توقعات بزيادة مرضى السكري في السعودية 283% عام 2030

استشاريون: الأحذية تتسبب في 85% من عمليات بتر القدم

TT

توقع الاتحاد الدولي لمرض السكري تفاقم المرض بشكل كبير خلال السنوات القليلة المقبلة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وقال في إحصائية رسمية حديثة إن عدد المصابين سيرتفع في عام 2030 من 32.8 مليون مصاب هذا العام، إلى 59.7 مليون.

وتوقعت، من جهتها، منظمة الصحة العالمية أن يرتفع عدد مرضى السكري في السعودية بواقع 283 في المائة بين عامي 2000 و2030، وذلك بسبب التغيرات في نمط الحياة ونوع الغذاء، مما يؤدي إلى ارتفاع مستويات السمنة، في وقت سجل فيه الاتحاد الدولي لمرض السكري السعودية ثاني أعلى دولة من حيث معدلات الإصابة بمرض السكري في منطقة الخليج، بعد الإمارات العربية المتحدة.

إلى ذلك، تنطلق اليوم في جدة الدورة الثالثة لمؤتمر وزارة الصحة لأكاديمية القدم السكرية، بمشاركة نحو 150 من كبار الجراحين والممرضين العاملين في هذا المجال. وتستمر الفعاليات لمدة خمسة أيام بهدف خفض معدل جراحات بتر الأقدام في المملكة، وعلاج تقرحات القدم. كما تهدف إلى زيادة التركيز على الحلول العملية لبعض التحديات الخطيرة التي تنجم عن تقرحات القدم السكري، بالإضافة إلى تعزيز مستوى الوعي والتثقيف في هذا الصدد لدى خبراء الرعاية الصحية.

وأوضحت هيفاء سلمان، مديرة المشاريع في مبادرة «أكاديمية القدم السكرية»، أن مرض السكري ينتشر بشكل سريع، لذا فلا بد من بذل جهود أكبر للعمل على التحكم به. وأشارت إلى أن مؤتمر أكاديمية القدم السكرية يستعرض في هذه الدورة مدى التطور الذي حققه البرنامج في السعودية، مع تركيزه بشكل أكبر على وسائل العلاج العملية، ومع إضافته لعناصر جديدة.

وكشفت سلمان عن تخصيص يوم لهيئة تضم عددا من كبار الخبراء - من خبراء جراحة الأوعية الدموية وجراحة العظام والجراحة التجميلية - بالإضافة إلى يوم خاص لعرض حالات وإجراءات جراحية مباشرة منها جراحات لبتر القدم، وذلك بدعم من مستشفى الملك فهد العام بجدة. كما سيشتمل المؤتمر على يوم لطواقم التمريض يركز على إدارة الجروح، وهي أحد أهم مجالات العناية بمرضى السكري.

وبحسب الدكتور خالد عبد الله طيب، استشاري أمراض السكري والغدد الصماء، ومدير مركز السكري والغدد الصماء في مستشفى النور التخصصي بمكة المكرمة، يعتبر مرض السكري أحد الأمراض التي يمكن التحكم بها، إلا أن مضاعفاته في حال حدوثها قد تكون خطيرة جدا. وأضاف «ترتفع نسبة حدوث الجروح في الأطراف السفلية وقرحة القدم لدى مصابي السكري بشكل كبير، حيث تصيب نحو 50 في المائة من كل مرضى السكري». وقال طيب «تعتبر قرحة القدم السكرية واحدة من أكثر مضاعفات المرض شيوعا، ويمكن أن يؤدي إهمالها إلى بتر القدم والعديد من التأثيرات السلبية على أسلوب حياة المرضى».

واستطرد استشاري أمراض السكري والغدد الصماء «ومع أن هذه المشكلة قد تبدأ كجرح أو آفة بسيطة في القدم، فإنها قد تلتهب وتؤدي إلى مضاعفات خطيرة، إلا أن ما يقارب 85 في المائة من حالات بتر القدم السكرية غير ضرورية، ويمكن تجنبها من خلال تحسين مستوى إدارة الجروح، وهذا هو المجال الذي يركز عليه برنامج أكاديمية القدم السكرية»، لافتا إلى أن العناية بالقدم تخفض نسب عمليات البتر بنسب تتفاوت ما بين 45 - 85 في المائة.

ومن جانبها، دعت جبريت مولدر، أحد أبرز الخبراء عالميا في هذا المجال، من جامعة كاليفورنيا سان دييغو التي منحت البرنامج اعتمادا كاملا، إلى ضرورة تشخيص جروح التهابات القدم والسكري سريريا، كما أشارت إلى أن الأحذية هي السبب الرئيسي في تقرحات القدم، حيث تتسبب في 85 في المائة من عمليات البتر، وتناولت مبادئ العناية بالجروح والقدم وأهمية الفيتامينات والمكملات الغذائية للمرضى.