أيتها السيدة العجوز فلترقصي الآن على القمر

لويجي جارلاندو

TT

تذكروا آخر بطولة درع فاز بها الميلان، وأعيدوا رؤية برنس كيفين بواتينغ الذي أدى رقصة» المشي على القمر»، كان إستاد سان سيرو مجنونا من السعادة. وكذلك يوفنتوس الذي لم يتعرض للخسارة بقيادة مدربه كونتي يستحق مشهد قوي من هذا النوع، احتفال جدير بتلك مغامرة حتى يتم الشعور بالسعادة. السعادة فحسب. ولكن، على العكس، الخوف هو أن أيام الفخر هذه قد تشهد حلول بعض الضباب الجدلي الذي يسمم تلك المشاعر. فمن يعشق اليوفي، مثل ليبي، أدرك على الفور، الخطر. فقد صرح المدرب السابق للمنتخب الايطالي والذي تولى أيضا تدريب كونتي وديل بييرو في صفوف يوفنتوس، قائلا: « النجمة الثالثة فوق قميص الفريق؟ أفضل إجابة قدمها كونتي عندما قال أن هذا هو الدرع رقم واحد بالنسبة إليه كمدرب. فليستمتع اليوفي بتهنئات العالم كله دون التفكير في باقي الأمور». وكذلك أوضح الرئيس السابق كوبولي جيلي، الذي تولى رئاسة النادي عام 2006 وكان دوره أشبه بالمهمة الصعبة لشخصية خارون الإغريقية، مدى حكمة تلك الكلمات التي ذكرها كونتي وأضاف قائلا: « لا أود النظر للوراء كثيرا».

حتى أعداء السيدة العجوز قاموا بنفس الشيء، من خلال كلمتين: « يوفنتوس، استمتع بالدرع»، غالياني، نائب رئيس الميلان، وبرلسكوني وحتى موراتي، رئيس الانتر. جميعهم اقر لخصمه بأحقية الاحتفال. ذلك الحق الذي طالب به اليوفي أيضا بلباقة، بدءا من كلمة كونتي: « الدرع الأول» التي كانت تعلن بشكل مثالي عن حقبة جديدة. « المهم النجوم التي بداخل قلبك»، هكذا أشار المدافع كيلليني، بغض النظر عن المسألة الجدلية المتعلقة بعدد النجوم على قميص اليوفي. أما بوفون فقد لمح إلى الإجهاد بسبب كثرة الحديث عن تلك المسألة الجدلية: « كم هو عدد الألقاب المحلية التي حصدها اليوفي؟ لم اعد أود الحديث بهذا الصدد». فيما صرح ديل بييرو بشكل موضوعي: « يجب احترام الأحكام»، ثم أوجز بشكل حاسم، وبقوة القائد، إحساس الفريق: « هذا هو احتفالنا، الذي حصلنا عليه مع آخر نقطة عرق بذلنها. احتفال كل من اعتقد في قدرتنا». بدءا من الرفقاء الذين هبطوا مع الفريق إلى دوري الثانية، الذي أراد ديل بييرو ذكرهم واحدا تلو الآخر، ابتداء من بالزاريتي حتى زيبينا. وكان ديل بييرو على حق في ذلك: هذا هو احتفالهم، حصول عليه بالعرق، بعد سنوات من المرارة وبطولة دوري لم يتعرضوا فيها للخسارة مطلقا. من المعروف أن الهزائم تلزم في إعادة شحن الطاقات والحوافز. ولكن يوفنتوس هذا الموسم لم يكن في حاجة إلى ذلك. ومن اجل ذلك تعد بطولة الدوري التي قدمها اليوفي هي في المقام الأول عمل أخلاقي رئيسي. لقد ركض فريق كونتي داخل الملعب ولعب أكثر من الباقين. ومن اجل ذلك يستحق اليوفي الآن احتفال نقي دون ضباب سام. الفوز نهاية تستحق الاحتفال وليست وسيلة للتضييق والضغط. كل شخص لديه الحق في دعم مطالبه. ولكن كما يوضح سفر الجامعة( احد أسفار العهد القديم): كل شيء في وقتها. وبالنسبة لأبناء كونتي الرائعين هذا هو وقت السعادة. فلتتركوا إليهم المسرح كله، وتشعلوا المصابيح الأمامية. أيتها السيدة العجوز فلترقصي الآن على القمر.