النمسا: عرافتان رومانيتان تسقطان في قبضة العدالة بعد عمليات نصب مبتكرة

استخدمتا المواقع الإلكترونية والتنصت الهاتفي

TT

ميليسا (26 سنة) وفانيسا (32 سنة).. شابتان جميلتان عيونهما خضراء واسعة وشعرهما طويل هفهاف مع صوت رخيم مقنع ومثير، إلا أن الجمال لم يكن السلاح الذي اعتمدتا عليه لكسب المال، عن طريق النصب والاحتيال. وحسب الشرطة النمساوية فإن «نشاط» السيدتين امتد إلى أطراف العاصمة فيينا، وما زالت بلاغات «ضحاياهما» ترد تباعا.

ميليسا وفانيسا، في الواقع عرافتان جاءتا إلى النمسا من موطنهما رومانيا، وادعتا أمام ضحاياهما القدرة على كشف المحجوب وفك السحر وصد الحسد. وزعمتا أن بمقدورهما إجراء اتصالات مع أموات أعزاء على قلوب ذويهم وإرجاع حبيب هجر وتحسين حظ تعثر وتأمين وظيفة مرجوة. ولكن في سبيل تحقيق كل ذلك لم تستخدم السيدتان المعهود بين العرافين - أو المشعوذين – من أساليب كرمي الودع أو قراءة الكف أو الفنجان، وإن احتفظتا بكرة بلورية لزوم المظاهر ليس إلا، ولكن، وفق الشرطة، اعتمدتا اعتمادا كاملا على جمع معلومات دقيقة وشخصية عن زبائنهما، ومنهم رجال أعمال ومهنيون ناجحون وعلى مستوى من الثقافة والتعليم، من محركات البحث على شبكة الإنترنت ومتابعة صفحات التواصل الاجتماعي. والجانب الأخطر في القضية أن العرافتين الرومانيتين ذهبتا إلى حد التنصت على المكالمات الهاتفية واستخدام الكاميرات الخفية للمراقبة والمتابعة بحثا عن أدق المعلومات الشخصية، وهو ما عرضهما للمسألة القانونية، ثم إنهما لم تطلبا من الزبائن تسليمهما المال بل لجأتا لتوصية صاحب الغرض على طرد الشر وخلاص نفسه بإخراج مبلغ من المال ورميه في نهر الدانوب ومن ثم متابعته.

واستمر الحال على هذا المنوال إلى أن اشتكت مواطنة ترددت في رمي مالها فظهر لها ما ظنته شيطانا، وعندها لجأت مذعورة إلى الشرطة التي أحكمت المراقبة، وكان أن أمسكت بالعرافتين ومعهما معدات غوص وقناع للشيطان كما تصورتاه. ولزيادة الطين بلة، حاولت ميليسا وفانيسا بعد انكشاف أمرهما رشوة المحقق الجنائي، فأضافتا تهمة جديدة لتهمتي التنصت والاستخدام غير القانوني لمعدات مراقبة مهنية.