مقتل لبنانية في بلدة مشاريع القاع برصاص أطلق من الأراضي السورية

مصدر أمني يستبعد أن تكون العملية مقصودة

TT

قتلت أمس اللبنانية حليمة سليمان كرنبي (70 عاما) بطلق ناري مصدره الأراضي السورية أصابها في الرأس، أثناء وجودها أمام منزلها في مشاريع القاع في منطقة البقاع. وأوضح مصدر أمني لـ«الشرق الأوسط» أن «الضحية كانت قرب منزلها داخل مشاريع القاع والذي يبعد نحو 700 متر عن الحدود السورية، ولدى إطلاق رشق ناري من الأراضي السورية باتجاه البلدة، أصابتها رصاصة في رأسها وجرى نقلها فورا إلى المستشفى لكن ما لبثت أن فارقت الحياة». وإذ رجح أن «لا تكون عملية القتل مقصودة لأن الضحية سيدة عجوز والرصاص أتى من مسافة بعيدة». أكد المصدر أن «مخفر القاع التابع لقوى الأمن الداخلي فتح تحقيقا بالحادث بإشراف النيابة العامة الاستئنافية البقاع».

أما رئيس بلدية عرسال علي الحجيري، فلفت إلى أنه «على أثر اشتباكات كانت تدور في الجانب السوري قرب الحدود، سقطت أعيرة نارية في الأراضي اللبنانية، ما أدى إلى إصابة السيدة التي يقع منزلها قرب الحدود ومقتلها». ورأى في اتصال مع «الشرق الأوسط» أن «هذا الحادث ليس خطأ أو بريئا لأنه ليس الأول ولن يكون الأخير، ما دامت أرضنا مستباحة من قبل الجيش السوري». مشيرا إلى أن «الاعتداءات التي تقوم بها القوات السورية على المناطق اللبنانية الحدودية لم تتوقف، ونحن لسنا بوارد فتح المشاكل مع أحد، ولكن آن الأوان أن يضع الجيش اللبناني حدا لهذه الخروقات غير المقبولة».

ويأتي هذا الحادث بعد أقل من 24 ساعة على خرق قوة سورية الحدود ودخولها إلى منزل صيفي في جرود عرسال يملكه رئيس البلدية علي الحجيري، حيث عبثت بمحتوياته وسببت أضرارا في المزروعات المحيطة به، وقد قامت قوة من الجيش برفقة الحجيري بالكشف على المنزل الذي يبعد مئات الأمتار عن الحدود بين البلدين.

ولم يكن حادث مقتل السيدة اللبنانية منفصلا عن غيره من الحوادث، ففي 17 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قتل الشاب اللبناني خالد الفليطي، إثر إصابته بطلق ناري أطلقه عليه الجيش السوري أثناء وجوده في أرضه الزراعية في بلدته عرسال في البقاع، وفي 28 ديسمبر الماضي أيضا قتل 3 شبان لبنانيين من وادي خالد وهم الشقيقان كاسر حسين الزيد وأحمد حسين الزيد وابن عمهما ماهر علي الزيد، بإطلاق النار عليهم من الجانب السوري أثناء وجودهم داخل سيارتهم في بلدة المقيبلة قرب الحدود السورية، وفي التاسع من أبريل (نيسان) الماضي تعرض فريق عمل تلفزيون «الجديد» المؤلف من 3 أشخاص لإطلاق نار من الجهة السورية على سيارتهم، خلال تغطيتهم الأحداث على الحدود في وادي خالد ما أدى إلى مقتل المصور علي شعبان، وإصابة رفيقيه حسين خريس وعبد خياط. وفي 30 أبريل الماضي أطلقت القوات السورية النار على عدد من اللبنانيين أثناء قيامهم بممارسة رياضة التزلج في مرتفعات جبل الشيخ ما أدى إلى إصابة أنطوان الحاج من زحلة برصاصة في كتفه، فيما نجا الثلاثة الباقون.

وعلى مدى الأشهر الماضية، قامت القوات السورية بعمليات توغل وإطلاق نار على الأراضي اللبنانية، وأحيانا خلال ملاحقتها منشقين أو فارين من الأحداث في سوريا، ما أدى إلى مقتل عدد من الأشخاص.