دعوة «الصغار» للتعرف على جماليات الخط العربي

في ظل انتشار الأجهزة التقنية الحديثة

عبد الله الصانع وضع مقترحات عملية للمحافظة على جماليات الخط العربي من هجمة التقنية («الشرق الأوسط»)
TT

حذر خبراء مختصون في جماليات الخط العربي، من خطورة تأثير تنامي الأجهزة التقنية على استمرار الخط العربي اليدوي، عقب انتشار الأجهزة بين الصغار والكبار على حد سواء.

ودعوا إلى تبني برامج وخطط تستهدف الصغار، وإدراج حصص مدرسية ملزمة بالتدريب أو مزج التقنية بفنون الخط العربي، عبر ابتكار تطبيقات وبرامج لتعليم رسم الحروف العربية وقواعدها.

ووصف الخطاط السعودي عبد الله الصانع، إهمال الطفل في السعودية والعالم العربي عموما لتعلم الكتابة بقواعد الخط العربي، والبعد عنها بالركون إلى أجهزة التقنية اللوحية - بالكارثة، التي باتت تهدد استمرار الخط العربي المكتوب يدويا، مطالبا بالاهتمام بالخط والكتابة اليدوية منذ الطفولة.

وقال الصانع لـ«الشرق الأوسط» إن الحرف العربي والكتابة الاعتيادية ستصبح من الماضي، إذا لم يتم تدارك المشكلة بأسرع ما يمكن، لإنقاذ الأطفال من ضمور عضلات اليد، وعدم القدرة على رسم الحرف، ونسيان الكتابة، وبذلك ينشأ جيل لا يعرف حتى كتابة اسمه، لاعتمادهم شبه الكامل على أجهزة الكومبيوتر بدلا من الكتابة على الورق.

ووضع الصانع بعض الاقتراحات للحفاظ على تنمية قدرات الطفل في الكتابة الخطية، من خلال تعليم الطفل رسم الحروف العربية، بواسطة برامج وتطبيقات الكومبيوتر، أو إلزام الطفل باختيار قصص من كومبيوتره، وإعادة كتابتها على ورقة بيضاء، على أن يكون ذلك شرطا أساسيا لأخذ حريته في الجلوس إلى الكومبيوتر، حيث يقسم وقته بين الكتابة ومجالسة الأجهزة.

واكتسب الخط العربي مكانة لدى الفنانين والرسامين المهتمين بالفنون الإسلامية، بوصفه فنا بحد ذاته، في كتابة عبارات البسملة ولفظ الجلالة وبعض الآيات القصيرة، بانحناءاته وتشكيل الحروف بالـ«قصبة» على لوحات بألوان الفن التشكيلي، حيث غدا بعض الخطاطين فنانين في الرسم، إلى جانب احترافهم للكتابة بالخط العربي.

نورة الشلهوب، مصممة غرافيكس، وخطاطة متذوقة للفن، أنشأت مدونة «حروف عربية» مع زميلاتها اللاتي يشاركنها حب فن الخط العربي الممزوج بألوان الفن التشكيلي، لعرض تجربتهن في البدء بتعلم أساسيات كتابة الحروف بالخط الفارسي والثلث والرقعة.

وأوضحت الشلهوب أن تعلم الكتابة بالخط العربي يحتاج للتفرغ والوقت الكافي من المتدرب حتى يتقنها، فضلا عن أهمية التدريب والكتابة بشكل دائم مع خطاط محترف، مما يصقل مهارة المتدرب وتجعله ماهرا في الكتابة.

وأبانت الشلهوب أن للخط العربي مكانته المحفوظة عند المهتمين به من الفنانين في التصاميم الرقمية التي تستخدم في الإعلانات وتصميم العلامات التجارية، وتعتب الشلهوب على وجود مواهب شابة من الجنسين من فناني الخط العربي، لم يواكبوا التطور في مشاركة أعمالهم على الشبكات الاجتماعية أو على مواقع إنترنت شخصية خاصة بهم، مما جعلهم غير نشطين في مجالهم.