة الأمن الداخلي ومكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي). وذلك لأن أوباما كان، في الواقع، يعرف أن عبوة ناسفة كان يجري تعقبها، ثم اعترضت.

وكان البيت الأبيض أعلن اكتشاف القنبلة يوم الاثنين، بعد انتشار إشاعات وسط صحافيين عنها.

ويوم الثلاثاء، وسط فيضان من أسئلة الصحافيين في مؤتمره الصحافي اليومي، أكد جاي كارني، المتحدث باسم البيت الأبيض، أن الرئيس أوباما كان على علم بالعملية منذ شهر كامل.

وقبل أسبوعين، كان مكتب المباحث الفيدرالي (إف بي آي) ووزارة الأمن الداخلي أعلنا في نشرة استخباراتية أنه «لا يوجد أي تهديد محدد وموثوق به يهدد أمن الوطن». وقالت النشرة إن الجماعات الإرهابية، إذا وقع هجوم في ذكرى قتل بن لادن، ستعتبر ذلك «انتصارا رمزيا». لكن، في نفس الوقت، حذرت النشرة من «هجمات فردية».

وقبل يوم من ذكرى قتل بن لادن، قالت وزيرة الأمن الداخلي جانيت نابوليتانو: «ليست لدينا أية معلومات محددة أو موثوق بها عن أي شيء سيحدث في الذكرى السنوية».

وكان صحافيون، وهم يسمعون الإشاعات عن القنبلة الإرهابية، سألوا مسؤولا في مؤتمر صحافي رسمي إذا كانت هناك أي متفجرات «عثر عليها مؤخرا»، لكن المسؤول قالت: «لا أعرف، لا».

وأمس، بعد الضجة حول تصريحاتها، دافعت نابوليتانو عن البيانات التي كانت أصدرتها، وقالت إنها كانت «صحيحة».

ورغم أن عضو الكونغرس كينغ قال: «اكتشاف القنبلة نصر للولايات المتحدة»، قال إن هذا يجب أن يكون «صيحة إنذار» للمسؤولين الأميركيين، عكس تصريحات الرئيس أوباما عندما كان في أفغانستان في الأسبوع الماضي باقتراب نهاية الحرب.

وأمس، خلال جلسة استجواب في الكونغرس، حث روبرت ميولر، مدير «إف بي آي»، الكونغرس لتجديد سلطة مراقبة المؤامرات الإرهابية، وذلك بعد نفاد سريان قانون كان يفرض إجراءات مشددة لمراقبة الإرهابيين. ومن هذه الإجراءات مراقبة إلكترونية على أجانب خارج الولايات المتحدة.

وقال ميولر: «هذه الإجراءات الإضافية أساسية في الجهود التي نبذلها لمواجهة الإرهاب. سواء داخل الولايات المتحدة، أو خارج الولايات المتحدة لمراقبة الذين يريدون إلحاق الأذى بنا». وأضاف: «شهدنا خلال الأيام القليلة الماضية ما يؤكد أن الإرهاب ينبغي أن يكون الموضوع الأول الذي يشغلنا».