مستثمرون: اليونان تعد للعودة إلى الدراخما

وسط تحذير المفوضية لأثينا من التخلي عن اليورو

هل تعود العملة اليونانية القديمة للتداول مجددا؟
TT

تتأهب البنوك اليونانية للبدء في تداول عملة يونانية جديدة. ولم تحذف بعض البنوك الدراخما من أنظمتها، بعد أن تبنت اليونان اليورو منذ أكثر من عشر سنوات، وستكون مستعدة للتحول للدراخما إذا ما اضطرتها مشكلات الديون إلى إعادة العملة القديمة.

وقال هارتمات غروسمان، من «اي سي إس» لاستشارات المخاطر ومقرها أميركا، إنه يجري الاستعداد للأمر منذ بدأت أزمة الديون اليونانية عام 2009. وأضاف غروسمان «الكثير من الشركات، لا سيما في أوروبا وأيضا هنا، تبحث ذلك منذ فترة طويلة». وقال إن أحدث أزمة سياسية في اليونان دفعت الأمور إلى نقطة حاسمة نوعا ما. وتابع «لكن كان هناك حقا تخطيط طارئ في سائر المؤسسات المالية لحدوث هذا.. خروج اليونان من منطقة اليورو ليس فكرة جديدة».

ويقول الاتحاد الأوروبي إنه يريد بقاء اليونان في العملة الموحدة، وتظهر استطلاعات الرأي أن اليونانيين يتمسكون بها. لكنهم صوتوا في الانتخابات التشريعية يوم الأحد الماضي لصالح أحزاب تعارض خطة إنقاذ أبرمتها أثينا مع الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي، مما يلقي بمستقبل البلاد في منطقة اليورو إلى دائرة الشك من جديد.

وضم رئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروزو، أمس، صوته للمحذرين من أن اليونان قد تضطر للتخلي عن العملة الموحدة إذا لم تلتزم باتفاقاتها مع أعضاء آخرين في منطقة اليورو. وقال باروزو في حديث مع محطة «سكاي تي جي 24» الإيطالية يوم الخميس «أحترم بشدة الديمقراطية اليونانية ومسار البرلمان اليوناني، لكن يتعين علي كذلك أن أحترم 16 برلمانا آخر وافقت على البرنامج». وأضاف «لذلك بالطبع يتعين الوفاء بالاتفاقات، وإذا لم يتم الوفاء بها فسيعني ذلك غياب الشروط اللازمة للاستمرار مع دولة لا تحترم الاتفاقات». ورد على سؤال عما إذا كانت تصريحاته تعني أن اليونان قد تجبر على الخروج من العملة الموحدة قائلا «لا يمكن أن يستمر عضو في أي منظمة إذا لم يلتزم بقواعدها».

وحدد وزير خارجية ألمانيا غيدو فسترفيلي اليوم الجمعة خطة من ست نقاط «لمعاهدة نمو» أوروبية، لكنه قال إنه يتعين على اليونان الالتزام بتعهداتها للإصلاح إذا ما أرادت الحصول على المزيد من المساعدات والاستمرار في منطقة اليورو. وفي كلمة أمام مجلس النواب الألماني قبل أيام من زيارة الرئيس الفرنسي الجديد فرانسوا هولاند لبرلين، قال فسترفيلي إن ألمانيا أيضا ترغب في التركيز على النمو من دون أن يعني ذلك المزيد من الإنفاق. وأضاف «على المستوى الأوروبي نرغب في التركيز أكثر على النمو أيضا.. لا يمكن للاتحاد الأوروبي أن ينفق أكثر من ذي قبل، لكن يجب عليه أن يستخدم وسائله بطريقة أفضل من قبل». وتابع «مستقبل اليونان في منطقة اليورو في يديها. نرغب في مساعدة اليونان وسنفعل.. لكن على اليونان أن تكون مستعدة لقبول المساعدة. إذا ما ضلت اليونان طريق الإصلاحات المتفق عليها فلا يمكن دفع الشرائح التالية من المساعدات. التضامن ليس طريقا من اتجاه واحد».

من جانبه، اعتبر الرئيس الأميركي باراك أوباما مساء الخميس أن أوروبا لا تزال تعاني تداعيات الأزمة المالية لأنها لم تتبن إجراءات للنهوض على غرار الولايات المتحدة. وأقر أوباما، الذي كان يشارك في اجتماع لجمع الأموال لحملته الانتخابية في ضاحية سياتل (ولاية واشنطن، شمال غرب)، بأن الاقتصاد الأميركي لا يزال يواجه «رياحا معاكسة»، لكنه يظل في وضع أفضل من الاقتصاد في أوروبا حيث تعاني بعض الدول انكماشا. وقال «لا تزال أوروبا في وضع صعب، وذلك يعود جزئيا لكون (قادتها) لم يتخذوا الإجراءات الحاسمة التي اتخذناها في بداية هذا الانكماش». وهُزم نيكولا ساركوزي، أحد أبرز حلفاء أوباما الأوروبيين، الأحد الفائت في الانتخابات الرئاسية الفرنسية أمام الاشتراكي فرانسوا هولاند الذي يأمل في التفاوض مجددا حول خطة الاستقرار الأوروبية لتضمينها تدابير تعزز النمو.