حرج ألماني على أعلى المستويات إزاء مطاعم الشاورمة التركية

بعد انكشاف أمر تورط النازيين الجدد بجرائم «الدونر كباب»

المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل داخل أحد مطاعم «الدونر كباب» التركية.. في زيارة تعاطف
TT

اعترفت شرطة ولاية بافاريا، في جنوب ألمانيا، بأنها في إطار تحقيقاتها حول سلسلة جرائم القتل التي طالت أصحاب المطاعم الأجنبية، وفتحت مطعما للوجبات السريعة في مدينة نورنبورغ، يبيع «الدونر كباب»، أو الشاورمة التركية.

عمل المطعم لعدة أشهر وكان بمثابة «كمين» أعدته الشرطة بأمل اعتقال القتلة الذين دوخوا الشرطة بجرائمهم طوال سنوات. غير أن المطعم البافاري فشل في تغطية تكلفته لسببين: الأول، سوء طعم الشاورمة التي كان يقدمها للزبائن، والثاني سوء اختيار الموقع.. ذلك أن معظم الجرائم ارتكبت في ولاية الراين الشمالي ووستفاليا (غرب البلاد)، البعيدة جدا عن بافاريا.

إيفا هوغل، من قيادة الحزب الديمقراطي الاشتراكي، قالت إنها لا تنتقد عملية التحقيق السري باستخدام المطعم، لكنها تنتقد استهداف الأجانب بالتحقيق وتجاهل مسؤولية اليمين النازي. ورد ناطق باسم الشرطة بالقول إن رجال التحقيق كانوا يعتقدون أن القاتل ربما كان أحد «موزعي أسياخ اللحم» على المطاعم.

ما يذكر أن عدة مدن ألمانية كانت قد شهدت جرائم اغتيال بمسدس كاتم للصوت طالت سبعة أتراك ويونانيا واحدا من أصحاب المطاعم الصغيرة. وحامت شبهات رجال التحقيق حول «مافيا تركية» تنفذ «أحكام إعدام» في من يتمرد على الابتزاز. وشاع حينها استخدام مصطلح «قاتل الدونر كباب» في البلاد. ولكن، قبل ثلاثة أشهر، اتضح أن خلية نازية سرية كانت تنفذ الجرائم بدوافع عنصرية، وألقي القبض فعلا على عدة أشخاص كان من المفترض أنهم موضوعون لرقابة الشرطة. ولم تنكشف نشاطات الخلية إلا بعد تورطها بقتل شرطية، الأمر الذي جعل الشرطة الألمانية هدفا للانتقادات.

اكتشاف مسؤولية النازيين عن الجرائم كشف أيضا غفلة السلطات الألمانية عنهم في خضم تركيزها على ملاحقة «الإرهاب الإسلامي». ولذا اعتذرت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل شخصيا عن الظلم الذي لحق الأجانب بسبب موضوع «قاتل الشاورمة»، وقامت بزيارة أحد مطاعم «الدونر كباب»، تعبيرا عن تضامنها مع أهالي الضحايا. وللعلم، فإن «الدونر كباب»، أو الشاورمة التركية، من أكثر الأكلات شعبية في ألمانيا، بل إن مبيعات المطاعم السريعة التركية منها تفوق مبيعات «مكدونالدز» و«برغر كينغ» و«فينرفالد» ودجاج «كنتاكي» مجتمعة.